سيرة شهيد
شوق التحليق.. الطيار عباس بابائي
الوفاق / ولد عباس بابائي عام 1950 في مدينة قزوين. ثم التحق بالمدرسة التجريبية للقوات الجوية ليتم إرساله بعدها إلى الولايات المتحدة لإكمال الدورة التجريبية لمدة 3 سنوات. كان أبرز ما حصل في تلك الفترة، هو دخول طائرة متطورة من طراز F-14 إلى سلاح الجو الإيراني. وفي حين كان الشهيد بابائي طياراً متميزاً بقيادة الطائرة المقاتلة F-5، تم اختياره للطيران بالطائرة F-14 للمرة الأولى ونقله إلى قاعدة أصفهان الجوية، وكان أول طيار إيراني استطاع تزويد طائرة F-14 بالوقود أثناء تحليقها ليلاً، في الحرب المفروضة.
مساعدة الضعفاء
ومن أبرز صفاته مساعدة الضعفاء ويروي أصدقائه العديد من القصص التي تجلت فيها هذه الصفة منذ مراهقته ورافقته طوال عمره. يقول صديقه في أيام الدراسة :"بعد معرفة الشهيد بتهديد مدير المدرسة للبواب بطرده من العمل لأنه لا يقوم بتنظيف المدرسة بسبب ضعفه الجسدي وآلام ظهره، والتي لم يعبأ المدير بها و أخبره بأنه سيطرده من الغرفة الموجودة في المدرسة التي يعيش فيها مع زوجته، وسيستبدله بعاملٍ آخر، تأثر الشهيد عباس بوضع البواب وهب لمساعدته لعلمه أنه لا يمتلك منزلاً آخر، فشرع يأتي في الصباح الباكر خفيةً لتنظيف المدرسة بدون معرفة المدير وحتى البواب".
يذكر صديق طفولة الشهيد بابائي، قصةً ثانية في هذا السياق:" في أحد الأيام عندما كنا على وشك العودة إلى المنزل بعد انتهاء الدوام الدراسي، شاهدنا عمالاً يقومون بحفر الأرض لمد أنابيب البنية التحتية، وكان من ضمنهم رجلاً كبيراً في السن يقوم بعمله بصعوبة بالغة، فتوجه الشهيد إليه وطلب منه أن يرتاح منجزاً جميع أعماله عنه، واستمر على هذا المنوال يومياً بعد المدرسة حتى الانتهاء من المشروع".
ضد الظلم قبل الثورة وبعدها
شجاعة الشهيد بابائي لا تتلخص في أحداث ما بعد انتصار الثورة الإسلامية ، بل كان له دورٌ بارز في التصدي للنظام البهلوي البائد. ففي يوم القوة الجوية، كان من المفترض تنظيم عرض للقوات الجوية أمام الشاه، ولكن عند اقتراب طائرة الشهيد من منصّة الشاه، انسحب متذرعاً بعطل فني أصاب الطائرة، وتسبب في تعطيل العرض العسكري.
أنجز الطيار الشهيد، أكثر من 3000 ساعة من الطيران مع جميع أنواع الطائرات المقاتلة. حيث أمضى أغلب وقته في الجبهات والمعسكرات غربي البلاد. ومنذ تلك الفترة إلى ما قبل شهادته، كان قد قام بأكثر من 60 عملية جوية ناجحة. وشارك في عمليات "والفجر" وتحرير مدينة الفاو، "بيت المقدس"، و"الفتح المبين" ، و"طريق القدس" وغيرها.
معراج الشهادة
صباح عيد الأضحى عام 1987، حلّق الشهيد مع أحد طياري القوات الجوية (العقيد نادري) بطائرة تدريب من طراز F-5 من قاعدة تبريز الجوية لتحديد استراتيجية العملية التي كانت على قيد التنفيذ... وبعد استكمال المهمة، أصيب لدى عودته برصاص مضاد للطائرات في سماء الخطوط الحدودية، حيث أصيب في رأسه واستشهد على الفور.