في حوار خاص للوفاق مع بنت الأسيرة فاطمة العاروري
رواية مأساوية عن ظروف الأسيرات الفلسطينيات في سجون الكيان الصهيوني
أشارت بنت الأسيرة فاطمة العاروري شقيقة الشهيد صالح العاروري _القيادي الفلسطيني الكبير ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الظروف الصعبة والقاسية للأسيرات الفلسطينيات من لحظة اعتقالهن وتعذيبهن الجسدي والنفسي وضربهن ووضعهن في العزل الإنفرادي و... . وتطرقت آلاء صقر بنت المعتقلة فاطمة العاروري شقيقة القيادي في حركة حماس الشهيد صالح العاروري، في حوار مع صحيفة الوفاق إلى طريقة التعامل الهمجية من قبل الإحتلال الصهيوني للأسيرات الفلسطينيات وقالت: الأسيرة الفلسطينية من لحظة اعتقالها من منزلها واختطافها من أحضان عائلتها في منتصف الليل إلى لحظة وصولها السجن، بالبداية يتم تقييد يديها ووضع عصابة على عينيها ، وهناك أسيرات تم إجبارهن على المشي لمسافات طويلة في البرد الشديد والأجواء الماطرة.
الوفاق/ خاص
معصومة فروزان
الأسيرة العاروري تعرضت للضرب المبرح في الجيبات العسكرية
وأردفت آلاء قائلة: لا ننسى تعرض الأسيرة للضرب المبرح في الجيبات العسكرية طوال الطريق إلى لحظة وصولها إلى المعسكر، حيث يتم وضعها هناك لأيام في مكان مليء بالجنود، ويتم التنكيل بها سواء بالالفاظ السيئة أو بالضرب ، وبعد ذلك يتم نقلها من سجن إلى آخر، وفي كل سجن يجب أن تتعرض للتفتيش العاري رغما عنها ، وللضرب، والإهانة، ووضعها في زنزانة لمدة 4 ايام او أكثر لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار يوجد فيها حمام وفرشة في نفس المكان، الحمام قذر للغاية، ويوجد كاميرا في الغرفة على مدار 24 ساعة، أي أن الأسيرة لن تستطيع استخدام الحمام طوال فترة مكوثها هناك بسبب الكاميرات.
وتابعت بنت المعتقلة فاطمة العاروري التي تم اعتقال أمها في وقت وظروف صعبة ، في حين أنه لم يمض على اغتيال شقيقها الشيخ صالح العاروري سوى 10 أيام بالقول: الجدير بالذكر أنه تم إخبار عدة أسيرات أنه كان في هذه الزنازنة أسير مدني لديه مرض جلدي معد، وتم إخراجه قبل نصف ساعة من هنا ووضعك هنا مكانه، ويتم وضع ملابس قذرة لرجل ، لكي أن تتخيلي مقدار التعذيب النفسي التي ستعيشه الأسيرة هناك بعد هذا الكلام.
خالتي تم ضربها على قدمها بشكل متعمد
وأضافت آلاء: هناك أسيرات تم تهديدهن بالاغتصاب، الكلام لن يكون ولن يكون مثل العيش في هذه الأحداث المأساوية التي لا يستطيع أي عقل بشري طبيعي تحملها.
وأشارت إلى إعتقال أمها فاطمة العاروري قائلة: بالنسبة لأمي بدأت رحلة العذاب من لحظة اقتيادها من المنزل إلى سجن عوفر، ومن ثم الى عتصيون، وهداريم، وهشارون، واخيرا الى سجن الدامون، وفي جميع هذه السجون تعرضت فيه للضرب والصراخ والإهانة والتفتيش العاري، وفي أثناء التحقيق تم توجيه الكثير من الشتائم لشقيقها الشيخ صالح العاروري.
واستمرت بظروف اعتقال خالتها دلال العاروري بعد عشرة أيام من اغتيال الشهيد صالح العاروري وقالت: خالتي تم ضربها على قدمها بشكل متعمد وهي امرأة كبيرة في السن.
وعن أسوء سجن قالت: من ناحية أسوء سجن أخص بالذكر سجن هشارون، لم تعان امي هناك وحدها فكل الاسيرات يتحدثن عن نفس السجانة التي يتم تسميتها بلقب العقربة السوداء، والتي تم وضعها بشكل مخصص لتوجيه جميع انواع المعانات والتعذيب بحق الأسيرات القادمات إلى هذا السجن، وكل هذا يتم في أماكن لا تتواجد فيها كاميرات حتى لا يتم توجيه أي تهمة بحقها.
الظروف الصعبة للأسيرات
وتعليقا على ظروف سجن الدامون صرحت آلاء: أما فيما يخص أوضاع الأسيرات في سجن الدامون وهو سجن مخصص للنساء، درجات الحرارة المرتفعة إضافة الى الرطوبة، فسجن الدامون كان قديما مخصص كمكان لتخزين التبغ، لذلك في الصيف تبلغ درجة حرارته بشكل جهنمي وفي الشتاء درجة حرارة منخفضة.
