تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
إقتراع رئاسي سلِس وحضور شعبي كبير في ملحمة الإنتخابات..
قائد الثورة: المشاركة الشعبية جوهر النظام
وكان قد أعلن وزير الداخلية أحمد وحيدي، فجر الجمعة، إنطلاق الانتخابات الرئاسية بدورتها الرابعة عشرة، وأنّ هذا الاستحقاق يُظهر قوّة إيران وسيادتها الدينية، ويعكس قدرة الشعب ووعيه السياسي وحساسيته تجاه انتخاب رئيس الجمهورية.
وأكد وحيدي لجميع أبناء الشعب الإيراني أن الانتخابات تقام بسلامة كاملة، مضيفاً أن "لجان الإشراف والرقابة حريصة على ذلك، كما يوجد في مراكز الاقتراع مندوبون عن المرشّحين"، آملاً من الجميع الالتزام بالقانون ورعاية المقرّرات الخاصة وبعدم الدعاية للمرشّحين.
عملية إقتراع سلسة وشفّافة
وجرت العملية الانتخابية بسلاسة وشفافية وبدقّة، وكانت كل المعايير اللوجستية المطلوبة متوفرة في مراكز الاقتراع، حيث تواجد جهاز بين الموظفين المسؤولين عن صناديق الإقتراع للكشف والتحقق من البطاقة الشخصية (الهوية)، وهو مرتبط بوزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور، وهما الجهتان اللتان تشرفان على عملية الاقتراع بشكل إلكتروني.
وشهدت مراكز الإقتراع إقبالاً كثيفاً من قبل المواطنين منذ الساعات الأولى لإعلان بدء عملية الإقتراع، ولم تشب العملية الانتخابية أي خطوات مشبوهة أو إنتهاكات، حيث أكد أحد المراقبين التابعين لمجلس صيانة الدستور، أنّه لم تُسجّل مخالفات أو مشكلات أو شكاوى منذ فتح صناديق الاقتراع.
إقتراع موفقٌ خارج البلاد
إلى ذلك، قال أمين لجنة الانتخابات الوطنية والمتحدث باسمها "محسن اسلامي": اقيمت عملية التصويت داخل الدوائر الانتخابية في الخارج حسب توقيت كل منطقة. وفي تصريح له يوم أمس، لفت إسلامي إلى أن عملية الانتخابات الرئاسية الـ 14 بدأت منذ الثامنة صباحاً: وفقاً لإعلان وزارة الداخلية يومي 7 و 8، فقد تم توزيع أسماء وأرقام المرشحين للانتخابات الرئاسية في جميع أنحاء البلاد حسب الترتيب الأبجدي.
خطوات صارمة لمنع وقوع أي إنتهاك
وأضاف أمين لجنة الانتخابات الوطنية والمتحدث باسمها: وفقاً للإعلان رقم 19، كان يمكن للأشخاص المشاركة في الانتخابات بشهادات الميلاد والبطاقات الوطنية، ويمكن لحاملي شهادات الميلاد القديمة الذهاب إلى مراكز الاقتراع بالرمز الوطني. وتابع اسلامي مستعرضاً الخطوات الصارمة المُتخذة لمنع وقوع أي مخالفة: وفقاً للإعلان رقم 16 واستناداً إلى المادة 10 يمنع تصوير الأصوات الانتخابية. وأيضاً، وفقاً للإعلان رقم 17، تم إخطار ممثلي المرشحين في مراكز الإقتراع بأنه لا يحقّ لهم الإعلان ضدّ أي من المرشحين وفي حال مشاهدته سيتم طردهم من مراكز الاقتراع.
وأدت البعثات الايرانية وبما يشمل السفارات والقنصليات العاملة للجمهورية الاسلامية الايرانية لدى الدول المختلفة، المهام الموكّلة إليها من أجل تنفيذ عملية الاقتراع واستقبال الناخبين الايرانيين للادلاء باصواتهم.
ووفقا للمادة 36 من قانون الانتخابات الرئاسية، فإن جميع الأشخاص الذين يحملون الجنسية الإيرانية ويبلغون من العمر 18 عاما على الأقل، كان يحق لهم المشاركة في الانتخابات المذكورة من خلال ابراز الجنسية أو البطاقة الوطنية. وبإمكان الرعايا الايرانيين المقيمين في الخارج، الذين ليست لديهم وثائق الهوية المذكورة أعلاه، التصويت من خلال ابراز جوازات سفرهم الصالحة، لانتخاب مرشحهم. وبلغ عدد مراكز الاقتراع في الخارج، 345 مركزا لدى اكثر من 95 دولة.
