بعد استدراجها لفتحة نفق مفخخة غرب مدينة رفح
المقاومة الفلسطينية تكبّد قوة راجلة للعدو خسائر بالأرواح والعتاد
في اليوم الـ288 من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجازر جديدة في مدينة غزة ومخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في حين تصاعدت حدة المعارك بين المقاومة والاحتلال برفح جنوب القطاع. ميدانياً، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استدرجت قوة صهيونية راجلة إلى فتحة نفق مفخخ مسبقاً، وفجرته بأفراد القوة، مما أوقعهم بين قتيل وجريح في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب القطاع.بدورها رحّبت حركة المقاومة الإسلامية - حماس - بالرأي الاستشاري، الذي قدّمته محكمة العدل الدولية، فيما دعت المجتمع الدولي إلى العمل على إلزام الاحتلال بتنفيذه والانصياع له. من جانب آخر اقتحمت قوة صهيونية خاصة تابعة لجيش الاحتلال البلدة القديمة في مدينة نابلس السبت، وبينما استشهد فلسطيني متأثراً بإصابته في الخليل، شيعت جنين شهيداً آخر بالضفة الغربية المحتلة.
في التفاصيل، يتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ288، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجازر في مناطق بالقطاع، بينما استهدفت فصائل المقاومة عدداً من الجنود الصهاينة، وأوقعتهم بين قتيل وجريح.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال ارتكب 4 مجازر وصل إثرها إلى المستشفيات 37 شهيداً و54 مصاباً خلال 24 ساعة.
وأضافت أن عدد ضحايا العدوان الصهيوني ارتفع إلى 38 ألفاً و919 شهيداً، إضافة إلى 89 ألفاً و622 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
من جهتها، نقلت وسائل إعلام في غزة أن 6 أشخاص استشهدوا في قصف على منزل بمخيم النصيرات وسط القطاع.وأفادت أن 4 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف صهيوني استهدف منزلاً في المخيم الجديد بالنصيرات.
كما استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منزلاً في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، وتسبب القصف في دمار واسع في المكان.
وقصفت مروحيات صهيونية بشكل مكثف شمال شرق مخيم البريج وسط القطاع.
استشهاد صحفي وعائلته
كما استشهد الصحفي محمد جاسر وزوجته وطفلاه في غارة صهيونية استهدفت منزلهم في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وبذلك يرتفع عدد الشهداء الصحفيين في القطاع إلى 161 شهيداً منذ بداية العدوان الصهيوني، وفق مكتب الإعلام الحكومي.
حماس ترحب ببيان محكمة العدل الدولية
من جهتها، رحّبت حركة المقاومة الإسلامية - حماس - بالرأي الاستشاري الذي قدّمته محكمة العدل الدولية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي أكدت فيه «عدم شرعية الاحتلال الصهيوني».
وقالت الحركة في بيان إن «تواصل القصف الصهيوني المكثف وحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني والمدنيين العزّل في كل أنحاء قطاع غزة، وارتقاء عشرات الشهداء خلال الساعات الأخيرة، معظمهم من الأطفال والنساء، هو رد عملي على رأي محكمة العدل الدولية الاستشاري، الذي أقرّ بعدم شرعية الاحتلال، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير».
ودعت حماس الأمم المتحدة إلى التحرك فوراً لوقف الجرائم الصهيونية التي تتم بدعم مباشر من الإدارة الأميركية، كما طالبت بوقف العدوان وإنهاء الحصار وسياسة التجويع.
في سياق موازٍ، حذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة سكان الشمال من النزوح نحو الجنوب، قائلة إنه لا مناطق آمنة في قطاع غزة، فيما يمارس الاحتلال القتل بحق المواطنين حتى في خيام النازحين.
وقالت الوزارة في بيان إن الاحتلال «يحاول خداع المواطنين عبر بث صور ومشاهد لنازحين يمرون عبر الحواجز، والإيهام بعدم وجود تفتيش عبرها».
وأضافت أن «الاحتلال يستخدم وسائل الضغط النفسي على المواطنين ببث مئات آلاف من الرسائل الصوتية عبر الهواتف، يطالبهم فيها بإخلاء منازلهم والتوجه إلى جنوب القطاع».
وحذرت الفلسطينيين من أكاذيب الاحتلال وخداعه، محيية صمود المواطنين وثباتهم في منازلهم.
وشددت الوزراة على أن «الاحتلال يمارس أبشع صور التعذيب والتنكيل بحق النازحين بعيداً عن عدسات الكاميرات، وأعدم العشرات منهم وترك المصابين ينزفون حتى الموت.
ودعت وزارة الداخلية في غزة المجتمع الدولي إلى «التدخل العاجل والضغط على الاحتلال من أجل وقف سياسة التهجير التي يمارسها منذ بداية الحرب».
عمليات المقاومة الفلسطينية
من جهة أخرى، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، إن عناصرها تمكنت من الإيقاع بقوة صهيونية بين قتيل وجريح في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بعد استدراجها لفتحة نفق مفخخة.