ولفتت إلى الظروف الصعبة للأسيرات: في الأيام الماطرة لم يكن يتواجد أغطية وملابس كافية ، كل الأسيرات كنّ يعانين من البرد الشديد ، واما الآن في الصيف لا يوجد مروحة او أي شيء لكي يخفف عنهن هذا الحر الشديد، حتى أبسط الحقوق مثل الاستحمام، الشامبو غير متوفر الا بكميات قليلة جدا لا تكفي جميع الاسيرات، ولديهن ساعة واحدة فقط باليوم لكي يستحممن بها ، وبطبيعة الحال كيف يمكن لهذا العدد من الأسيرات أن يفعلن ذلك في ساعة واحدة فقط ، ومن تتأخر يتم ضربها ووضعها في العزل الانفرادي، وقبل الاسابيع تم ضرب فتاة على رأسها ووضعها في العزل الانفرادي بسبب تأخرها.
المجاعة في سجون الاحتلال الصهيوني
وفيما يخص الأكل في السجون قالت بنت شقيقة الشهيد صالح العاروري: يتم منحهن وجبات لا تكفي حتى لطفل، وبغض النظر عن الكميات القليلة، جودة الأكل سيئة للغاية، الأكل بارد أو غير مطهي، هناك اسيرات فقدن من وزنهم 4,5,6,7 كيلو او أكثر، في السجن أبسط الاشياء التي لم نكن نعطيها قيمة في الحياة العادية تصبح من الأشياء الترفيهية عندما تطلبها من السجان، على سبيل المثال السكر والملح، يتم إخبار الأسيرات دوما أن الملح والسكر يعتبران من الترفيه اذا تم توفيرهما لهن، وتتعمد إدارة السجن منح الأسيرات الطعام الذي من شأنه أن يسبب لهن الضرر على المدى البعيد، مثل الأكل الحار للغاية ، او الأكل الذي يسبب إمساك للمعدة ، والعديد من الأمور الهمجية.
وتابعت: اما فيما يخص الماء، مياه فيها صدأ وغير نظيفة، وأما فيما يخص الملابس، يوجد فقط غيار واحد فقط للأسيرة، ويمنع علينا زيارتها او إدخال الملابس لها، ولا يوجد هناك كنتينا، وأما فيما يخص أماكن النوم، هناك أسيرات ينمن على الأرض بسبب عدم توفر سرير لهنّ، ويوجد في بعض الفرشات من أنواع الحشرات الذي يبقى طوال الليل يضايق جسم الأسيرة سواء جسديا أو نفسيا، إما بالقرص أو حتى نفسيا أنك تنام على شيء مليء بالحشرات.
لا ننسى أسيرات غزة
وأشارت بنت شقيقة الشهيد صالح العاروري: أما فيما يخص الاجواء بين الأسيرات، أجواء لطيفة مع بعضهم البعض، يدعمن كل أسيرة جديدة تأتي الى السجن سواء كان دعماً معنوياً أو نفسياً يتم احتضانها بكل حب ومودة، وهذه الأجواء تغضب إدارة السجن بشكل كبير، في عدة مواقف كانت الأسيرات يتجمعن مع بعضهم البعض لكي ينشدن الأناشيد ويتكلمن عن حياتهن العامة، وكانت ردة فعل السجن اقتحام الغرف والضرب ورش الغاز، ممنوع عليهن ان يشعرن بالأمل والسعادة ولو للحظات.
وأشارت آلاء صقر إلى ظروف أسيرات غزة و أكدت: لا ننسى أسيرات غزة، بالعادة لا يتم نقل أسيرات غزة الى الدامون ولكن تم نقل بعضهن، حيث يصلن الى المكان بحالة مأساوية، آثار الكدمات في كل مكان، التعب، الإنهيار، تم إجبار معظمهن على ترك اطفالهن الذين يبلغون سنوات فقط في مكان ما في غزة دون ان يكون أحد معهم، لا تعرف شيئاً عن مصير اطفالها هل تم قتلهم هل تم قصفهم هل ماتوا من الجوع، كل هذا يحصل بحقه لأنهم فقط من غزة لو تحدثت طوال اليوم لن يكون هناك نهاية لإجرام هذا المحتل الغاصب، الذي دائما يتغنى ويتفاخر أنهم دولة القانون، ولكن في الواقع لا يمتون للقانون بصلة، إنما دولة الإجرام بحق الانسانية، دولة الباطل.
وختاما قالت آلاء: أود أن أشير إلى ان معظم الاسيرات اللاتي تم اعتقالهن لا يوجد اي تهمة بحقهن سواء قمن بنشر منشور على الفيس بوك او الانستغرام بشيء يخص غزة، هناك أسيرة تم اعتقالها بسبب دعاء قامت بنشره على صفحة الفيس بوك الخاصة بها.