تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
قائد الثورة، مؤكداً أنها معركة بين جبهتي الحق والباطل:
المعركة بين الجبهة الحسينية واليزيدية لا تنتهي أبداً
وفي هذه المراسم التي أقيمت بحضور وفود طلابية من كافة أنحاء البلاد، حضر وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا "حسين سيمايي"، ووزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي "محمدرضا ظفرقندي"، ووزير التربية والتعليم العالي "علي رضا كاظمي"، كما حضر ممثل الولي الفقيه في شؤون الجامعات "حجة الاسلام مصطفى رستمي" ورئيس منظمة الدعاية الإسلامية "حجة الإسلام محسن قمي"، وجرى خلال اللقاء تلاوة زيارة الأربعين وإقامة عزاء الإمام الحسين(ع).
فرص وآفاق واسعةٌ أمام الشباب
وبعد مراسم العزاء وإقامة صلاة الظهر، ألقى سماحة قائد الثورة الاسلامية كلمة، استعاد فيها جملة قضايا من زيارة عاشوراء، مُتطرّقاً إلى خطاب الإمام الحسين وأهل بيت النبي(ص): "إنِّي سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم"، مؤكداً أن "المعركة بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية لا تنتهى أبداً".
وأضاف الإمام الخامنئي: "لقد فتحت الثورة الإسلامية في إيران فرصة ومجالاً واسعاً أمام الشباب وعلينا أن نغتنم هذه الفرصة من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة لتحقيق الأهداف السامية للثورة الاسلامية، وذلك من خلال البرمجة الصحيحة وتوفير أرضية التقدم والازدهار".
وقد وصف قائد الثورة هدف انتفاضة الإمام الحسين(ع) بأنه مواجهة الظلم والجور، مُبيناً: "تختلف طرق مواجهة الجبهة الحسينية مع جبهة الظلم نظراً للظروف المختلفة، حيث أن النضال في عصر السيف والرمح يكون بطريقة وفي عصر الذرة والذكاء الاصطناعي بطريقة أخرى، وأيضاً الدعاية في عصر الحديث والشعر والقصيدة كانت لها نهج محدد، وفي عصر الإنترنيت والقرب الكمي لابد من استخدام أساليب أخرى".
وأشار سماحته إلى أن واجب الانسان فترة الدراسة في الجامعة يكون شيئاً، وفي فترة المسؤولية يكون شيئاً آخراً، مضيفاً: "إن مواجهة الجبهة الحسينية مع الجبهة اليزيدية لا تعني دائماً حمل السلاح، بل يجب أن تفكر بشكل صحيح وتتحدث بشكل صحيح، وتُحدد بشكل صحيح، وتعرف مهمتك بدقة".
إتّخاذ الإجراء في الوقت المناسب
وأكّد سماحة قائد الثورة أننا إذا تحرّكنا في هذا الاتجاه، سنجد للحياة معنى وهدفاً، وقال مخاطباً الطلاب: "على الشباب أن يقدّروا الفترة الحالية التي فُتحت فيها لهم ساحة موسعة ببركات الثورة الإسلامية، وأن يقدّموا في الوقت المناسب بالبرمجة والدراسة والتفكير الصحيح الذي يتطلّب منهم الإلمام بالقرآن الكريم واتباعه".
وأوضح سماحته: أن "اتخاذ الإجراء في الوقت المناسب في بعض الأوقات يصبح ضرورياً في الفضاء الاجتماعي والسياسي، وتارة في البيئة الجامعية، وتارة في طريق كربلاء ودعم فلسطين".
وفي ختام حديثه، أكد سماحته: إن "الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية من قبل الشباب يعني نجاتهم ونجاحهم، واذا لم يستفيدوا من هذه الفرصة ولم يقوموا بالواجب فالنتيجة ستكون خسارة".
إحياء مُهيب في العراق
وفي العراق، توافد ملايين الزوّار من مختلف أنحاء العالم الى بقعة واحدة، وبقلوب متّحدة توجّهوا نحو قبلة الأحرار ومصدر الإصلاح سيّد الشهداء الإمام الحسين(ع)، وذلك عبر طريق المشّاية بين النجف الأشرف وكربلاء المُقدّسة، التي تزيّنت بصور الشهداء على طريق القدس ومن سبقوهم في هذا الركب المقدس، لزيارة ضريح الإمام الحسين(ع).
وتقاطرت الوفود والمواكب لخدمة الزوار عبر المضائف التي انتشرت على طول الطريق المؤدي إلى مقام الإمام الحسين وأخيه العباس(ع)، حيث لم يمنع الطقس الحار مشاهد الولاء والعهد والعشق لأبي الأحرار، في مشاركة الملايين بالزيارة وزحفهم مُتحدين ارتفاع درجات الحرارة التي تصل الى 50م وسط استنفار أمني وخدمي وصحّي كامل الأوجه. وغصت كربلاء المقدسة بالحشود في مشاهد قل نظيرها، بلّ ربما تنفرد بها المدينة المقدسة على مستوى العالم، نظراً للأعداد الهائلة الوافدة لها منذ أكثر من 20 يوماً سواء من داخل العراق أم خارجه.
