الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وخمسة وستون - ١٢ أغسطس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وخمسة وستون - ١٢ أغسطس ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية للوفاق:

في كل المعارك.. السيد نصر الله يُرعب «بيت العنكبوت» بخطاباته

يُخبئ السيد حسن نصر الله خلف شخصية القائد القوي والمقتدر، الذي يُرعب العدو ويُسطّر الانتصارات، ويجعله ينتظر بقلق كل إطلالة يظهر فيها سماحته، يُخبئ الكثير من الإنسانية والرِقّة والعطف والحب لشعبه. لا شك أنّ خطابات سماحة السيد المتميزة، لطالما كانت محط إعجاب وتساؤل نظراً لما تحتويه من منهجية وقوة وبلاغة. كل خطاب لا يشبه سابقه، ففي كل مرة تستمع إليه تشعر وكأنها المرة الأولى. وهو في كلِّ خطاب لسماحته، ينتظره العدوّ قبل الصّديق، وبعد بثّ الخطاب مباشرةً، تقوم القنوات الصهيونية بتحليله وقراءة الرسائل التي يريد إيصالها إلى القيادة والجمهور الصهيوني، الذي استمع إلى خطابات سماحته في العديد من المحطات المفصلية في وسائل الإعلام الصهيونية. وحول قدرة السيّد حسن نصر الله على نشر الأمل والقوة عند متابعيه، وتوضيح الرؤية والطريق وتمتين الارتباط بالمقاومة، وإثارة الرعب والقلق في قلوب الصهاينة قيادةً ومجتمعاً، حاورت صحيفة الوفاق أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتور وسام إسماعيل، وفيما يلي نص الحوار:

