تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
والاحتلال يعترف بمقتل ضابطين فيها
اشتباکات ضاریة في الشجاعية.. والمقاومة تدك قيادة العدو في«نتساريم»
تواصل المقاومة الفلسطينية، بمختلف أجنحتها العسكرية، ملحمة «طوفان الأقصى» لليوم الـ 274، مكبّدة الاحتلال خسائر فادحة ولاسيما في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، ومحور «نتساريم»، جنوبي غربي المدينة.في حين أقرّ الجيش الصهيوني بمقتل ضابطين في اشتباكات بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وكان جيش الاحتلال اعترف سابقاً بصعوبة القتال في الشجاعية.بموازاة ذلك ارتقى أكثر من 23 شهيداً، بينهم أطفال وصحفيون وموظفون في وكالة «أونروا»، من جراء الاعتداءات الصهيونية التي استهدفت منازل في المنطقة الوسطى من القطاع، بحسب ما أكدت وسائل إعلام في غزة.وزارة الصحة الفلسطينية بدورها أعلنت استشهاد شابين في الضفة الغربية الأول في محافظة طولكرم، والثاني في قرية بيت عور التحتا غرب رام الله، من جرّاء إصابتهما برصاص قوات الاحتلال الصهيوني.
في التفاصيل، فجّرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبوة «تلفزيونية 3» مضادة للأفراد في قوة صهيونية راجلة في الشجاعية، موقعةً إياهم بين قتيل ومصاب.وفي شارع بغداد، في الشجاعية أيضاً، دمّرت كتائب القسّام دبابةً صهيونيةً من نوع «ميركافا 4» بصورة كاملة، إذ اشتعلت النيران فيها بعدما استهدفتها بعبوة «شواظ 3».وبعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدو سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إيقاعهم أفراد قوة صهيونية، قوامها 7 أفراد، بين قتيل ومصاب.وأوضحت سرايا القدس أنّ ذلك تم خلال مباغتة القوة المستهدفة والاشتباك معها بالأسلحة المناسبة، وذلك في شارع الخلفاء في حي الشجاعية.كذلك، استهدفت السرايا، بقذائف «الهاون»، جنود الاحتلال وآلياته في موقع «أبو عريبان» وتمركزاً للآليات على خط الإمداد في محور «نتساريم».
وفي غضون ذلك، نشر الإعلام الحربي لسرايا القدس مشاهد عن استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلية من نوع «D 9»، بقذيفة «R.P.G»، في محيط مفترق سوق الحلال، في مدينة رفح.
من جهتها، استهدفت كتائب شهداء الأقصى جنود الاحتلال وآلياته في حي الشجاعية، بقذائف «الهاون» الثقيل».وفي «نتساريم» أيضاً، استهدفت «شهداء الأقصى» مقرّ قيادة «الجيش» الصهيوني بعدد من قذائف «الهاون». كما استهدفت تموضعاً لجنود الاحتلال وآلياته برشقة صواريخ من نوع «107» وقذائف «الهاون» من العيار الثقيل.ونشرت كتائب شهداء الأقصى مشاهد توثّق استهدافها تمركزات «جيش» الاحتلال في محيط المستشفى التركي في «نتساريم»، برشقة صواريخ من نوع «107» وقذائف «الهاون».
كما قالت سرايا القدس إنها أوقعت قوة صهيونية قوامها 7 أفراد بين قتيل وجريح خلال مباغتتهم والاشتباك معهم في حي الشجاعية.
أبو حمزة: المقاومة أربكت حسابات الاحتلال
وبينما تواصل المقاومة الفلسطينية التصدّي للقوات الصهيونية في قطاع غزة، أكد الناطق باسم سرايا القدس، أبو حمزة، أنّ المقاومة «أربكت حسابات الاحتلال، وحرمته من تحقيق أي هدف من أهدافه، ولم تعطه فرصة في التموضع في أي نقطة أو بقعة، من دون استهداف آلياته وجنوده».وشدّد أبو حمزة على أنّ المقاومة «تخوض أعقد أنواع القتال وأصعبها، عبر حرب المدن»، مشيراً إلى «أنّها حرب تدرّبت المقاومة عليها وأعدّت لها عدّتها».وعن سير العمليات العسكرية التي تنفّذها المقاومة، أوضح أبو حمزة أنّ «النتائج جاءت متلائمةً مع كل عملية»، لافتاً إلى أنّ الاحتلال «عاجز عن مواجهة مقاوم خفيّ يصل إليه، ويضربه وينسحب».وذكر الناطق باسم السرايا أنّ «مقاتلينا تكيّفوا مع جغرافيا غزة، بأزقتها وأنفاقها، فطوّعوا ما فوق الأرض وما تحتها في خدمة خططهم وأدواتهم القتالية، من أجل الوصول إلى أهدافهم، مشتبكين مع العدو من نقطة الصفر».وكان جيش العدو أعترف بمقتل ضابطين في صفوف قواته خلال اشتباكات من مسافة الصفر مع المقاومة الفلسطينية في الشجاعية.يُذكر أنّ «جيش» الاحتلال أقرّ، الخميس الماضي، بمقتل ضابط من لواء «غفعاتي»، وإصابة ضابط آخر وجندي بجروح خطرة خلال المعارك مع المقاومة الفلسطينية في شمالي قطاع غزة.وبهذا، يرتفع عدد قتلى «جيش» الاحتلال الصهيوني المعترف بهم إلى أكثر من 675 منذ بدء «طوفان الأقصى»، بينهم 322 قتيلاً سقطوا منذ المعارك البرية في القطاع.وعلى الرغم من تشديد «الجيش» الصهيوني الرقابة على نشر الأعداد الحقيقية لقتلاه ومصابيه، من جرّاء المعارك البرية في القطاع، سعياً لإخفاء حجم خسائره، تظهر البيانات الدقيقة والمقاطع المصوّرة، التي تبثّها المقاومة الفلسطينية، أنّ الخسائر التي يتكبّدها الاحتلال، أكبر بكثير مما يعلن.