وأوضحت في منشور مقتضب عبر حسابها على «تليغرام» أن «مجاهدي القسام تمكنوا من استدراج قوة صهيونية راجلة إلى فتحة نفق فخخت مسبقاً وتفجيرها بأفراد القوة، وإيقاعهم بين قتيل وجريح».
وأشارت إلى أن العملية وقعت في «حي تل السلطان غرب مدينة رفح».
كما قالت كتائب القسام إنها استهدفت بالاشتراك مع سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، دبابة ميركافا بقذيفة «الياسين 105» في مخيم الشابورة بمدينة رفح.
وأعلنت سرايا القدس قصفها بقذائف الهاون موقع ناحل عوز العسكري في غلاف قطاع غزة.
وتخوض الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة معارك مع القوات الصهيونية في كافة أنحاء القطاع، بالتزامن مع استمرار الحرب الشرسة التي تشنها تل أبيب ضد الفلسطينيين في غزة، واستهداف بعض الغارات مخيمات للنازحين وتجمعات للمدنيين.
المقاومة تستهدف مقر قيادة العدو في «نتساريم»
أما كتائب شهداء الأقصى فاستهدفت مقرّ قيادة «جيش» الاحتلال في محور «نتساريم»، جنوبي غربي مدينة غزة، بعدد من قذائف «الهاون».
في غضون ذلك، نشرت كتائب شهداء الأقصى مشاهد توثّق استهدافها مقراً صهيونياً للقيادة والسيطرة في «نتساريم» بصاروخين من نوع «107» وقذائف «الهاون» من العيار الثقيل.
وأصدر أبو خالد، المتحدث باسم قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بياناً أعلن فيه تفجير ناقلة جند صهيونية، واشتعالها وإيقاع من فيها بين قتيل ومصاب، وذلك في محيط كفّ المشروع، شرقي رفح.
وأكد أبو خالد مواصلة دكّ مواقع الاحتلال وتجمّعاته بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل، مشيراً إلى استهداف وحدة المدفعية في قوات الشهيد عمر القاسم قوات الاحتلال جنوبي شرقي رفح.وشدّد أبو خالد على أنّ القذائف أصابت أهدافها، وأحدثت أضراراً في صفوف القوات الصهيونية.
وبينما تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لـ»جيش» الاحتلال الصهيوني، أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، قبل يومين، أنّ «حماس ما زالت تمتلك صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى تل أبيب والقدس».
شهيدان في الخليل وجنين
وفي الضفة المحتلة، أفادت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن «مستعربين» تسللوا إلى حارة حبس الدم في البلدة القديمة بنابلس شمالي الضفة الغربية، وداهموا مخبزاً واختطفوا منه الأسير المحرر محمد شبارو، قبل انسحابهم بتغطية من قوات الاحتلال.وكانت سرايا القدس – كتيبة نابلس، أعلنت اكتشافها قوة صهيونية خاصة صباح السبت، وقالت في بيان إن مقاتليها «اشتبكوا معها في البلدة القديمة وأمطروها بزخات من الرصاص».
وفي الخليل، استشهد الشاب إبراهيم زعاقيق (٢٠ عاماً) إثر إصابته برصاص الاحتلال في الرأس في بيت أمر شمالي المدينة، جنوب الضفة الغربية المحتلة.أما في جنين، فشيع الفلسطينيون مساء الجمعة، جثمان الشهيد يامن عصفور (19 عاماً)، والذي استشهد متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال في 13 يناير/كانون الثاني الماضي في بلدة عرابة جنوب المدينة.وبذلك يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم جيش الاحتلال الصهيوني، إلى 578 منذ أن صعّد اعتداءاته في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية بالتزامن مع حربه المدمرة على غزة والمستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إضافة إلى نحو 5350 جريحاً، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
عملية تفجير عبوة قرب مغتصبة «حرميش»
من جهتها أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن زرع وتفجير عبوة ناسفة بمركبة لجنود الاحتلال الصهيوني، بين قرية برطعة ومغتصبة «حرميش» شمال الضفة الغربية المُحتلة، مؤكدةً وقوع 4 إصابات مباشرة في جنود العدو الذين يستقلون المركبة.
وقالت الكتائب في بيان عسكري: «تمكن مجاهدو القسام في محافظة طولكرم من تفجير عبوة ناسفة بمركبة لجنود الاحتلال؛ تم زرعها مسبقاً بين قرية برطعة ومغتصبة «حرميش»، وبعد عودتهم لقواعدهم بسلام أكد مجاهدونا وقوع 4 إصابات مباشرة في الجنود الذين يستقلون المركبة».
وأكَّدت كتائب القسام أنَّ «الأيام المُقبلة لن تحمل في طياتها إلا كمائن الموت الزؤام لجنود الاحتلال ومغتصبيه»، مشددةً على أنَّ «عمليات مجاهديها في مختلف محافظات الضفة الغربية ستبقى في تصاعد مستمر حتى يخضع قادة الكيان الصهيوني صاغرين لشروط المقاومة ومتطلبات شعبنا الأبي وحقوقه العادلة والمشروعة».