يوم الانتخابات يومُ فرحٍ وسعادةٍ
وأدلى قائد الثورة الإسلاميّة سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، صباح الجمعة 28 حزيران/ يونيو 2024، بصوته في الدقائق الأولى لانطلاق الدورة الرابعة عشرة من الانتخابات الرئاسيّة، وذلك فور حضوره في حسينيّة الإمام الخميني(رض).
ووصف سماحته الانتخابات بأنّها يوم الفرح والسعادة للشعب الإيراني، مشدّدًا على أن المشاركة الشعبية هي جوهر الجمهوريّة الإسلاميّة وواجب لإثبات صحّة نظام الجمهوريّة الإسلاميّة ومصداقيته.
وبشأن ملحمة الانتخابات، وتأكيد سماحته على المشاركة الأوسع من أجل شموخ إيران، وإيران القويّة، أجاب سماحته على سؤال بشأن آخر توصياته للذين لا يزالون متردّدين في المشاركة في الانتخابات أو لم يتّخذوا القرار النهائي بعد، وقال سماحته: يوم الانتخابات، بالنسبة إلينا نحن الإيرانيّين، هو يوم الفرح والسعادة، خاصّة عندما تكون الانتخابات من أجل اختيار رئيس للجمهوريّة، وتحديد مصير البلاد للأعوام القليلة القادمة، عبر ما يختاره الناس.
وأردف سماحته: إلى جانب هذا الأمر، ثمّة موضوعٌ مهمّ، وهو مشاركة الناس الحماسيّة، ورفع عدد المقترعين، وازدياد نسبتهم. يُعدّ هذا الأمر حاجة حتميّة للجمهوريّة الإسلاميّة. إنّ تسمية الجمهورية الإسلامية، أي كلمة «الجمهوريّة»، تدلّ على أن مشاركة الناس تدخل في جوهر هذا النظام. لذا، فإنّ بقاء الجمهوريّة الإسلاميّة وقوامها وعزّتها وسمعتها في العالم، منوطٌ بمشاركة الناس؛ وهذا ما يجعلنا نوصي شعبنا العزيز بالإدلاء بأصواتهم، وبأن يأخذوا المشاركة في هذا الاختبار السياسي المهمّ على محمل الجدّ، ويشاركوا فيه.
وأكمل الإمام الخامنئي: أمّا قولكم إنّ بعض الأشخاص متردّدون، فإنني لا أجد أيّ مبرّر للتردّد. إنّه عملٌ هيّن يحمل نتائج مهمّة؛ فما الذي يجعل المرء يتردّد في القيام بعمل لا تكلفة فيه، ولا عناء، ولا جهد، ولا يستهلك وقتا، ولا يُحمّل عبئًا؟ بل فيه فوائد جمّة! يجب ألّا يتردّدوا، وخاصّة مع الالتفات إلى هذه النقطة التي أشرتُ إليها، وهي أنّ قوام الجمهوريّة الإسلاميّة منوطٌ بالمشاركة الشعبيّة، وأنّ مشاركة الناس أمرٌ ضروري وواجب لإثبات صحّة نظام الجمهوريّة الإسلاميّة ومصداقيته.
واختتم سماحته قائلاً: أرجو الله المتعالي أن يُقدّر لإيران الخيار الأفضل والأنفع، إن شاء الله، وأن تكون الأعوام القادمة – بمشيئته - أعوام خيرٍ، ويكون الشعب راضيًا عن اختياره.
كبار المسؤولين يدلون بأصواتهم
في السياق، أدلى رئيس الجمهورية بالوكالة محمد مخبر بصوته، مشدّداً على أهمية التصويت، وحثّ المواطنين في إيران وخارجها على المشاركة. وقال مخبر: ان الحكومة تلزم نفسها بصون وحماية أصوات الشعب. وقال: يمكن رؤية غياب الرئيس الراحل في كل مكان داخل البلاد، ولم نكن نتوقع بأننا سنرى مثل هذا اليوم، لكنه حدث؛ ونحن نجحنا برعاية وتوجيهات سماحة الولي الفقيه من اجتياز هذه الأيام الصعبة.
وتابع: بعد الملحمة التي سطّرها الشعب الايراني عبر حضوره الحماسي في مراسم تشييع شهداء الخدمة، اكد سماحة قائد الثورة على هذا الشعب بأن يكرر تلك الملحمة في الانتخابات. وصرح: لقد قام المواطنون بواجبهم على أكمل وجه، ومنذ انتصار الثورة الاسلامية، حيث جسدوا حضورهم الحماسي في جميع الانتخابات.
