وقفة
«إعلاميون من أجل تحرير فلسطين»
الوفاق/ خاص
الدكتور مرتضى كارآموزيان
رئيس منظمة التعبئة الإعلامية
أطلق على اليوم الموافق لذكرى استشهاد الشهيد محمود صارمي اسم "يوم الصحفي"، هذا الإعلامي الذي تشهد له الجبهات، بأنه سار على طريق الشهادة قبل 21 عاماً حاملاً قلمه وكلمته الصادقة، ومنذ ذلك اليوم ارتبط تكريم ذكراه الخالدة بتكريم وتقدير الصحفيين والإعلاميين المجتهدين الأنقياء الصادقين.
وحتى هذه اللحظة يبقى صوت تقريره الأخير قبل ساعات قليلة من استشهاده بمثابة تذكير بجهود الإعلاميين الذين يعملون بكل جدّ وعطاء لتوعية الناس وإطلاعهم على أحدث الأخبار بلا مقابل، بل ويضحون أحياناً بأرواحهم في هذا السبيل. ويعتبر هذا اليوم رمزاً لتكريم وتقدير أولئك الذين يسعون إلى نشر الوعي والفكر النيّر، وهم الإعلاميين الأعزاء.
وفي بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية، أولى سماحة قائد الثورة الاسلامية اهتماماً خاصاً للعلاقات العامة والإعلام والرأي العام وبث الأمل لما لها من أهمية في المجتمع، وهذا دليل على الأهمية الخاصة والمكانة العالية للعمل الصحفي والإعلامي.
بدايةً، ينبغي القول إنه في العصر الحديث، أدى تدفق الكمّ الهائل من المعلومات، الصحيحة منها والخاطئة، من قبل وسائل الإعلام المختلفة إلى التأثير بعمق على العقول والأفكار في المجتمعات. وإن هذا الإعلام، ولا سيما أقلام الصحفيين، هو الذي يملك القدرة على بثّ بارقة الأمل في المجتمع من خلال نقل الحقائق.
الصحفي، هي كلمة تبدو مألوفة؛ لكن الكثير من الناس يجهلون حتى الآن المخاطر والصعوبات التي تحيط بهذه المهنة المغمسة بالدم.
يحاول الصحفي أن يروي آلام ومشاكل الناس والمجتمع عبر تقديم أفضل الكلمات والعبارات المعبّرة، ولطالما شهدت ساحات الحرب والخطر تواجد الصحفيين فيها لنقل آلام وصرخات الناس المضطهدين والتوعية بمصيرهم، وأبرز مثال على ذلك هو وجود الصحفيين في حرب غزة لنقل مجريات وأحداث هذه المعركة غير المتكافئة.
إنّ ما نشهده هذه الأيام من مسيرات كبيرة وإدانات دولية وهتافات مناهضة للظلم والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني المجرم، ما هي إلا نتيجة لمجاهدة الصحفيين الذين يسعون للفت أنظار العالم إلى جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة في هذه البقعة المحاصرة، وقد استشهد العديد من هؤلاء الصحفیین أثناء تغطيتهم للأحداث.
إنّ الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين يعبّرون بدمائهم عن عمق جرائم الحرب التي يشنّها الصهاينة ضدّ الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم، وكان آخرهم المراسل الصحفي لقناة الجزيرة الذي استهدفته الصواريخ الصهيونية أثناء تقديمة تقريراً إعلامياً عن منزل الشهيد إسماعيل هنية، وإن الكيان الصهيوني الجبان، الذي لا يملك القدرة والجرأة على مواجهة جبهة المقاومة، يلجأ إلى تنفيذ الاغتيالات في طهران وجرائم الإبادة الجماعية في غزة.
نحن الصحفيين الرافضين للاستكبار والصهيونية في جميع أنحاء العالم نتعاهد معاً ونطلق حملة بعنوان "إعلاميون من أجل تحرير فلسطين" لتسليط الضوء على جرائم الكيان الصهيوني ومواصلة مسيرة الصحفيين الشهداء في غزة.
وإن شاء الله سيُذاع خبر انتصار الشعب الفلسطيني قريباً للعالم عبر كافة وسائل الإعلام وبجهود الصحفيين والإعلاميين.