بفضل الدبلوماسية النشطة لحكومة الشهيد رئيسي

إيران تصبح مركزاً رئيسياً للغاز في المنطقة

في بداية شهر يوليو الماضي، نشرت وسائل الإعلام خبراً مفاده أن إيران اتخذت خطوة كبيرة في طريق تحولها إلى مركز رئيسي للغاز في المنطقة.
تمت هذه الخطوة بجهود وزير النفط، جواد أوجي، في الأيام الأخيرة من خدمة الحكومة الثالثة عشرة، حيث تم التوقيع رسمياً على عقد استيراد الغاز من روسيا. وتأتي هذه الخطوة بينما كانت تركيا تتوقع أن تصبح هي خط العبور الرئيسي للغاز إلى أوروبا ودول المنطقة؛ لكن وبفضل الدبلوماسية النشطة في وزارة النفط في حكومة الشهيد رئيسي تمكنت إيران لتصبح المركز الرئيسي للغاز في المنطقة.
وفي هذا السياق، أعلن أوجي أنه خلال المفاوضات التي أجريت في الأشهر الثلاثة الأخيرة مع شركة «غازبروم» الروسية، تم التوصل إلى إتفاق والتوقيع على مذكرة تفاهم لنقل الغاز الروسي إلى إيران، وبذلك أصبحت إيران مركز الغاز الرئيسي في المنطقة.
وأشار وزير النفط إلى أن إيران وروسيا تمتلكان أكثر من 60% من احتياطيات الغاز في العالم، قائلاً: مما لا شك فيه أن هذا الموضوع سيحدث تغييرات جيدة فيما يخص توازن الطاقة في المنطقة، في حين أن إيران ستكون على استعداد تام لاستقبال هذه الكمية من الغاز بفضل بنيتها التحتية القوية وخطوط نقل الغاز.ويعد هذا الاتفاق الخطوة التالية من الاتفاق الذي أجري العام الماضي بين شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة «غازبروم» الروسية، مما يدل على أن الإتفاقيات تتجه نحو التنفيذ. وبهذا الاتفاق ستتوسع حصة إيران التجارية وتحدث تغييراً في التوازنات الدولية. وبعبارة أخرى، فإن اتفاق الغاز بين إيران وروسيا سيكون بمثابة ثورة في مجال الطاقة والصناعة في المنطقة، وإن الاتفاق بين بلدين يملكان أكبر احتياطي من الغاز في العالم سيكون مبنياً على المصالح المتبادلة والأطر الدولية، وسيدخل قريباً مرحلة التطبيق.
 الحد من اختلال التوازن في الغاز
وعن توقيع هذه الإتفاقية، قال خبير صناعة النفط محسن صالحي راد: يمكن أن يؤدي هذا الإجراء الاستراتيجي إلى الحد من اختلال التوازن في الغاز، على الرغم من أن نشاط صناعة النفط في حكومة الشهيد رئيسي تعامل مع القضايا بنشاط كبير واتخذ التدابير اللازمة لتحقيق قفزة في كل من إنتاج النفط والغاز وتخزين وتصدير المواد الهيدروكربونية.
وأضاف صالحي راد إنه شخصياً لم يكن يعتقد أن إيران يمكن أن تصبح مركزاً رئيسياً للغاز في المنطقة من خلال استيراد الغاز من روسيا ونقله عبر شبكة الضغط العالي المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.وصرح: إن هذا الإجراء، الذي تم في ظل دبلوماسية الطاقة النشطة في حكومة الشهيد رئيسي، يمكن أن يحل العديد من العقد في قطاعات مختلفة من الصناعة الإيرانية، ولن نشهد بعد الآن نقصاً في ضخ الغاز داخل البلاد، وهذا يمكنه من زيادة حجم صادرات الغاز، وهو ما يتوافق مع خطة التنمية السابعة.وأشار صالحي راد إلى أنه يأمل بأن يتم تقدير واستكمال هذا الإنجاز في الحكومة الرابعة عشرة، وأن تكمل الحكومة المقبلة الخطوات التي تمت في الحكومة الثالثة عشرة.
 إزدياد قوة إيران السياسية
كما قال خبير الطاقة حبيب الله ظفريان: إن النهج الذي يجب أن تنتهجه إيران في مجال الطاقة، والذي ورد أيضاً في الفقرة 10 من السياسات العامة للخطة السابعة، وفي المادة 44 الفقرة (ت) التي أقرها مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان)، والتي سيتم الإعلان عنها في الأيام المقبلة، هو تحويل إيران إلى مركز رئيسي للطاقة في المنطقة.
وأضاف ظفريان: نظراً إلى الموقع الجغرافي والاستراتيجي لإيران، وباعتبار أن بعض الدول المجاورة لديها فائض من الطاقة وبعضها تفتقر لها، فإن هذا الأمر ممكن ومن شأنه تحقيق مصالح سياسية واقتصادية، بحيث تخلق الاعتماد المتبادل لدول الجوار وتزيد من قوة إيران السياسية. ومن الناحية الاقتصادية، فمن خلال شراء وبيع الطاقة وفي المراحل اللاحقة من تبادل الطاقة، هناك احتمال أن يشكل هذا الأمر قوة اقتصادية لإيران في المنطقة.
ووفقاً لظفريان، إلى جانب تجارة الغاز، فإن تجارة الكهرباء والمنتجات البترولية، بما في ذلك الديزل والبنزين، أيضاً مهمة لتصبح إيران مركزاً رئيسياً للطاقة. وذكر: لتحقيق محورية الطاقة القائمة على تجارة الغاز، نحتاج إلى شراء الغاز من الدول التي لديها فائض، وأهم الدول التي يمكن أن نشتري منها الغاز هي تركمانستان وروسيا.
وتابع: روسيا تعاني من فائض قدره 100 مليار مترمكعب بسبب الأحداث التي حصلت بعد الحرب في أوكرانيا. ونظراً لأن أوروبا أصبحت خياراً محدوداً والصين زادت صادراتها لكنها لا تستطيع التعويض، وهذه الكمية من الغاز تعتبر فائضاً ولا يمكن لقطاع الغاز الطبيعي المسال أن يتوسع، كذلك بسبب العقوبات التكنولوجية التي يتعرض لها.وفي النهاية، ذكر ظفريان: إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق استراتيجي مع روسيا لشراء الغاز وتصديره فقط وعدم استخدامه للاستهلاك المحلي، فسيكون ذلك خطوة كبيرة بالنسبة لإيران لتصبح مركزاً رئيسياً للطاقة ولاعباً مهماً في سوق الغاز الإيراني.
البحث
الأرشيف التاريخي