تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
بريطانيا..المخاوف الأمنية تلقي بظلالها على قطاع الأعمال
كانت مشاهد الزجاج المحطم والأضرار الجسيمة التي لحقت بالمتاجر في إنجلترا مؤخراً مخيفة للغاية. وقد تصاعد العنف في العديد من المدن، مما أدى إلى اعتقال المئات وإلحاق أضرار مادية فادحة. وفي حديث مع إحدى الصحف الألمانية، دقت هيلين ديكنسون، رئيسة جمعية تجار التجزئة البريطانية (BRC)، ناقوس الخطر قائلة: "يخشى العديد من تجار التجزئة على أعمالهم وسلامتهم من خطر النهب والتخريب".
وأضافت ديكنسون أن الوضع أسوأ بالنسبة لأولئك الذين سبق أن وقعوا ضحية للاضطرابات. وأكدت: "يقضي بعض أعضاء جمعيتنا أيامهم في تنظيف الأضرار، وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدداً أقل من الناس يجرؤون على الذهاب إلى مراكز المدن بسبب هذا العنف، ويتوقع التجار انخفاضاً في الإيرادات بنحو الخُمس في هذه المناطق".
وقد ذهبت جمعية البقالين الإنجليزية إلى أبعد من ذلك، حيث طلبت من أعضائها "توخي الحذر" في حالة الشك - أي إبقاء متاجرهم مغلقة.
و قد هدأ الوضع إلى حد ما، ومع ذلك، كان المراقبون وتجار التجزئة مستعدين لمستوى جديد من التصعيد. إلّا أن بعض الاحتجاجات المناهضة للتطرف في بعض المناطق شكلت قوة مقاومة
لهذه الاضطرابات.
وعلى الرغم من التطورات المشجعة، لم ترغب ديانا جونسون، إحدى مسؤولات الشرطة الإنجليزية، في توضيح هذه المسألة بشكل كامل. وقالت في تصريح لوسائل إعلام: "من الجيد أن العنف والجرائم التي شهدناها في الأيام القليلة الماضية لم تتكرر، ولكن لا تزال هناك إعلانات عن مزيد من المظاهرات من قبل اليمين المتطرف".
كما طلب كاير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، من قوات الشرطة البقاء في حالة تأهب في ضوء الاضطرابات التي شهدتها البلاد في الأيام القليلة الماضية، حيث هاجم المتظاهرون قوات الأمن ومراكز إيواء اللاجئين والمساجد. وخلال هذه المواجهات، تم إحراق السيارات والمباني وإصابة ضباط شرطة.
كان كاير ستارمر يعتزم الذهاب في إجازة. فقد كانت الحملة الانتخابية، التي انتهت بفوز واضح لحزبه العمالي، مرهقة. لكنه اضطر إلى تأجيل عطلته - وبدلاً من ذلك، عليه أن يخرج بلاده من حالة الطوارئ.
يواجه رئيس الوزراء البريطاني هذه الأيام اضطرابات لم تشهدها بلاده منذ أكثر من عقد. ولا يزال البريطانيون يجدون صعوبة في فهم أحداث الأيام القليلة الماضية.
بدأت هذه الاضطرابات بعد أن قتل شاب يبلغ من العمر 17 عاماً ثلاث فتيات وأصاب عشرة أطفال بجروح خطيرة بسكين خلال حفل في مدينة ساوثبورت الساحلية شمال إنجلترا. ثم انتشر تقرير كاذب على وسائل التواصل الاجتماعي يفيد بأن منفذ الهجوم كان لاجئاً "إسلامياً متطرفاً" بحسب زعم الغربيين. في الواقع، ولد هذا الرجل في ويلز، ووالداه مسيحيان من رواندا.