الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وثمانية وستون - ١٥ أغسطس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وثمانية وستون - ١٥ أغسطس ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

مسؤول الإعلام في حركة حماس _ لبنان_ للوفاق:

سلاح الإعلام المقاوم .. الصوت والصورة أظهرا حقيقة الانتصار

الصحافة ليست في مأمن من الاستهداف الصهيوني، هذا ما يثبته واقع الحال في غزة، التي تتعرض لحرب تطال كل شيء، حتى مقار وكالات أنباء عالمية ومكاتب شبكات تلفزة محلية عربية ودولية لم تسلم من القصف، وعندما يتعرّض الإعلاميون للإستهداف، يكون ذلك ليس فقط هجومًا على الأفراد، بل هو هجوم على الحقيقة نفسها. ويتعرض العديد من الصحافيين في فلسطين ولبنان للاعتداء من قبل جيش العدو الصهيوني، وذلك بهدف تقييد قدرتهم على نقل الأحداث كما هي، ومنعهم من إيصال الصورة الكاملة للعالم، حول محاصرة العدو الصهيوني للإعلاميين واستهدافهم إما قتلاً أو اعتقالاً أو منعاً وفرض قيود على حركتهم لإعاقة إيصال الحقيقة بشكلٍ دقيق للعالم. وقد حاورت الوفاق مسؤول الإعلام في حركة حماس في لبنان الأستاذ وليد كيلاني وفيما يلي نص الحوار:

الوفاق/ خاص

عبير شمص

استهداف ممنهج ومتعمد
بدأ العدوان الصهيوني منذ بداية هذه الحرب باستهداف الإعلاميين لما لهم من دور كبير في هذه المعركة والتي وصفت بمعركة العقول والأدمغة، يقول الأستاذ كيلاني، ويتابع حديثه:
" نحن اليوم نتحدث عما يقارب من 166 شهيداً من الطواقم الصحفية الذين يعملون ميدانياً وتم استهداف معظمهم بشكلٍ متعمد من قبل العدو الصهيوني. يريد العدو من هذا الاستهداف المُمنهج والمباشر إخفاء الصورة الحقيقية لما يجري في غزة وعدم نقلها للعالم والغرب بشكلٍ خاص، كما أنه طوال الصراع العربي الصهيوني منذ 76 عاماً حتى هذه اللحظة كانت الرواية الصهيونية هي السائدة وكان الإعلام الغربي يتبنى هذه الرواية بشكلٍ دائم، لكن الوضع اختلف في معركة " طوفان الأقصى" بشكلٍ كبير وأصبح هناك توازن لا نقول غلبة للإعلام العربي الاسلامي بل توازن وندّية في شرح وإيصال الرواية الفلسطينية والعربية مقابل الرواية الصهيونية، لذلك ينفذ العدو هذه السياسة الممنهجة لاستهداف الصحفيين إما قتلاً أو اعتقالاً أو منعاً للطواقم الصحفية ووكالات الأنباء من العمل في الداخل الفلسطيني المحتل، فقد أغلق عدداً من من مكاتب وسائل الإعلام العربي ومنها قناتي الجزيرة والميادين وغيرها من القنوات الإعلامية".
ويوضح الأستاذ كيلاني أن:" العدو الصهيوني  يستهدف الإعلاميين بشكلٍ واضح ومتعمد، فهو يعلم بهويتهم قبل استهدافهم، فهم يرتدون الدروع الخاصة بالصحفيين التي يظهر بوضوح عليها الشعارات الإعلامية الدالة على عملهم وكذلك السيارات التي يستعملوها، إذ يُرى بشكلٍ واضح الشعارات الخاصة بالصحافة عليها، هذا ويمتلك العدو الصهيوني قدرات تقنية متقدمة يستطيع بواسطتها التعرف على ركاب السيارة إن كانوا مدنيين أو عسكريين أو صحافيين بل وما يوجد داخلها إن كان سلاحاً أو معدات تصوير، لذلك كذبة العدو الصهيوني التي تدعي قصف الطواقم الصحفية بالخطأ أو غير العمد لا يصدقها أحد، وهو عبر استهدافه الصحافة يريد طمس الحقيقة وإخفاء الصورة ومصوريها لعدم نقلها بما تتضمنه من جرائم ومجازر للعالم".
الإعلام الغربي.. تبني الرواية الصهيونية
يشرح الأستاذ كيلاني بأنه:" منذ الساعات الأولى لعملية "طوفان الأقصى" بنى العدو الصهيوني سرديته الكاذبة والقائمة على اتهام المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بقتل الأطفال وقطع رؤوسهم واغتصاب النساء وإحراق البيوت، ونشرها عبر بعض وسائل الاعلام  الأجنبية وبالأخص عبر وسيلة إعلامية أمريكية التي نقلت مراسلتها في فلسطين المحتلة أخباراً كاذبة من شاهد عيان وهو مستوطن صهيوني ثبت كذب إدعائه بعد ذلك، واعتذرت هذه الصحفية ومؤسستها الإعلامية عن تبنيها هذه الرواية معتمدة على مصادر كاذبة وغير موثوقة".
ويتابع الأستاذ كيلاني بالقول:" هذا الكذب والتضليل استمر العمل به وهذه المرة على لسان رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي استضاف في مستوطنات غلاف قطاع غزة أمهات الصحف ووسائل الإعلام الغربية والمنصات الالكترونية مثل (اكس) وشرع يشرح لهم كذباً كيف قامت فصائل المقاومة الفلسطينية بقطع الرؤوس وإحراق المنازل واغتصاب النساء".
وسائل التواصل الاجتماعي نجم عملية "طوفان الأقصى"
الحروب كما نعلم تبدأ بالإعلام وتنتهي به وهذا لأهميته في هذه المعركة، يشرح الأستاذ كيلاني عن "وجود اختلاف في التغطية الإعلامية بين الحروب السابقة والحرب الأخيرة ويرجع  ذلك إلى تطور هائل في وسائل التواصل الإجتماعي الذي سمح بنقل صورة المعركة بكل سهولة ويسر بينما كانت التغطية الإعلامية سابقاً مقتصرة على الكاميرا فقط. في السابق كان ينقل الصورة فقط الصحافيين والإعلاميين أما اليوم كل شخص يمتلك هاتفاً محمولاً يستطيع أن ينقل الصورة وهذا ما حدث في هذه المعركة. إذ أن معظم وسائل الاعلام لم تعتمد على المراسلين الأساسيين لديها إنما أصبحت تعتمد على مراسلين من قلب الحدث من النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي والمواطنين العاديين، حيث تقطعت السبل بهذه الوسائل وأصبح الحصار مطبقاً على بعض المناطق في قطاع غزة، فاستعانت هذه الوسائل الإعلامية بهؤلاء الناشطين والمواطنين لنقل الصورة الحقيقية وبشاعة
الاحتلال وجرائمه".
يؤكد الأستاذ كيلاني بأن:" العدو الصهيوني والصحافة الأمريكية على مدار الصراع العربي الصهيوني أرادوا كي الوعي العربي والاسلامي بأخبار كاذبة ومزيفة، ورأينا الحروب التي قام بها تنظيم "داعش" الإرهابي وغيره من الجماعات المنحرفة والمتطرفة وكيف استغلها العدو الصهيوني وبدأ يصور أن الاسلام هو إرهاب وأن المسلمين إرهابيين. وكانوا طوال الفترات السابقة حينما ينسبون الإرهاب ينسبونه إلى المسلمين بينما حينما يكون الفاعل من غير الديانة المسلمة فيقولون أنه مختل عقلياً. هذا أصبح واضحاً لدى شعوبنا العربية والاسلامية والذي لعب دوراً كبيراً في ذلك هي شبكات التواصل الاجتماعي التي ساعدت كثيراً وخاصةً في عملية "طوفان الأقصى" أن تكشف للجميع ما هو صحيح من الأخبار وما هو مفبرك ومن هو مع المقاومة ومن هو ضدها وهذا من بركات وإنجازات هذه العملية".
