في اليوم العالمي للاجئين
الفلسطينيون أكبر شعب لاجئ في العالم
الوفاق/ خاص
د. رُلى فرحات
اللاجئ هو شخص يفرّ من بلده بسبب الحروب والأزمات أو بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة، ويتوجه إلى بلدان أكثر أمناً طلباً للمأوى. وقد تم اختيار يوم 20 يونيو/ حزيران من كل عام ليكون اليوم العالمي للاجئين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 55/76 المعتمد في 4 ديسمبر 2000. وهو يصادف الذكرى السنوية لاعتماد اتفاقية عام 1951 لتحديد أوضاع اللاجئين وبروتوكول 1967 المكمل لها، اللذان يشكلان المرجع القانوني الرئيسي لحماية حقوق اللاجئين على مستوى العالم.
يُعتبر20 يونيو / حزيران يوماً للتضامن مع اللاجئين وللدعوة إلى تحقيق حلول دائمة لمشاكلهم. والهدف من تحديد هذا اليوم هو زيادة الوعي العام بالقضايا التي يواجهها اللاجئون حول العالم، والتأكيد على ضرورة تقديم الدعم والحماية لهم، بالإضافة إلى العمل على توفير حلول دائمة لقضاياهم. كذلك يُعنى بتكريم ودعم الأشخاص الذين يضطرون لمغادرة ديارهم بسبب النزاعات المسلحة أو الاضطهاد أو الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
أزمة اللاجئين الفلسطينيين.. تحديات إنسانية كبيرة
في اليوم العالمي للاجئين، يتم التأكيد على ضرورة دعم اللاجئين وتوفير الحماية لهم، بالإضافة إلى العمل على حل النزاعات التي تسببت في نزوحهم. ومن خلال الاحتفال باليوم العالمي للاجئين، يمكننا أن نذكر بأهمية تضامننا ودعمنا لجميع اللاجئين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الفلسطينيين، ونعزز الدعوة إلى حلول عادلة ودائمة لقضاياهم الإنسانية والسياسية.
أكبر شعب لاجئ في العالم هم الفلسطينيون، فمنذ عام 1948، تعاني فلسطين من أزمة اللاجئين الفلسطينيين الناجمة عن النكبة، والتي أدت إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الدول المجاورة وأماكن أخرى.
ويعتبر النزوح الفلسطيني المعروف باسم "النكبة"، من أكبر الأحداث القديمة والمستمرة في تاريخ اللاجئين، إذ يُقدر عددهم بالملايين، وقد تم تشريدهم من فلسطين وانتشارهم في الدول المجاورة وفي مختلف أنحاء العالم. ويواجه اللاجئون الفلسطينيون حتى اليوم تحديات كبيرة بما في ذلك قضايا الاستيطان، والوصول إلى الخدمات الأساسية، وحقوق الإنسان. كما ويتمثل الحلم الأساسي للفلسطينيين اللاجئين في العودة إلى ديارهم وتحقيق حق العودة وفقاً للقرار 194 للأمم المتحدة.
الفلسطينيون اللاجئون يعيشون في مخيمات للاجئين تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA) في قطاع غزة والضفة الغربية وفي الدول المحيطة بفلسطين، مثل لبنان، سوريا، والأردن، بالإضافة إلى الانتشار العالمي للجاليات الفلسطينية في الولايات المتحدة، وأوروبا، والعديد من الدول الأخرى. واليوم وبعد أحداث 7 أكتوبر (طوفان الأقصى) غادر معظم الفلسطنيين المُحاصرين في قطاع غزة إلى الصحارى القريبة بعد نزوحهم السابع وازدادت التحديات والعقبات على المواطن الفلسطيني بل أصبح لاجئاً مُتعدد اللجوءات.
