بعد أن شهد أياماً حمراء واتجاهاً منخفضاً
موجات إيجابية في قلب سوق رأس المال الإيراني
يرى محللو سوق رأس المال الإيراني أن تنصيب حكومة مسعود بزشكيان المرتقبة سيضخ موجات إيجابية في قلب السوق وسيخرجها من فوضى أزماتها.
وافتتح سوق المال، الإثنين، بعد عطلة الأحد، وارتفع إجمالي المؤشر بمقدار 14 ألفاً و238 نقطة وعاد إلى قناة 2 مليون وحدة.
وتفيد التقارير إن في تداول يوم السبت، كان هناك 310 رموز في قائمة انتظار الشراء، وكان 177 رمزاً في قائمة انتظار البيع. وارتفعت القيمة الإجمالية لطوابير التسوق بنسبة 37% مقارنة بيوم العمل السابق إلى 175/1 مليار تومان، وانخفضت القيمة الإجمالية لطوابير المبيعات بنسبة 30% إلى 465 مليار تومان.
وكان سوق الأسهم الإيراني إيجابياً في اليوم الأول من الأسبوع، حيث شهد مسبقاً أياماً حمراء واتجاهاً منخفضاً. ونتيجة لتزايد المخاطر وتأخر منظمة البورصة في الحد من نطاق التقلبات، فقد المؤشر العام للبورصة أيضاً القناة المهمة البالغة 2 مليون وحدة الأسبوع الماضي وكثرت القيود حول طوابير البيع، إلى أن جاء المجلس الأعلى للبورصة وعقد اجتماعاً الثلاثاء الماضي وعد خلاله محافظ المركزي الإيراني بدعم البورصة وهو ما أنقذها من السقوط الحاد.
وصرّح محافظ البنك المركزي، محمد رضا فرزين، أنه تم الإتفاق في اجتماع المجلس الأعلى للبورصة، على أن يبدأ دعم الجهاز المصرفي لسوق المال اعتباراً من الأربعاء (يوم غد).
وأشار فرزين إلى الإجراءات الجديدة التي اتخذها البنك المركزي لدعم سوق الأوراق المالية والمتداولين، لافتاً إلى الإجراءات اللازمة لهذا البنك لتمويل وتسريع خطط التنمية لشركات البورصة.
كما أشار إلى 3 إجراءات مهمة للمركزي الإيراني لدعم البورصة، وهي: تخصيص 360 تريليون سندات تمويلية من قبل البنوك العاملة لإصدار سندات تمويل بالريال لمشاريع التنمية وتوفير رأس المال العامل للشركات المدرجة. إصدار سندات صكوك بالعملة الأجنبية بقيمة 2 مليار يورو للمشروعات التنموية للشركات المدرجة وخاصة في مجال البتروكيماويات والتعدين، وكذلك منح قروض بالعملة الأجنبية بقيمة 5/1 مليار يورو للشركات المدرجة التي لديها دخل من النقد الأجنبي وخطط للعائد السريع، وذلك لزيادة صادراتها.
توقعات البورصة
وقال مصطفى صفاري، خبير سوق الأوراق المالية، رداً على الغموض حول ما إذا كان هذا الاتجاه المتزايد هو مخدر مؤقت لسوق رأس المال أم أن هناك أملاً في استمرار هذا الاتجاه: نشهد هذا الأسبوع البت في ثقة الوزراء من قبل مجلس الشورى الاسلامي، ومن غير الصحيح أن نجعل من التوقعات المنتظرة مطالب ما لم يتم تنصيب حكومة بزشكيان. مع ذلك، فإن الطابع الإيجابي المسيطر على سوق الأوراق المالية يمكن أن يكون علامة إيجابية.
وأعرب صفاري عن أمله في يكون مؤشر البورصة إيجابياً لشهر سبتمبر من هذا العام، وقال: شهد السوق انخفاضاً حاداً للغاية؛ لكنه عاد للانتعاش مرة أخرى، مما جعل النشطاء متفائلين بالمستقبل. وأضاف: بما أننا نشهد أيضاً انخفاضاً في سعر الدولار، فإننا نتوقع أن يرتفع مؤشر سوق الأسهم الإجمالي مرة أخرى.
عملية زيادة سعر الفائدة ستتسارع
من ناحيته، أشار أحمد اشتياقي، خبير اقتصادي ومحلل في سوق الأسهم، إلى التحسن الذي طرأ مؤخراً على سوق رأس المال الإيراني، وقال: بالنظر إلى النهج الذي يتبعه فريق مسعود بزشكيان في الخيارات الاقتصادية والمواقف السابقة لهؤلاء الأعضاء والتي أتاحت المجال للتنبؤ بإطارهم الفكري، يبدو أن الروتين الإيجابي لسوق رأس المال يمكن أن يستمر، ويجب ألا يكون هذا التحسن مؤقتاً.
وأضاف اشتياقي: تعبر الأسماء المذكورة من الفريق الاقتصادي المقدم عن وجهة نظر مفادها أن عملية زيادة سعر الفائدة سوف تتسارع، وإذا تم تخفيض سعر الفائدة البنكية تدريجياً، فيمكننا أن نأمل في توقف عملية تخفيض ربحية الشركات، لتواجه زيادة في الربحية وفي جاذبية السوق وسنشهد دخول النقد إلى السوق، وبهذه الطريقة يمكننا أن نرى الزيادة التدريجية في كفاءة السوق حتى نهاية سبتمبر.