شهداء بينهم صحفيين
في الأثناء، يتواصل القصف الصهيوني على قطاع غزة، حيث أفادت مصادر طبية بسقوط 25 شهيداً، إثر استهداف مناطق متفرقة من القطاع منذ الفجر، في حين يستمر الاحتلال بتدمير عدد كبير من المنازل في الشجاعية.وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر، وصل منها إلى المستشفيات 29 شهيداً و100 مصاباً خلال 24 ساعة، مشيراً إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى 38 ألفاً و98 شهيداً، و87 ألفاً و705 مصابين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.وأفادت مصادر طبية باستشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين، السبت، بغارة جوية صهيونية استهدفت منزلاً في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.وأضافت المصادر ذاتها أن من بين الشهداء 9 من عائلة جحجوح، بينهم الصحفي أمجد جحجوح وزوجته الصحفية وفاء أبو ضبعان وطفلهما.والشهداء الصحفيون هم: سعدي مدوخ (مدير شركة ديب شوت للإنتاج الإعلامي)، أديب سكر (إعلامي في شركة ديب شوت للإنتاج الإعلامي)، أمجد جحجوح (الصحفي والإعلامي في وكالة فلسطين الإعلامية)، وفاء أبو ضبعان (معدة ومقدمة برامج في إذاعة الجامعة الإسلامية بغزة)، رزق أبو شكيان (الصحفي والإعلامي في وكالة فلسطين الإعلامية).
ويأتي ذلك بينما يواصل الاحتلال حربه على الصحفيين الفلسطينيين، بهدف طمس الرواية الفلسطينية ومنع توثيق الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، حيث زاد عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة على 158.واستهدفت المدفعية الصهيونية عدداً من المواقع في المحافظة الوسطى، خاصة المناطق الشمالية والغربية لمخيم النصيرات، وشرق مخيم المغازي، بالإضافة إلى المناطق الشرقية من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق طائرة مروحية للنار بشكل عشوائي.وأفاد مصدر صحفي باستشهاد 6 فلسطينيين إثر قصف صهيوني استهدف سيارة للشرطة في الحي السعودي غربي مدينة رفح.
كما أفاد مصدر محلي باستشهاد 3 فلسطينيين، بينهم اثنان من العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بغارة صهيونية استهدفت مستودعاً للوكالة الأممية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما أفادت مصادر ميدانية بتقدم محدود للآليات الصهيونية العسكرية شرق مخيم البريج وسط القطاع، بالتزامن مع إطلاق طائرات صهيونية مسيّرة النار بشكل عشوائي خلف مقبرة البريج.
أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين
من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تقديراته تفيد بوجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة، ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم وإبقائهم في قبور لا تحمل أي علامات مميزة، في وقت يغيب فيه أي تحرك إنساني دولي للمساعدة في انتشالهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن القوات الصهيونية بدعم أميركي مطلق حرباً على غزة، أسفرت عن أكثر من 125 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.وللعام الـ18، يحاصر الكيان الصهيوني قطاع غزة، وأجبرت حربه نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.
شهيدان وإصابات في الضفة الغربية
من جهة أخرى أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الشاب أشرف هاني محمد عبد الله (20 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في مخيم نور شمس شرق محافظة طولكرم، قبل نحو أسبوع.
واستشهد خلال القصف في حينه الشهيد سعيد عزت جابر (24 عاماً)، وأصيب 5 مواطنين بينهم اثنان بحالة خطيرة بحسب بيانات وزارة الصحة، ليرتقي أحدهما أمس وهو أشرف هاني.
وباستشهاد الشاب عبد الله يرتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا على أرض محافظة طولكرم منذ العدوان الصهيوني على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 123 شهيداً.
تصدّيات للاحتلال
وفي قرية بيت عور التحتا غرب رام الله، استشهد شاب من جراء إصابته برصاص قوات الاحتلال، فيما أصيب 4 شبان آخرين بجراح في إثر مواجهات أعقبت اقتحام قوات الاحتلال.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول جثمان الشهيد أحمد محمد عبد الحفيظ سليمان (22 عاماً) إلى مجمع فلسطين الطبي من بلدة بيت عور التحتا.وسلّمت قوات الاحتلال جثمان الشهيد بعد أن احتجزته عقب إطلاق النار عليه وعلى شبان آخرين بادعاء إلقاء زجاجات حارقة عليها.
وفي بيت أُمّر شمال الخليل، أصيب 5 فلسطينيين بينهم امرأة بالرصاص الحي خلال اقتحام قوات الاحتلال البلدة مساء الجمعة؛ واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني مدينة الظاهرية جنوبي الخليل في الضفة الغربية.