تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
قاليباف: مواجهة العقوبات القضية الأهم المطروحة في منتدى بريكس
إيران وروسيا تلغيان الدولار من التبادل التجاري بينهما
وأوضح قاليباف، الذي زار مدينة سان بطرسبورغ الروسية للمشاركة في المنتدى البرلماني للدول الأعضاء في مجموعة بريكس، لدى عودته إلى طهران مساء الجمعة: أن لقاءاته مع الرئيس الروسي ورئيس مجلس الدوما ورئيسة المجلس الاتحادي الروسي تناولت العلاقات الإيرانية - الروسية مثل قضية ممر «الشمال - الجنوب» والتعاون في مجال الطاقة.
وأضاف قاليباف: إن دول مجموعة بريكس يقطنها أكثر من نصف سكان العالم وتملك 30% من الاقتصاد العالمي وهذه الدول تسعى الآن لإقامة مؤسسات دولية موازية وأنظمة مالية تشبه شبكة «سويفت»، وأن معظم التبادل الاقتصادي الثنائي بين الدول الأعضاء في بريكس يتم بعملات غير الدولار، وأن أهم القوى الاقتصادية في المنطقة الأوراسية هم أعضاء في مجموعة بريكس.
وقال قاليباف أنه ناقش القضايا الثنائية أيضاً مع نظرائه في طاجيكستان وكازاخستان وبيلاروسيا وأرمينيا. وأضاف: إن أهم قضية ناقشها منتدى سان بطرسبورغ كانت العقوبات الأميركية الأحادية المخالفة للقوانين الدولية.
علاقات عميقة تجمع بين إيران وروسيا
وعلى هامش المنتدى، أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي أن جميع المعاملات التجارية بين إيران وروسيا تجري من دون الدولار، قائلاً: إن الأحادية الأميركية دفعت البلدين إلى اتباع هذه السياسة الاقتصادية.
وأضاف قاليباف: أن «علاقات عميقة تجمع بين إيران وروسيا»، مؤكداً أن «لديهما مصالح مشتركة وكذلك أعداء مشتركين»، مشيراً إلى أن بريكس تمثل «فرصة مهمة للغاية لنا». وأوضح أن البلدين تمكنا من إلغاء الدولار في جميع تعاملاتهما التجارية «بسبب الأساليب الخاطئة التي تتبعها أميركا بأحاديتها».
إیران وبیلاروسيا.. فرص جيدة لتنمية التجارة
من جانب آخر، قال رئیس مجلس الشوری الإسلامي: إن وجهات نظر إيران وبيلاروسيا قريبة من بعضها البعض، ولدينا فرص جيدة في مجال التجارة، سواء على المستوى الدولي أو في العلاقات الثنائية. والتقى قالیباف، الجمعة، برئيس برلمان بيلاروسيا إيغور سيرجينكو، على هامش اجتماع رؤساء برلمانات الدول الأعضاء في مجموعة بريكس.
وقال قالیباف: إن البرلمانات والحكومات يجب أن تعمل على تطوير التبادل التجاري، مؤكداً أنه يمكن للبرلمانات تسهيل تطوير العلاقات الاقتصادية من خلال إصدار قوانين.بدوره، هنأ رئيس البرلمان البيلاروسي قاليباف على إعادة انتخابه رئيساً لمجلس الشوری الإسلامي، وقال: إن سياسة جمهورية بيلاروسيا وسياستها الخارجية تتفق مع سياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأضاف: رغم أن العلاقات بين البلدين تتوسع، إلا أننا بحاجة إلى أنشطة أكثر جدية لتنفيذ الإتفاقيات.
يشار إلى أن إيران، التي تتعرض للعقوبات الأميركية منذ 2018، تسعى جاهدة لإلغاء الدولار من تجارتها الخارجية خاصة مع روسيا التي تتعرض هي أيضاً لعقوبات أمريكية وغربية. وتتبع إيران هذه السياسة بغية التقليل من تداعيات وآثار هذه العقوبات في إطار سياسة إفشال مفاعيلها.
وفي السياق، تنظر طهران إلى توجه بعض الدول نحو إقصاء الدولار من التجارة الدولية، بغية إنهاء سلطته، أنه فرصة ومتنفس للالتفاف على العقوبات الأميركية لمواجهة الضغوط الاقتصادية والعقوبات، في إطار استراتيجية إفشال مفاعيل هذه العقوبات على وقع تعثر المفاوضات النووية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات منذ سبتمبر/ أيلول 2022. وكان محافظ البنك المركزي الإيراني محمدرضا فرزين قد أعلن، سابقاً، سياسة بلاده لحذف الدولار من التعاملات غير التجارية والسياحية مع دول المنطقة.وخلال العامين الماضيين، زادت التجارة بين البلدين نحو 80%، لترتقي إلى أربعة مليارات دولار عام 2020، ثم إلى 6/4 مليار دولار عام 2022. وتسعى إيران وروسيا إلى رفع الرقم إلى عشرة مليارات دولار خلال السنوات المقبلة.
وانتهت الاتصالات المكثفة الفنية بين البنكين المركزيين الإيراني والروسي إلى إنشاء الاعتماد المالي أو الاعتماد المستندي المعروف اختصاراً لبنك «سبه» الإيراني بقيمة أولية 17 مليون يورو لاستيراد السلع من روسيا على أساس أن يسدد البنك المبلغ وفق جدول زمني متفق عليه.
وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت، خلال ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فتح روسيا خط ائتمان بقيمة 5/6 مليار روبل (66 مليون دولار) لطهران لاستيراد السلع الأساسية الروسية. وفتح بنك «إزبر» الروسي هذا الخط الائتماني لمصرف إيران الوطني «ملي» خلال اجتماع في موسكو شارك فيه محافظ البنك المركزي الإيراني.