هذه القضية تعتبر من أكبر التحديات الإنسانية والسياسية في الشرق الأوسط، وتبقى قضية اللاجئين الفلسطينيين محور اهتمام دولي طويل الأمد للعمل على إيجاد حلول شاملة ودائمة لمشاكلهم. إذ بحسب الإحصاءات والتقديرات والتقارير الأخيرة من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ومنظمة الهجرة الدولية (IOM)، عام 2021، (والتي تصدر بشكل دوري لتقديم تحديثات حول أعداد النازحين الداخليين واللاجئين وطالبي اللجوء في العالم) فإن هناك أكثر من 82.4 مليون شخص حول العالم هم نازحون داخليون أو لاجئون أو طالبوا لجوء. هذا يعني أن حوالي 1 من كل 95 شخص في العالم متضرر من النزوح القسري نتيجة للنزاعات والاضطهاد والأوضاع الاقتصادية الصعبة. ومن بين هؤلاء، هناك أكثر من 26.6 مليون لاجئ وأكثر من 48 مليون نازح داخلي داخل بلدانهم، إلى جانب حوالي 4.1 مليون شخص يطلبون اللجوء. ...
وعليه، توجد عدة دول حول العالم تستقبل أعداداً كبيرة من اللاجئين، ومن بين الدول الرائدة في استقبال اللاجئين على مستوى العالم نذكر الدول التالية:
السويد: تُعتبر السويد واحدة من الدول التي تستضيف نسبة عالية من اللاجئين بالنسبة لعدد سكانها.
ألمانيا: واحدة من الوجهات الرئيسية في أوروبا للاجئين، حيث استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين خلال السنوات الأخيرة سواء كان ذلك عبر الطرق الشرعية أو اللاشرعية...
تركيا: من أبرز الدول التي استضافت عدداً كبيراً من اللاجئين، خاصة من سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها، ولازالت تقدم لهم الحماية والدعم والرعاية فينخرطون بالمجتمع رويدا رويدا...
جهود تهدف إلى توفير بيئة آمنة ومستقرة
تُظهر هذه الدول وغيرها القدرة على تقديم الدعم والحماية للأشخاص الفارين من النزاعات والاضطهاد في بلدانهم، وتعزز من الجهود العالمية لمعالجة أزمة اللاجئين على المستوى العالمي. وكدولة مستضيفة للاجئين تُقدم المساعدة الإنسانية والقانونية، مثل اللجوء والحماية من الاضطهاد، كما توفر خدمات أساسية مثل الرعاية الصحية والنفسية والتعليم للأطفال وللكبار، والسكن المؤقت، وفرص عمل إذا كان ذلك ممكناً، بالإضافة إلى دعمهم في الاندماج المجتمعي والثقافي وإعطاء اللاجىء الحق بأن يُشارك في دورة النمو الإقتصادية من خلال تشغيله للمصالح والمنشآت التي تحفظ له العيش بكرامة وتؤمن فرص عمل لأهل البلد أنفسهم وللاجئين اخرين، وتُخفف من الجريمة...
هذه الجهود تهدف إلى توفير بيئة آمنة ومستقرة تشجع اللاجئين على العودة إلى ديارهم بحرية وبشكل طوعي ومستدام.
من ناحية ثانيّة، الأمم المتحدة تسعى إلى إعادة اللاجئين إلى ديارهم من خلال عدة جهود تعمل عليها بشكل دائم وبما يتوفر بين أيديها، ومنها:
الوساطة الدبلوماسية: تشجيع الحوار لفض النزاعات والتوصل إلى حلول سياسية للنزاعات التي أدت إلى نزوح اللاجئين.
المساعدة في الإعمار: تقديم الدعم المالي والتقني لإعادة بناء الاقتصادات المتضررة والبنية التحتية في بلدان النزوح، ولتوفير بيئة مستقرة وموارد حيوية تسهم في عودة اللاجئين.
المساعدة الإنسانية: تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للمجتمعات المتضررة، مما يساعد في تحسين الظروف المعيشية وتأمين فرص العمل وهذا ما يُشجع اللاجئين على العودة إلى ديارهم.
الحماية والتأمين القانوني: ضمان حماية حقوق اللاجئين والعودة الطوعية والآمنة لهم، والتعاون مع الحكومات المعنية والمنظمات الإنسانية لتوفير الظروف المناسبة للعودة.
التعاون الدولي: تعزيز التعاون بين الدول المتضررة والمجتمع الدولي، وتبادل الخبرات والممارسات الناجحة في عمليات إعادة اللاجئين. وتأهيلهم ماديا وإقتصادياً وإجتماعياً ونفسياً، خاصة بعد الوصمة STIGMA، التي لازمتهم بدلاً من اسمهم في فترة قبل وأثناء وبعد اللجوء.