تفوق الإعلام الحربي المقاوم
يرى الأستاذ كيلاني بأن "العدو الصهيوني يحاول فرض رؤيته عن الحرب ونشر أكاذيبه المتعلقة بما تقوم به المقاومة ميدانياً وهو يحاول تشويه صورتها عبر الإدعاء بأنها تتخذ المدنيين دروعاً بشرية لحمايتها، و تستخدم المستشفيات والمدارس مقرات عسكرية لها أو منطلقاً لإطلاق الصواريخ ضد العدو الصهيوني غير عابئة بالمواطنين الفلسطينيين المدنيين. ونشر كذبته هذه عن مجمع الشفاء الطبي الذي أدعى بأن حماس تستخدم مخازنه مقراً لعتادها الحربي، إلا أن المقاومة فضحت بالصوت والصورة هذه الكذبة وأثبتت امتلاء مخازن المستشفى بالمعدات والأدوات الطبية". تترك الفيديوهات التي ينشرها إعلام المقاومة الحربي تأثيرات كبيرة على الشارع العربي والإسلامي ولها تأثير نفسي على الجانب الصهيوني، وفق مسؤول إعلام حماس في لبنان الأستاذ كيلاني، الذي يؤكد "بأن العمليات العسكرية الناجحة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية تترك تأثيراً نفسياً سلبياً على العدو والمجتمع الصهيوني، وفي المقابل تترك تأثيراً إيجابياً متزايداً على الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي. من هنا نقول حينما تبثّ المقاومة الاسلامية في لبنان هذه الفيديوهات وكذلك المقاومة الفلسطينية والمقاومة اليمنية وكل فصائل المقاومة في الجبهات والساحات المختلفة تظهر قوتها وصمودها واستمراها وتظهر زيف ادعاءات العدو القائلة بإنهائها وتدمير قدراتها وخاصةً في فلسطين المحتلة. وهكذا أدركت المقاومة أن الإعلام له مكانته وهو جزء أساسي من هذه المعركة ويجب توثيق كل العمليات حتى نثبت للعالم ان المقاومة ما زالت صامدة وما زالت موجودة. لذلك نقول أن المقاومة استطاعت أن تستفيد من الصوت والصورة ومن شبكات التواصل الاجتماعي ونجحت بالتسويق لعملياتها ولوجودها ولقوتها وتظهر في المقابل ضعف العدو وكذبه والذي يدعي بتقدمه وقتله للمقاومين وقضائه على المقاومة، بينما هذه الأخيرة تُفند ادعاءاته وتظهر قوتها وعملياتها العسكرية وما ينتج عنها من قتلى وجرحى للعدو الصهيوني وأليات عسكرية مدمرة، لذلك نقول أن المقاومة استفادت وأدركت أهمية هذا الاعلام وكيفية الاستفادة منه ونقل الصوت والصورة للجمهور".
أبوعبيدة... سلاح المقاومة الإعلامي
يرى الأستاذ كيلاني بأن أبرز أسلحة الإعلام الحربي للمقاومة يتمثل بالناطقين الإعلاميين العسكريين في فلسطين واليمن والذين اكتسبوا شهرة متزايدة في عالمنا العربي والإسلامي بل وصلت شهرتهم للعالم الغربي، فيُمثل أبو عبيدة بالإضافة لكونه ناطقًا رسميًا باسمِ كتائب القسَّام، شريان الحرب النفسية التي تشنّها حماس ضد الكيان الصهيوني، كما أنّ لإطلالاته على قلّتها تأثيرٌ كبيرٌ في الوسطينِ الفلسطيني والصهيوني وعادةً ما تحظى بتغطية إعلامية كبيرة، كذلك تُشكل خطابات السيد حسن نصر الله وخطابات قادة محور المقاومة التي تقوم على نشر الأمل والقوة عند جمهور المقاومة، وإثارة الرعب والقلق في قلوب الصهاينة قيادةً ومجتمعاً. وهذا نوع من إيجاد توازن ما بين الناطقين والإعلاميين الصهاينة وما بين المقاومة بكل تلاوينها إن كان في اليمن أو في العراق أو في لبنان أو في فلسطين في غزة والضفة الغربية، وهكذا أصبح الوعي الإعلامي لدى المقاومة قوياً ومؤثراً واستطاعت الأخيرة تطويع الوسائل الإعلامية لصالحها ولصالح الجمهور ولصالح عملية طوفان الأقصى".
الإعلام العربي بلسان عبري
أما المعركة الأخيرة التي نقودها فللأسف ليست مع الصهاينة بل مع بعض الإعلام في عالمنا العربي والاسلامي، كما يقول الأستاذ كيلاني الذي يعتبر "أن هذه الوسائل الإعلامية التي تنطق بلساننا وبلغتنا وتنتمي لديننا، فهي لا زالت غير مقتنعة بوحشية عدونا وأطماعه في بلادنا كلها وليس في فلسطين فقط. ما زال هناك بعض الاعلاميين العرب يتماهون مع الاحتلال الصهيوني ويفضلون الصهاينة على المقاومة وهم لا يؤمنون بالمقاومة، ولكن لا يجب أن يدفعهم اختلافهم في الرأي مع المقاومة للوقوف في صف العدو الصهيوني بل يمكن أن يتخذوا موقفاً حيادياً، ولكنهم للأسف كانوا خنجراً في خاصرة المقاومة وهذا الاعلام الذي نسميه الأقلام الصفراء ما زال يعمل حتى هذه اللحظة ضد المقاومة ويطعنها في ظهرها، ولكنه بدأ بالخفوت في الأونة الآخيرة لأن روايته متساوقة مع رواية العدو الصهيوني ورواية الاحتلال أصبحت ضعيفة، فبالتالي خفت نجم هذه الوسائل شيئاً فشيئاً".

 

البحث
الأرشيف التاريخي