الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة واثنان وستون - ٠٧ أغسطس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة واثنان وستون - ٠٧ أغسطس ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين للوفاق:

أساليب الصهاينة الوحشية بحقّ المعتقلين تخطّت الإنسانية

وثّق مركز المعلومات الصهيوني لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة «بتسيلم» شهادات أدلى بها 55 أسيراً فلسطينياً بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، تؤكد تعرضهم للتعذيب والإعتداء الجنسي والإهانة والتجويع. وجاء ذلك في تقرير من 90 صفحة يحمل عنوان «أهلاً بكم في جهنم.. تحول السجون الصهيونية إلى شبكة من معسكرات التعذيب» وجرى نشره باللغات العبرية والإنجليزية والعربية. وأكد «بتسيلم» أن تقرير «أهلًا بكم في جهنم» يتناول معاملة الأسرى الفلسطينيين وحبسهم في ظروف لاإنسانية في سجون الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وذكر أنه في إطار البحث والإعداد لهذا التقرير تم تسجيل إفادات أدلى بها 55 فلسطينياً وفلسطينية، ممن احتجزوا في السجون ومرافق الاعتقال الصهيونية خلال هذه الفترة. وتفيد المعطيات من بداية تموز/ يوليو 2024، بأن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون ومعسكرات الاعتقال يبلغ 623/9 من بينهم 781/4 معتقلاً دون محاكمة ودون إبلاغهم بالتهم ضدهم، ودون منحهم حق الدفاع عن أنفسهم. ولتسليط الضوء على هذا الموضوع، حاورت صحيفة الوفاق عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الأستاذ محمد دويكات، فيما يلي نصه:

الوفاق/ خاص

عبير شمص

تسارع في الاعتقالات ما بعد «طوفان الأقصى»
يشرح الأستاذ دويكات، قائلاً:" كثف العدو الصهيوني بعد عملية "طوفان الأقصى" وإعلانه حالة الطوارئ، حملات الاعتقالات بحق  الفلسطينيين في كل مناطق قطاع غزة وفي الضفة الغربية مستهدفةً نشطاء فصائل المقاومة وخاصةً نشطاء التواصل الاجتماعي، إذ بلغ عدد الأسرى المعتقلين منذ السابع من أكتوبر / تشرين  الأول أكثر من 9000 أسير وأسيرة يُضاف إليهم أكثر من 5000 أسير ما قبل الحرب الأخيرة، منهم من مضى على إعتقاله أكثر من 30 عاماً، ويهدف العدو من سياسته هذه اعتقال نشطاء المقاومة وكوادر الفصائل لإنهاء المقاومة وإضعاف الفعل النضالي والمقاوم للاحتلال وسياساته الدموية".
معاناة متزايدة
تناقلت وسائل الإعلام المختلفة شهادات من المعتقلين الذين أطلق سراحهم من "مقابر الأحياء"، كما يفضل هؤلاء تسميتها، والتي تظهر تفاقم الانتهاكات بحقهم بشكلٍ كبير في الأشهر الأخيرة. ويرجع الاعتماد على شهادات هؤلاء المعتقلين بسبب إغلاق المعتقلات في وجه منظمات حقوق الإنسان الدولية، منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، التي تم إيقاف زيارات مندوبيها للسجون منذ السابع من أكتوبر / تشرين أول الماضي وحتى اليوم.
وهنا يتحدث عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الأستاذ محمد دويكات عن فظائع تفوق العقل يرتكبها العدو الصهيوني بحق الأسرى:" منها التعذيب المباشر وهم مقيدي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين، وتعرية أعداد كبيرة منهم وتركهم لأيام بلا ملابس بشكلٍ جماعي علاوةً على الاعتداء بالضرب المبرح على أعداد كبيرة منهم، إضافة إلى إدخال الكلاب البوليسية إلى غرفهم، وتركها تنهش أطراف الأسرى وهم مقيدين. ولم يكتف العدو بذلك، بل تعدى الأمر إلى قطع الكهرباء والمياه عن غرفهم ومنع إدخال الطعام وقيامه بحملة التنقلات من سجنٍ لأخر تحت الضرب والتعذيب. وما زاد من تفاقم أوضاع الأسرى سحب كل الوسائل الخاصة بهم من داخل غرفهم، وكل الأواني التي يستخدمونها للأكل والشرب والملابس والأغطية ومنع دخول الطعام اليهم".
ويتابع الأستاذ دويكات حديثه بالقول:"تسبب التعذيب الشديد الذي تعرض له الأسرى منذ بداية حملات الاعتقالات ولغاية الآن إلى فقدان الحركة الأسيرة ١٩ شهيداً قضوا جراء التعذيب والحرمان من تقديم العلاج المناسب لهم، إضافة لعشرات الأسرى المصابين بأمراض متعددة جراء سياسة الإهمال الطبي والتعذيب الشديد والاعتداءات الوحشية بحقهم، ومازالت سلطات الاحتلال ترفض تدخّل المؤسسات الدولية وترفض إدخال طواقم هذه المؤسسات إلى المعتقلات ضاربةً عرض الحائط بالمعاهدات الدولية واتفاقية جنيف التي تسمح بدخولهم وللاطلاع على ظروف اعتقال الأسرى ومساعدتهم، ولكن يرفض الاحتلال ذلك لكي لا يتم رصد حجم الانتهاكات التي يتعرضون لها".
ويعتبر الأستاذ دويكات أن :" سياسة التعذيب والانتهاكات الممارَسة بحق الأسرى لا حصر لها وسياسة الاحتلال هي تعذيب الأسير حتى الموت ومن ينجو من الموت المحقق يخرج بإعاقة دائمة. وهذا ماعبّر عنه المجرم الفاشي "بن غفير" الذي أعطى توجيهاته لإدارة مصلحة السجون  الصهيوني بقطع المياه والطعام عن الأسرى وتركهم يموتون بشكل بطيئ، وهذا ما ظهر جلياً في الحالة المأساوية التي بان عليها الأسرى المفرج عنهم حديثاً، وهم يعانون حالة من الإعياء الشديد جسدياً ونفسياً".
معتقل «سدي تيمان» .. غوانتنامو صهيوني
وصفت صحيفة "هآرتس" الصهيونية معسكر اعتقال أسرى قطاع غزة الجديد في قاعدة "سدي تيمان" العسكرية القريبة من بئر السبع بـ"غوانتنامو صهيوني"، فلم يعد التصرف الدموي في هذا المعتقل محكوماً ولو بشكل صوري بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان، وأصبحت غريزة الانتقام هي المسيطرة على تصرفات العدو الصهيوني الذي يبالغ  بالتعذيب الذي يمكن وصفه بجرائم حرب، وهذا ما يدلل عليه ارتقاء 27 أسيراً غزياً في مراكز الاعتقال العسكرية في "سدي تيمان" و"عناتوت" ومعسكرات أخرى، منذ بدء الحرب على غزة.
يؤكد الأستاذ دويكات على تسارع وازدياد في عمليات الاعتقال بعد عملية "طوفان الأقصى" مما سبب اكتظاظاً في المعتقلات الصهيونية، ودفع ذلك العدو الصهيوني إلى افتتاح معتقلات جديدة لإستيعاب العدد الهائل من المعتقلين وذلك بالقرب من قطاع غزة، وهذه المعتقلات غير مؤهلة وتفتقد لكل مقومات الحياة الإنسانية، منها معتقل "سدي تيمان"، و التي يمارس العدو فيها كل أشكال القهر والحرمان والتعذيب والاغتصاب وترك الأسرى أياماً وأسابيع مقيدي الأيدي والأرجل، ومنهم من فقد أحد أطرافه بسبب القيد، وتركهم في البرد لعدة أيام".
ويوضح الأستاذ دويكات بأن  معتقل "سدي تيمان" أُنشأ مباشرةً بعد السابع من أكتوبر بالقرب من قطاع غزة ويضم أسرى القطاع الذي تم اعتقالهم في الحرب الأخيرة  وجميعهم غير محكومين ولم يقدم بحقهم أي لوائح اتهام تدينهم وفق قانون كيان الاحتلال وبالتالي اعتقالهم ووجودهم في هذا المعتقل يُخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية إضافةً إلى الممارسات الإجرامية والإنتقامية التي تمارس بحق الأسرى والمعتقلين وظروف اعتقالهم غير معروفة إلى الآن ويتكتم عليها الاحتلال، ووفق شهادات بعض الأسرى الناجين والمفرج عنهم يُمارس ضدهم  أبشع أساليب القمع والقهر والإذلال والحرمان من أدنى مقومات الحياة، وبعد رصد سلسلة من الاعتداءات الوحشية على يد جنود الاحتلال مما دفع قادتهم إلى محاسبتهم ليس خوفاً على حياة الأسرى إنما خشيةً من تكرار رصد هذه الاعتداءات وتسريبها إلى وسائل الاعلام من شدة وحشيتها والتي تفوق حد التصور وهذا إن دل على شيئ فإنه يدل على مدى الإجرام والوحشية التي دفعت قادة الاحتلال لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم لضمان عدم تكرار توثيقها وإخراجها إلى نور الحقيقة" .
يؤكد الأستاذ دويكات على الدور الرئيسي لوسائل الإعلام ولكل من يستطيع إيصال صوت هؤلاء الأسرى والانتهاكات المرتكبة بحقهم إلى أسماع العالم الذي وإن كنا نراهن على أنه لن يُحرك ساكناً، ولكن من واجبنا فضح جرائم الاحتلال وتسليط الضوء على هذه القضية المهمة وتوثيق كافة الانتهاكات والممارسات".
أخلاقيات فصائل المقاومة مع رهائن العدو
يقارن الأستاذ دويكات بين "أخلاقيات الفلسطينيين والصهاينة فيما يتعلق بمعاملة الأسرى والتي شاهدها العالم بأكمله قائلاً:"أفرجت المقاومة الفلسطينية عن عدد من الأسرى الصهاينة والذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة بل وشكروا من كانوا في قبضتهم لمعاملتهم الحسنة التي خالفت تصوراتهم عنهم على أنهم وحوش يجب قتلهم، كما تروج الدعاية الصهيونية لشعبها وللعالم بأسره".
ويرى الأستاذ دويكات:" أن ما يخفف معاناة الأسرى المفرج عنهم التضامن الجماهيري الواسع والاستقبال الحافل من المجتمع والمتابعة الحثيثة  لهم من جهات الاختصاص على صعيد توفير العلاج أو الدعم المعنوي عبر التعاطي الإيجابي الذي يصل حد التقديس والتمجيد لهم، فقضية الأسرى بالنسبة للشعب الفلسطيني وحركته الوطنية هي من أهم القضايا الوطنية التي تحظى باجماع وطني كبير والتفاف جماهيري واسع".
ويختم الأستاذ دويكات بالقول: "هذا العالم، الذي يتباكى على الرهائن الصهاينة، والذين يقوم جيش الاحتلال بقتل بعضهم خلال قصفه الهمجيّ، يتهم المقاومة التي تعاملهم بأخلاقيات قلّ نظيرها بالتوحش والإرهاب فقط لأنها إعتقلتهم بهدف فرض تبادل يحرّر الأسرى الفلسطينيين".

 

البحث
الأرشيف التاريخي