الوفاق/ خاص

عبير شمص

المصداقية..إقران القول بالفعل
يعتبر الدكتور وسام إسماعيل بأن السيد حسن نصر الله، انطلاقاً من المدرسة العقائدية والمدرسة القيادية التي ينتمي إليها، مدرسة السيد عباس الموسوي وآية الله السيد علي الخامنئي (حفظه الله) وقبله الإمام الخميني (قدس)، يعتمد أسلوباً واضحاً صريحاً سهلاً يمكن للجميع أن يفهمه، وعندما نستمع لخطاب السيد نجده بأنه لا يتوجه إلى فئة معينة أو إلى مستوى وعي معين وإنما يتوجه إلى كل المستويات. أمّا فيما يخص التعاطي مع العدو الصهيوني فتبرز السمة الأساسية لسماحته ألاّ وهي المصداقية. فمنذ تسلمه الأمانة العامة لحزب الله كان دائماً خطابه مقرون بالأفعال، فهو أسس للإيمان بهذا الخطاب ولفكرة قناعة العدو بخطابه عبر المصداقية وإقران القول بالفعل الذي كان مًلازماً لبدايات استلامه مسؤوولية الحزب. في تلك المرحلة بالذات حيث كانت مقدرات المقاومة محدودة في مواجهة قوة جبروتية للعدو الصهيوني  كان من الملفت والمميز أن ما يقوله السيد ويعلنه يحققه وينجزه، وهذا ما لمسناه في  كل الحروب منذ حرب الأيام السبعة عام 1993 مروراً بعدوان عناقيد الغضب 1996 ومن ثم في التحرير عام 2000 وخطابه الشهير فيه عن "بيت العنكبوت" وقدرته على  تقديم دلالات وإشارات يعرفها المجتمع الصهيوني عن نفسه بأنه أوهن من بيت العنكبوت،  كل ذلك انطلاقاً من المصداقية ومن أن المقاومة في لبنان تعتمد على الإنجازات في تقييم عملها ولا ترهن نفسها أبداً لخطاب وتسويق إعلامي كما غيرها من الحركات التي كانت تُمارس العمل المقاوم ضد العدو الصهيوني، ما أعلنه حزب الله عبر تاريخه هو ما أنجزه على عكس الإعلام العربي الذي كان يطلق تصريحات إعلامية تُدلل على أن الكيان مأزوم ويعاني ولكنه كان في الحقيقة يحاربهم ويجاريهم كذباً ويحتل أرضهم بأيام قليلة. المصداقية هي أساس وإقران الاعلان عن الإنجاز بتحققه هو سبب رئيسي يجعل العدو يصدق السيد الذي يُعرف باستراتجيته التي يستهدف بها ضرب الوعي الجماعي للصهاينة وتوهين المجتمع الصهيوني. لذا إنطلاقاً من هذه المصداقية ومن القناعة لدى الطرف الصهيوني بأن هذا الرجل لا يتكلم إلا بما أنجزه وبما يمكن له أن يفعله فكان كلامه المسبب الرئيسي لزرع الاحباط لدى العدو".
كاريزما السيد وتأثيرها على الصديق والعدو
تتطلب القيادة وفق الدكتور إسماعيل، إلى نوع من التحضير للشخصية القيادية منها الارتقاء بالمناصب وتحمل المسؤوليات، وكذلك تتعلق بطبيعة الشخصية القيادية وسماتها مثل الكاريزما، الذكاء، سرعة البديهة، التواصل مع الجمهور وحتى مع العدو وتستند أيضاً الى التربية والثقافة والمسار الأكاديمي الديني والإيديولوجي وهذه الصفات موجودة عند سماحته والتي يعاني منها العدو الصهيوني وتشكل موضع اهتمام متزايد لخطاباته. ففي بعض الأحيان يُدلي سماحته بتصريح معين، فيشرع العدو الصهيوني بتحليل كل كلمة من كلماته ودراسة دلالاتها المختلفة، ويستند في تحليله في المجال الاستخباري إلى قوة حزب الله والشخصية القيادية والكاريزماتية لسماحته التي يُعد من أحد أهم أسباب بروزها استنادها إلى مقاومة قوية قادرة على مجاراة خطابه بالدرجة الأولى، مما خلق إشكالاً عند الصهاينة، فهم يقاتلون شخصاً ذكياً لا يخطأ ويستخدم المصطلح الذي يريد ويُعبر عن المسائل المختلفة بالطريقة التي يريدها. وضمن الحرب النفسية، يدرك السيد طبيعة الأدبيات التي يجب أن تُستخدم لمخاطبة جمهور المقاومة لمدّه بالأمل، كما يدرك الأدبيات التي يجب أن تستخدم في توجيه الرسائل
ضدّ العدو".
ومن الجدير ذكره أننا نستطيع عند الاستماع  لخطابات السيد حسن نصر الله  تقييم مدى جدية وواقعية تحقيق ما يُعبّر عنه، يوضح الدكتور إسماعيل ويتابع:"عندما يرسم لنا طريقاً أو يُبين لنا رؤية دائماً ما يكون هذا الطريق مُدعم بدلائل وبراهين وإشارات محاولاً إظهار أن هذه الرؤية وهذا الطريق هي رؤية حق ورؤية إنسانية، وأننا لا نُقاتل من أجل غزة  أو لبنان فقط، السيد يُقاتل من أجل الإنسانية من أجل اثبات الحق والعدل وهو يستطيع أن يثير في نفس متابعي خطابه آمالاً وطموحاً، كما أنه يستطيع أن يوضح الرؤية والطريق، وأن يثير في القلوب حباً وارتباطاً بالمقاومة".
ويرى الدكتور إسماعيل بأن: "نصف المعركة في الإعلام وسماحة السيد  متفوق في هذا المجال، فما نفع الإنجازات إن لم نكن قادرين بالتدليل عليها وما نفع القدرات إن لم نكن قادرين على استغلالها في إطارها الصحيح ، وهنا يكمن دور سماحته الأساسي، نحتاج لتحقيق إنجاز إلى ركيزتين، الركيزة الأولى هي سماحة السيد بقدراته الكاريزماتية والركيزة الثانية هي قدرات المقاومة على الأرض وهاتين الركيزتين تُكملان بعضهما البعض".
كاريزما إلهية
تُعد كاريزما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالدرجة الأولى إلهية ولا يمكن أن تكون إلا كذلك، هذه قدرة من رب العالمين يعطيها لمن يشاء، يقول الدكتور إسماعيل، ويتابع قائلاً:" سماحة السيد ميزه الله بكاريزما خاصة به  قادرة على لمس القلوب والعقول تم تطويرها عبر الواقع الاجتماعي والثقافي والإعلامي الذي يعيشه السيد، ولكن في الأساس هي هبة إلهية، فقد اختاره الله (سبحانه وتعالى) وفق تقديري لكي يقود هذه المسيرة في هذه الفترة وإن شاء الله حتى التحرير، وقد تطورت كاريزما السيد عبر عمله ونشاطه الاجتماعي والثقافي والاعلامي والديني فهو رجل دين بالدرجة الأولى، وكذلك من خلال الخبرة وإدارة المعارك على مدى طويل من الزمن وعبر استنادها على قدرة مقاومة ورجالٌ في الميدان مستعدون للتضحية بأنفسهم من أجل أن لا تفشل هذه المسيرة".
يرى الدكتور إسماعيل بأنه:" تدور الأحداث جميعها بل والعالم حول سماحته في هذه  المرحلة، فهو الذي يُقرر وعندما يكون من يقرر قادر على أن يدعم بالحجج والبراهين، وعندما يكون محط ثقة وملهماً،  ينتظر الجميع كلامه، العدو قبل الصديق، وسماحته في أشد الظروف  وضمن إطار الكاريزما وآليات الخطاب يتخلل خطابه بعض المزاح الذي يُعبّر عن شخصيته وحيويتها وعلى القدرة في التفكير خارج إطار صندوق معين وإطار حدود معينة كذلك استخدامه بعض المصطلحات بطريقة المزاح  وإن كانت ليس جذورها عربية مثل "يواش يواش" أو بعض المصطلحات والعبارات التي تُدلل على أصله الجنوبي تظهر إبداعه وتفوقه. وضمن إطار سلسلة طويلة من التحليل  للخطاب، أجد أن خطابات سماحته تجمع بين السهولة والتعقيد في الوقت نفسه، سهولة لوضوح الرؤية وتعقيد بسبب الإشارات في داخلها، وتُعد إطلالات سماحته في المواقف المفصلية على قدر كبير من الأهمية، وأنها تعمل على تغيير مجريات الأمور، وذلك عبر الرسائل التي يقوم بتوجيهها إلى الاحتلال لردعه وتوهين مجتمعه. وتتفاعل بيئة المقاومة مع كلماته بعد كلِّ خطاب بشكلٍ كبير وخاصةً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتساعده على رفع الأمل الذي يعزز وجودها، وينجح  السيد دائماً في تشريح الحالة وتوصيفها بشكلٍ دقيق، وهو بارع أيضاً في رمي الكرة في ملعب الاحتلال، ودائماً ما تكون بيئة المقاومة في انتظاره لمعرفة ما سيقول أو كيف سيرد على الاتهامات التي يتمّ توجيهها ضد المقاومة".
يختم الدكتور إسماعيل حديثه بالقول:" إنّ تراكم كاريزما السيد طوال فترة قيادته لحزب الله استطاع أن يؤدي إلى تغيير نوعي في التأثير في بيئة المقاومة، وفي الأسلوب المبني على العلم عند إيصال الرسائل إلى العدو، سواء كان ذا تأثير
خارجي أو داخلي".

البحث
الأرشيف التاريخي