الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وثمانية وأربعون - ٢١ يوليو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وثمانية وأربعون - ٢١ يوليو ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

أمين عام مهرجان عمار الشعبي للوفاق:

الإمام الحسين(ع) قدوة ونموذج لكل الثوريين في العالم

ما هو السر الذي يكمن وراء تزامن بداية السنة الهجرية مع أيام استشهاد سبط النبي الأكرم (ص) وأهل بيته وأصحابه الأوفياء؟ إن ابتداء السنة الهجرية يذكرنا دائماً بالظلم الذي جرى لأهل البيت عليهم السلام، وكيف ضحى الإمام الحسين(ع) بنفسه فداء للإسلام، ومضت الأيام وأقام الأحرار بعدها في مختلف أنحاء العالم أيام ذكرى استشهاد سيدالشهداء(ع). لذا ونحن نعيش في هذه الأجواء العاشورائية أجرينا حواراً مع الباحث اللبناني الأرجنتيني ”سهيل أسعد” الحاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة والعرفان من جامعة المصطفى العالمية، وهو أستاذ في الحوزة العلمية والجامعات، ومقدم برامج في عدة قنوات تلفزيونية، أعد أكثر من 50 فيلماً وثائقياً في بلدان متعددة، وأمين عام مهرجان عمار الشعبي، وفيما يلي نص الحوار:

