تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
لدى لقائه السفراء ورؤساء البعثات الأجنبية المقيمين في طهران
باقري: اغتيال الشهيد هنية جزء من مشروع إبادة الفلسطينيين
جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية بالإنابة علي باقري مع السفراء والدبلوماسيين ورؤساء الممثليات الأجنبية والدولية المقيمين في طهران، في وزارة الخارجية يوم الإثنين، من أجل شرح وجهات نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن الهجوم الإرهابي الذي شنه الكيان الصهيوني وأدى إلى استشهاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في طهران فجر الأربعاء الماضي.
وشكر باقري حضور السفراء ورؤساء المكاتب التمثيلية الأجنبية في طهران في هذا اللقاء، وأكد على واجب ومسؤولية حكومات ودول العالم في عدم إلتزام الصمت تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها من أكثر القضايا مأساوية المتبقية من القرن الماضي والاحتلال والاستعمار الدموي لهذه الأرض واستمرار التهجير والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
اللامبالاة المفروضة على المجتمع الدولي
وقال باقري: إن المأساة المشينة التي شهدتها فلسطين المحتلة خلال الأشهر العشرة الأخيرة ليست فقط نتاج قسوة وغطرسة كيان احتلالي وعنصري، بل هي أيضاً نتيجة "الشعور بالإفلات من العقاب" لدى المجرمين، استناداً إلى الدعم اللامحدود الذي يتلقاه من جانب أميركا وعدد من الدول الغربية، و"اللامبالاة" المفروضة على المجتمع الدولي والعلامة الواضحة على ذلك هي إحجام أو عدم قدرة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمؤسسات الإقليمية والدولية الأخرى على اتخاذ إجراءات فعالة لوقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين.
مشروع إبادة الفلسطينيين
واعتبر باقري جريمة كيان الاحتلال الصهيوني، باغتيال الشهيد إسماعيل هنية، جزءاً من مشروع الإبادة الجماعية للفلسطينيين في اغتيال النخب والقيادات السياسية والفكرية والعلمية والثقافية لفلسطين داخل الأراضي المحتلة وخارجها، وأشار إلى القائمة السوداء الطويلة للاغتيالات التي قام بها الكيان الصهيوني في مختلف البلدان، وذلك على شكل الترويج للإرهاب ونشر الفوضى والقتل، على مدى 80 عاماً، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دون أدنى شك، تعتبر العصابة الإجرامية الحاكمة في فلسطين المحتلة مسؤولة عن جريمة اغتيال الشهيد هنية.
وقال باقري: إن العمل الإرهابي الذي قام به الكيان الصهيوني باغتيال الشهيد هنية استهدف الاستقرار والأمن الإقليميين والدوليين، وإن هذا الكيان يعتبر السبيل الوحيد لبقائه واستمراره هو اثارة الحرب ونشر الصراع بين دول المنطقة وبين الفلسطينيين.
إنتهاك للسيادة الوطنية
وتابع باقري: لا ينبغي اعتبار جريمة اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران والاغتيال المتزامن لفؤاد شكر في بيروت جرائم منفصلة عن مسار التطورات في فلسطين المحتلة والمنطقة، بل تتماشى مع الاغتيالات العديدة من قبل هذا الكيان في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا ونابعة من أيديولوجية مؤسسي وحكام كيان الاحتلال الذين يعتبرون القتل والإرهاب أمراً مُبرراً ومقدساً.
وأشار مسؤول السلك الدبلوماسي إلى أن الشيخ الشهيد إسماعيل هنية كان شخصية بارزة وعظيمة في العالمين الإسلامي والعربي، وحافظاً للقرآن الكريم وشجاعاً، وإن اغتياله الجبان مثال واضح على القتل التعسفي والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، وقال: إن إسماعيل هنية اغتيل في أراضي إيران بينما كان يحل عليها ضيفاً رسمياً للمشاركة في حفل أداء اليمين الدستورية لرئيس الجمهورية المنتخب.
وأضاف: إن قيام الكيان الصهيوني باغتيال الشهيد هنية يعد في الواقع اعتداء غير مبرر وغير قانوني وانتهاكاً للسيادة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإن هذا العمل الإرهابي استناداً إلى طبيعته وخطورته وآثاره لا يقل عن الاستخدام غير المشروع للقوة، ومن الواضح تماماً أن مثل هذا العدوان لا يمكن أن يمر دون رد، والجمهورية الإسلامية مسموح لها ويحق لها الرد للدفاع عن مصالحها وسلامة أراضيها وحقوقها السيادية، وسيكون جوابنا قاطعاً وحاسماً.
فشل مجلس الأمن في التنديد بالجريمة
وفي إشارة إلى فشل وعجز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن إصدار ولو بيان بسيط يستهجن العمل الإرهابي والعدواني الذي قام به الكيان الصهيوني، قال باقري: إن دعم أميركا وبريطانيا وفرنسا غير المشروط للكيان الصهيوني هو أحدى العقبات الرئيسية أمام فاعلية الأمم المتحدة منذ عقود فيما يتعلق باحتلال فلسطين. وأكد: من الواضح، في مثل هذه الحالة، أن المسؤولية والواجب السيادي للجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه أمنها القومي وسلامة أراضيها، يستوجب وفقاً لتقديرها، الرد بشكل مناسب على هذا المغامرة الخطيرة والعدوانية.