تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
من اللوحات إلى الغرافيتي.. فنون الاحتجاج في فلسطين
يحاول الفن دائما أن يتحدى الوضع الراهن، ويمكن القول إن كل الفن سياسي، بمعنى أنه يحدث في مكان عام، ويتعامل مع أيديولوجية موجودة بالفعل وخطاب مهيمن. مع ذلك يمكن للفن في كثير من الأحيان أن يصبح سياسيا بشكل خطير وصريح مثل سلاح فتاك. على مدار تاريخ الحركات الاجتماعية والثورات، كان الفن يتفاعل ضد الاضطهاد والعنف والظلم
وعدم المساواة.
فنون الاحتجاج في فلسطين
تعد فنون الجدران والغرافيتي أحد عناصر النسيج السياسي والاجتماعي للمجتمع الفلسطيني. لا يفكر فنانو الشارع في فلسطين في الغرامات أو التداعيات القانونية لطلاء الجدران، بل تشجعهم السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني.
ظهرت الكتابة على الجدران كشكل من أشكال المقاومة في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، حين بدأ شباب المقاومة، وأعضاء الفصائل الفلسطينية المختلفة، أثناء الانتفاضة الأولى باستخدام الجدران كلوحات رسائل للتواصل مع الناس، خاصة مع ساعات حظر التجوال الطويلة التي فرضها الاحتلال خلال الانتفاضات. كان الشباب الملثم يكتبون على الجدران والأزقة أسماء الشهداء وانتماءاتهم، ويدعون إلى الاحتجاج والتحدي.
ما ظهر كشكل من أشكال المقاومة ومنصة للدعاية الحزبية والخطاب السياسي، نما ليصبح شكلا من أشكال الفن. شاركت منظمات المجتمع المدني، وكذلك المنظمات الدولية، في الإشراف على مئات الجداريات التي تدافع عن حقوق الإنسان، مثل الدعوة إلى العدالة البيئية والحق في المياه النظيفة لأهل غزة.
ما زالت الفصائل الفلسطينية أيضا تستقطب فناني الغرافيتي لإنتاج أعمال جدارية متعددة الأغراض تعبر عن توجهاتهم. مع انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من أراضي غزة عام 2005 أصبح من السهل على الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة رسم الغرافيتي بحرية أكبر.
جداريات فنية تزين بيوت "غزة"
استثمر فنانون بقطاع غزة موهبتهم في خدمة قضية الدفاع عن وطنهم ضد المحتل، من خلال رسم جداريات فنية على البيوت، تكشف جرائمه وتوّثق جهود المقاومة.
وأكد بعض الفنانين المشاركين في رسم هذه اللوحات أن الجداريات التي تُزين البيوت تحمل خصوصية واضحة، لا سيما وأن كل جدارية تعبر عن شيء أو حدث معين يرتبط بالمكان الذي
رُسمت فيه.