الوفاق/ خاص

موناسادات خواسته

ثورة الإمام الحسين(ع) أساسها الإصلاح
بداية تحدث الدكتور سهيل أسعد عن أهمية شهري محرم وصفر في كلام الامام الخميني(قدس) والإمام الخامنئي(دام ظله)، وقال: هناك عدة نقاط لابد من الإشارة إليها:
النقطة الأولى؛ هي الأقوال المعروفة والمنقولة عن الإمام الخميني(قدس)، بأن كل ما لدينا من عاشوراء، أو كل ما لدينا من محرم، أنا أقول هذه العبارة أنها تلخّص الفكر الإجتماعي أو البعد الإجتماعي في فكر الإمام الخميني(قدس)، عندما يقوم رجل عظيم بثورة عظيمة لإيجاد إصلاح في مجتمعه وحكومته وبلده، فأنا أتصور أن أصل القضية هي أنه يجعل الإمام حركته على أساس الإصلاح و هذا هو من وحي محرم وصفر، بمعنى أن الإمام الخميني (قدس) قام بثورة عظيمة، وجعل إصلاحا مميزا في المجتمع الإيراني وفي النظام الإيراني، وغيّر النظام، وبالتالي غيّر مسير ايران.
 عندما نقول محرم يعني عاشوراء، وعاشوراء يعني قيام الإمام الحسين(ع)، ويعني ثورة الحسين(ع)، وثورة الإمام الحسين(ع) كانت أساسها الإصلاح، بعبارة واضحة يقول الإمام الحسين(ع): "لطلب الإصلاح في أمتي جئت"، فأنا أتصور أن القاسم المشترك بين ثورة الإمام الحسين(ع) وثورة الإمام الخميني(قدس)، هو قضية الإصلاح، الإصلاح في الأمة والمجتمع وفي النظام والحاكمية، وإصلاح التاريخ والمستقبل، وأنا أتصور أن ما يقصده الإمام الخميني(قدس) بهذه العبارة التي يقول أن كل ما لدينا من محرم أو من عاشوراء أو من ثورة الحسين(ع)، إنما هو الأصل في نية الإصلاح بالمجتمع، لأنه بشكل عام كل العظماء على مر التاريخ عندهم هدف الإصلاح، يعني أي عظيم من العظماء في أي بلد وأي فترة زمنية، وعبر أية حركة، دائماً المطلوب والمقصود منه هو قضية الإصلاح، يعني إذا الإنسان يريد مثلاً أن يطلب العلم، طلب العلم هي عملية إصلاح، إصلاح الجهل، وإذا الشخص يريد أن يُدعم الفقراء هذه العملية هي عملية إصلاح، إصلاح الفقر، وهكذا فإن أي عمل يكون به الإنسان، هو من أجل التغيير والإصلاح،  وما قام به الإمام الخميني(قدس) هو من أجل الإصلاح، فهنا يكمن سر الرابط أو العلاقة بين ثورة الإمام الخميني(قدس) ومحرم.
إيصال الثورة إلى ذروتها
ويتابع أسعد: أما بالنسبة للسيد القائد، ما نشاهده في مرحلة قيادة السيد القائد(حفظه الله) هي استمرارية لذلك الإصلاح، ونستطيع أن نقول أنه إذا أردنا التشبيه، فإن الله سبحانه وتعالى جعل النبوة في النبي الأكرم(ص) والإمامة في علي بن أبي طالب (ع)، لأنه ما بعد النبوة هناك حاجة إلى تطبيق عملي لكل هذه التعاليم المحمدية، وبحاجة إلى استمرارية تنفيذية لمشاريع النبي محمد(ص)، كذلك الأمر بالنسبة لثورة الإمام الخميني(قدس)، بمثابة التغيير الأولي حين جعل الأسس الأساسية في حاكمية الإسلام، ثم جاء السيد القائد (دام ظله) ليتمم هذا المشروع، وليستمر به وليطبّق ما لم يطبّقه الإمام وليكمّل مسير الإمام الخميني(قدس)، والرابط بين فكر الإمام الخميني(قدس) والسيد القائد هو إيصال الثورة إلى ذروتها، لأن الثورة هي عبارة عن عملية مستمرة، وعبارة عن مشروع متكامل، بدأ فيها الإمام الخميني(قدس)، وكمّلها السيد القائد. نسمع في كلام السيد القائد «محرم وصفر» في عدة كلمات أو أفكار، ولكن الأصل هو عظمة تبلور فكر الإمام الحسين(ع)، في ميادين محرم، ويركّز دائماً على الحركة الحسينية لتجميع قوى الجمهور، ولتوحيدهم في فكر معيّن، وتبلور فكر الإمام الحسين(ع)، في ما يسميه محور المقاومة، وركّز بعد الأربعين ومسيرات الأربعين على قضية علنية الحسين(ع) وحركة الحسين(ع)، باعتبار أن الأربعين أصبح ملتقى الأحرار، وطبعاً هو يركّز على أهمية دور الشعوب والمجتمعات في إحياء هذا الفكر الحسيني.
الثورة الإسلامية ونهضة عاشوراء
وعندما سألنا الدكتور أسعد عن رأيه حول تأثير نهضة عاشوراء على الثورة الإسلامية، قال: يمكن أن نقول بشكل عام أن الإمام الحسين(ع) بمثابة القدوة والنموذج والأسوة لكل الثوريين في العالم، ليس فقط الإمام الخميني(قدس) أو الثورة الإسلامية، بل كل الثورات هي نوعاً ما تتأثر بالنموذج الحسيني، وخاصة الثورة الإسلامية التي تأثّرت على المستوى الثقافي، ثقافة البلد وثقافة الشعب الذي قام بالثورة كان على المستوى الإجتماعي ينتمي إلى ثقافة حسينية، بمعنى أننا أمام مجتمع شيعي من أتباع أهل البيت(ع)، الذي على كل حال تعلّم كل هذه الأبعاد الإجتماعية من التضحية وتقديم الغالي من أجل الهدف الأسمى وقضية الإصلاح والتغيير وقضية القيام ضد الظلم ومقارعته، وقضية عدم الرضوخ لإرادة الحاكمين الظالمين، وقضية الجهاد المستمر في الحياة، وقضية رفض الحياة مع الذل، التي هي معروفة في عبارة أبي عبدالله(ع): "هيهات منا الذلّة"، وكل هذه التعاليم والقيم العاشورائية، هي جزء من ثقافة الشعب الإيراني الذي قام بالثورة الإسلامية.
عاشوراء وفلسطين والمقاومة
وفيما يتعلق بالعلاقة بين عاشوراء وفلسطين والمقاومة، يقول الدكتور سهيل أسعد: إن فلسطين اليوم تمثل النموذج الحي لمبادئ عاشوراء عملياً وميدانياً، وأنا أتصور أن فلسطين اليوم حقيقة تشبه عاشوراء من
عدة جهات.
النقطة الأولى: أن الشعب الفلسطيني يرفض الحياة مع الذل، وإلا كان من الممكن أن يقبل مثلاً شروط الكيان الصهيوني كما يريد ويعيش براحة نسبية ولكن الشعب الفلسطيني رفض الحياة مع الذل، فهذه هي أول نقطة مشتركة بين عاشوراء وفلسطين، والمقاومة.
والنقطة الثانية: هي إرادة الشعب، والناس وإرادة المجاهدين في عاشوراء بغض النظر عن قرار الإمام الحسين(ع)، نرى أن ثلة من الأصحاب هم من مثّلوا إرادة جزء من الشعب، جزء من الأمة الإسلامية والمجتمع الإسلامي، فالشعب الفلسطيني بإرادته قام بتأسيس المقاومة وبالقيام ضد الجرائم الصهيونية.
أما النقطة الثالثة: قلة العدد، لأننا نرى في عاشوراء جيش مكوّن من 72 شخصا أمام آلاف العسكر يقفون ضدهم. كذلك اليوم نرى فلسطين التي تعتبر وحيدة وفريدة أمام كل العالم الذي بشكل عام وعلى مر التاريخ لم يهتم بالقضية الفلسطينية أو نسي القضية الفلسطينية، أو نرى منهم ممن يدعمون الكيان الصهيوني وهكذا، فقلة العدد أيضاً هي من أمور التشابه الموجودة بين فلسطين وعاشوراء.
والنقطة الأخيرة: هي الإيمان، لأن المقاومة هي حركة جهادية إيمانية، وبناء جيش وحركة عسكرية ودفاعية على أساس الإيمان بالله وبالنصر والإيمان بالقضية
والوطن. 

 

البحث
الأرشيف التاريخي