الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وثلاثون - ٠٣ يوليو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وثلاثون - ٠٣ يوليو ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

العلامة الأميني.. موسوعة تاريخية إسلامية وحدوية

 لدى أتباع أهل البيت(ع)علماء عظام، أفنوا حياتهم في الدفاع عنهم، والتعريف بهم عبر مؤلفاتهم، وهؤلاء ظهروا عبر فترات التاريخ المختلفة، وفي القرن الميلاديّ المنصرم ظهرت شخصية قلّ نظيرها في البحث والتتبّع والسفر؛ لأجل توثيق نصّ، أو العثور على كتابٍ له علاقة بتراث الطائفة وعقائدها، وهو العلامة عبد الحسين بن أحمد الأمينيّ التبريزيّ النجفيّ صاحب الموسوعة المعروفة بــ (الغدير في الكتاب والسنة والأدب)، وله مؤلفات أخرى. ومن آثاره انشاؤه مكتبة في مدينة النجف الأشرف سماها مكتبة أمير المؤمنين(ع) وجعلها مكتبة عامة. وتوفي العلامة الأميني سنة 1971م في طهران، ونقل جثمانه إلى مدينة النجف الأشرف ودفن في غرفة بالقرب من مكتبته التي أسَّسها.
الرحلات البحثية للعلامة
من السمات المميزة للعلامة الأميني رحلاته العديدة إلى المدن والبلدان الإسلامية، منها الهند وسوريا وتركيا والتي كانت تتم لتحقيق الأهداف العلمية والثقافية للبحث في المكتبات وتدوين ونسخ كتب الشيعة والسنة (خاصة المخطوطات القديمة) للغدير ومؤلفاته الأخرى، واللقاء مع أساتذة الجامعة، وتقديم النصح والتوجيه للناس، وتثقيف أهل العلم والتأثير فيهم. وأحيانًا إلقاء خطاب أمام جماهير الناس والأكاديميين، وإثارة النقاش وخلق أرضية فكرية في القضايا المتعلقة بفلسفة الحكم في الإسلام، وإيصال رسالة "الغدير"، وقد سجل الشي‏ء الكثير عن أسفاره ومشاهداته في مجلدين ضخمين سماهما "ثمرات الأسفار".
موسوعة الغدير
عندما تسمع بالعلامة الأميني، يستحضر الذهن مباشرة موسوعته المشهورة التي ذاع صيتها في الآفاق، وهي بعنوان "الغدير في الكتاب والسنّة والأدب"، وقد انشغل لأكثر من نصف قرن في تأليفها، محتماً على نفسه الكتابة والمطالعة ستّ عشرة ساعة في اللّيل والنهار، إذ تطلب تأليفها المرور بآلاف من الكتب المطبوعة والمخطوطة، ومطالعتها والتمحيص والتدقيق فيها، وكذلك السفر للحصول على المصادر والوثائق، لذا سافر إلى بلدانٍ كثيرة، منها بلاد الشام وإيران والهند والحجاز وتركيا، وبذل جلّ جهوده في سبيلها، لذلك ترك البحث والتدريس، وجلس في داره معتكفاً بمكتبته الخاصّة، متفرّغاً للعمل.
الأنشطة الثقافية
بالإضافة إلى البحث والخطاب، كان للعلامة الأميني أيضًا العديد من الأنشطة الثقافية الأخرى، ويكفي أن نذكر
القليل منها:
الوحدة الإسلامية
وكان من أهم أهداف العلامة جمع الشعوب الإسلامية في صف واحد، موحدين ومنظمين. ويذكر هذه المسألة في الجزء الأول من المجلد الثامن من موسوعة الغدير. أن سر نجاح المسلمين وشرفهم يكمن في تجنب الفرقة وأساس سعادتهم يتلخص في التعلق بالله (سبحانه وتعالى).
تأسيس مكتبة أمير المؤمنين (ع)
من الأعمال العظيمة التي قام بها العلامة الأميني هي تأسيسه مكتبة الإمام أمير المؤمنين (ع) العامة في مدينة النجف الأشرف وقد بذل كل جهده حتى أظهر هذه المكتبة من العدم إلى الوجود وجعلها صرحاً ثقافياً عالمياً شامخاً. وفي السنوات العشر الأخيرة من عمره جاب العالم الإسلامي باحثاً في أروقة المكتبات العامة والمراكز الثقافية، وفي بطون الموسوعات والصحاح والمسانيد والسير الموسعة مفتشاً عن تراثنا من المصادر والروايات الموثقة والصحيحة.
تشكيل بيت الكُتاب
تجربة العلامة دفعته إلى إنشاء مركز يسمى "بيت الكُتاب" للنهوض بالبحث العلمي. ونتيجة لذلك، قرر بناء مكان جميل وصحي وحديث بجوار مكتبة أمير المؤمنين(ع) في مدينة النجف الأشرف والذي أسسسه بنفسه، وجهزه بكل المرافق والوسائل الضرورية للباحثين، فالمركز يحتوي على عدة غرف، كل منها تحت تصرف الباحثين والكتاب ويُلبي كافة الاحتياجات الشخصية للباحث. كما  ضمّ الكتب الأساسية والمراجع الضرورية لمجال عمل الباحث بل وعمل على توفير الكتب الضرورية للباحثين من مؤسسات ومكتبات أخرى.
الأنشطة السياسية
السياسة هي الجانب "المخفي والمجهول" من حياة العلامة الأميني، فهو معروف بشكل أساسي (وأحيانًا فقط) بجانبه "العلمي والبحثي" ، وقليل من الناس يعرفونه بمواقفه "السياسية والمناهضة للاستبداد وللاستعمار".
والعلامة الأميني يعتبر الامام الخميني(قدس) مرجعاً كبيراً من المراجع الإسلامية وفي تقرير عملاء السافاك، أنه كانت هناك برقيات كثيرة من العلامة الأميني تدعم الإمام (قدس) أثناء نفيه إلى العراق.
وفي هذا الصدد يمكن أن نذكر دور العلامة الأميني في تشجيع الشهيد السيد نواب صفوي على مواجهة أحمد كسروي، الذي كان يهاجم الإسلام ويسيء الى النبي محمد (ص) ويروج لأكاذيب عن الاسلام في كتاباته، وهو ما ذكره التاريخ.
البحث
الأرشيف التاريخي