وأدلى كبار المسؤولين في الحكومة والقوات المسلّحة ومختلف مؤسسات البلاد بأصواتهم لإنتخاب رئيس الجمهورية.
مؤكدين أن مشاركة الناس في الانتخابات هو دفاع باسل عن البلاد وعن شرف شعبنا والجمهورية الإسلامية"، وأنّ من يريد حفظ عزة إيران وتضحيات الشهداء وعدم تكرار التاريخ المذل مرة ثانية عليه المشاركة في الانتخابات.
الإنتخابات لا تتأجّل
الى ذلك، اعتبر رئيس السلطة القضائية، الانتخابات أمر عقلاني وديني وسياسي، وقال: بعض الأمور يمكن أن تتأجل، لكن إذا أخرنا المشاركة في الانتخابات فهو واجب سيضيع. وادلى رئيس السلطة القضائية "حجة الاسلام غلام حسين محسني ايجئي"، بصوته في الدائرة الانتخابية بجوار مرقد السيد عبد العظيم الحسني (ع) في مدينة ري (جنوب العاصمة بطهران)، منذ صباح الجمعة.
من جهته قال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام "آية الله صادق آملي لاريجاني: إن قضية الانتخابات في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالإضافة إلى تجسيد حق الشعب في تقرير المصير، لها أيضا جانب ديني وهو أن الديمقراطية الدينية تتحقق عبر الحضور الجماهيري عند صناديق الاقتراع.
نظام سياسي فريد من نوعه
وفي تصريح للصحفيين عقب الادلاء بصوته الجمعة، قال آية الله آملي لاريجاني: ان الجمهورية الإسلامية في ايران، يحكمها نظام سياسي فريد من نوعه؛ مبينا انه يتكون من النظام القائم على السيادة الشعبية والدينية، وإن من متطلبات الديمقراطية الدينية أن يشارك الناس في تقرير مصيرهم. واضاف: إن مشاركة الناس في الانتخابات، يشكل مظهرا من مظاهر التكافل الاجتماعي، ومن القضايا الاساسية في جميع المجتمعات وخاصة مجتمعنا الذي يحمل رسالة مهمة للأجانب بأن الشعب يهتم بمصيره؛ مؤكدا بان عملية التصويت في الجمهورية الإسلامية هو من أجل تحقيق مجتمع ديني وديمقراطية دينية.
كما ادلى مراجع الدين في البلاد بأصواتهم في الإنتخابات، حيث أدلى كل من المرجع الديني "آية الله ناصر مكارم شيرازي"، و"آية الله حسين نوري همداني"، في مدينة قم المقدسة (جنوب طهران) بصوتهما في الانتخابات الرئاسية.
من جانبه، قال امين لجنة حقوق الانسان مساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية "كاظم غريب آبادي": يجب على رئيس الجمهورية الاسلامية الجديد، العمل على تعزيز ثقة الشعب بالحكومة والنظام وايجاد الوفاق الوطني.
وأوضح غريب آبادي، عقب الادلاء بصوته للانتخابات الرئاسية الجمعة في حسينة الإرشاد بطهران: إن المشاركة الواسعة للشعب في الانتخابات، ستؤدي إلى انتخاب رئيس يتمتع بدعم واسع النطاق، وبهذه الشروط سيتمكن الرئيس من حل المشاكل الداخلية بمزيد من السلطة وتحقيق التماسك الداخلي بين الشعب.
على رئيس الجمهورية أن يكون مؤمناً بمبادئ الثورة
في السياق، قال خطيب الجمعة في طهران "حجة الاسلام كاظم صديقي": يتعين على رئيس الجمهورية الاسلامية المقبل في ايران، ان يكون مؤمنا بمبادئ الثورة الاسلامية باعتباره ثاني اعلى شخصية في البلاد. واضاف "صديقي" من منبر صلاة الجمعة في مصلى الامام الخميني (رض) بطهران: على رئيس الجمهورية ان يكون مؤمنا بمبادئ الثورة الاسلامية، على غرار الشهيد آية الله بهشتي. وتابع : رئيس الجمهورية الشهيد آية الله رئيسي كان على نفس النهج للشهيد بهشتي، وكان يعتبر قائد الثورة الاسلامیة بانه القائد المقتدى، اي أنه كان يسير على نهج الامام الخامنئي في كافة الجوانب الفكرية والعاطفية والعملية، فضلا عن مواقفه السياسة والإنسانية؛ مردفا بان الرئيس الايراني الجديد ايضا يجب عليه ان يتسم بذات الصفات التي كان يتميز بها الشهيد رئيسي.