فلسطين حاضرة في مسيرة الأربعين
ولعلّ واحدة من الظواهر الملفتة في زيارة الأربعين، خلال الأعوام القلائل الماضية، هي حضور القضية الفلسطينية على نطاق واسع، من خلال عقد المؤتمرات، وإقامة المهرجانات، وتنظيم المعارض، فضلاً عن فعاليات ونشاطات شعبية متنوعة، تتمثل بالمواكب والهيئات الحسينية التي تحمل أسماء ذات دلالات سياسية وعقائدية ترتبط بفلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، ورفع العلم الفلسطيني من قبل الزائرين، وجعل العلمين الصهيوني والأميركي وصور قادة الكيان الصهيوني تحت الأقدام.
وفي هذا العام، وعلى وقع معركة "طوفان الأقصى" ومعطياتها وتداعياتها وانعكاساتها، بدا واضحاً أن القضية الفلسطينية، بإطارها العام والواسع، سجّلت حضوراً أكبر في مسيرة الأربعين، لتطلق هذه المناسبة العظيمة، والمسيرة العالمية، رسالة بالغة الأهمية، مفادها أن معركة "طوفان الأقصى" الحالية هي استمرار لمعركة "الطف" قبل ما يقارب الأربعة عشر قرناً من الزمن.
وتحت شعار "من معركة الطف إلى طوفان الأقصى.. انتصار الإرادة على الطغيان"، احتضنت مدينة كربلاء المقدسة على هامش زيارة الأربعين، مؤتمر نداء الأقصىى الدولي الثالث، برعاية العتبة الحسينية المقدسة، وبمشاركة عشرات العلماء والباحثين والأكاديميين والسياسيين القادمين من حوالي خمسة وستين دولة عربية وأجنبية.
موكب "نداء الأقصى" الحسيني
ولم يقتصر الأمر على مؤتمر نداء الأقصى الدولي الثالث، بل إن هناك فعاليات مماثلة أو مشابهة، ذات طابع جماهيري أو نخبوي، شهدتها مسيرة الأربعين. ومن بين تلك الفعاليات، ما تم في إطار موكب "نداء الأقصى" الحسيني، الذي أُنشئ قبل عدة أعوام على طريق "يا حسين" الرابط بين مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة.
وكما هو الحال في الأعوام السابقة، فقد شارك في مراسم افتتاح الموكب، علماء دين وساسة وقيادات من محور المقاومة، وتم التأكيد على أن الطريق الوحيد لنصرة ابناء الشعب الفلسطيني، يكمن في الوحدة الإسلامية، والجهاد صفًا واحدًا في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وكذلك التأكيد على أهمية تقوية محور المقاومة في كل المواقع والميادين، ورفع مستوى التنسيق والتعاون، واستثمار كل ما هو متاح لإلحاق الهزيمة الكاملة بالكيان الغاصب.
إلى جانب ذلك، فإن مظلومية الشعب الفلسطيني لم تكن بعيدة عمّا طرحه وتحدث به خطباء المنابر والمبلغين الفاعلين على امتداد مسيرة الأربعين في كل المدن والمناطق، بدءاً من منطقة رأس البيشة في أقصى محافظة البصرة وحتى مرقد الإمام الحسين ومرقد أخيه العباس(ع) في قلب كربلاء المقدسة، حيث تتميز زيارة الأربعين بمشاركة واسعة لمواكب أجنبية وعربية تحت راية قضية الإمام الحسين(ع) وحّدت القلوب، ورسخت المبادئ الإنسانية في نفوس المسلمين وأحرار العالم.
وإمتازت حركة الزوار الوافدين من إيران إلى العراق لزيارة ضريح الإمام الحسين (ع) بالسلاسة والأمان وتوفير كافة الخدمات، وذلك في ظل التعاون الثنائي المشترك بين البلدين حيث كان قائماً على أفضل وجه عند معبري شلمجة وجذابة في محافظة خوزستان (جنوب غرب ايران).
إحياء مراسم الأربعين في إيران
وانطلقت، يوم أمس، مسيرات أربعينية الإمام الحسين(ع) في العاصمة طهران ومختلف مدن البلاد بمشاركة جماهيرية غفيرة وحضور مُهيب. وإنطلقت مسيرة مَن فاتهم الأربعين الحسيني في طهران، بعد تلاوة زيارة الأربعين، على طريق طوله 13 كيلومتراً من ساحة الإمام الحسين(ع) (وسط طهران) إلى مرقد السيد عبدالعظيم حسني(ع) (جنوب طهران)، على أمل الاستفادة من أجر المشي من النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة. ففي كل عام، يحاول الأشخاص الذين لم يتمكّنوا من السفر إلى كربلاء المقدسة وزيارة ضريح الإمام الحسين(ع) أن يحيوا هذه الشعيرة من خلال السير مشياً على الأقدام في طهران.
وبدأت هذه المراسم في الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم الأربعين من ساحة الإمام الحسين(ع) بتلاوة زيارة الأربعين، ثم بدأ المؤمنون الحسينيون حركتهم في الساعة السابعة صباحاً. ورحّبت مرافق المدينة المختلفة بالمعزين على شكل مواكب. كما أن كان هناك تواجد للشرطة ورجال الإنقاذ من الهلال الأحمر لخدمة المشاركين في زيارة الأربعين إلى جانب المنظمات الأخرى. وفي هذا اليوم أدي 110 مجمعاً ثقافياً وفنياً التعزية، وتنصب المنابر ومحافل التلاوة وتقام صلاة الجماعة. كما تواجدت أكشاك خاصة بالأطفال والأمهات والرضع، و50 جناحاً تروي ملحمة مقاومة أهل غزة وجرائم الكيان الصهيوني الغاصب.