الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وعشرة - ٢٨ مايو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وعشرة - ٢٨ مايو ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

في ظل توافق الرؤى السياسية بين البلدين

ما هي أبرز مجالات التعاون بين الصين وجنوب افريقيا؟

الوفاق/ تلعب الظروف السياسية دورًا حاسمًا في تشكيل وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول، والعلاقة بين الصين وجنوب إفريقيا ليست استثناءً. كعضوين في مجموعة البريكس، تشترك الدولتان في رؤية مشتركة لعالم متعدد الأقطاب وتعاون اقتصادي أكثر توازنًا وعدالة. الاستقرار السياسي والسياسات الحكومية المواتية في كلا البلدين قد ساهمت في خلق بيئة جاذبة للاستثمار والتجارة. الصين، بسياستها الخارجية المرنة والمنفتحة، وجنوب إفريقيا، بدورها كبوابة للقارة الإفريقية، قد وضعتا الأساس لشراكة اقتصادية مزدهرة. الحوار السياسي المستمر والزيارات المتبادلة على أعلى المستويات تعزز من الثقة المتبادلة وتفتح الباب لمزيد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية التي تعود بالنفع على الاقتصادين.
 الصين وجنوب إفريقيا هما اقتصادان ديناميكيان ونافذان يلفتان انتباه المستثمرين العالميين بسبب إمكاناتهما النمو الكبيرة وفرص الاستثمار فيهما. تلعب كلتا الدولتين دورًا مهمًا في منطقتيهما وتتمتعان بخصائص فريدة تجعلهما وجهتين مفتوحتين أمام المستثمرين المحليين والدوليين. شهد العام الماضي الذكرى الخامسة والعشرين للعلاقات الدبلوماسية بين جنوب إفريقيا والصين الشعبية. في 27 أبريل، استضافت السفارة الجنوب إفريقية في الصين "اليوم الوطني الجنوب إفريقي والذكرى الـ 25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جنوب إفريقيا والصين في بكين". قال سياسونغا سيبريان كويلي، سفير جنوب إفريقيا لدى الصين في كلمته إنه على مدى 25 عامًا الماضية، عمقت جنوب إفريقيا والصين العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وحققتا نتائج مثمرة في التعاون المتبادل النفع. يستكشف هذا المقال آفاق الاستثمار والتمويل في الصين وجنوب إفريقيا، فضلاً عن المشاريع الحالية التي تقدم فرصًا لاستثمار رأس المال بنجاح.
تعزيز الشراكة الاستراتيجة
في عام 2010، أقامت الصين وجنوب إفريقيا شراكة للتعاون الاستراتيجي لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة. تم تعزيز الشراكة أيضًا من خلال منتدى التعاون الصيني الإفريقي، الذي تأسس في عام 2000 لتعزيز الحوار بين الصين والدول الإفريقية. من خلال هذا المنتدى، قدمت الصين دعمًا ماليًا كبيرًا للدول الإفريقية، بما في ذلك جنوب إفريقيا، من خلال منح قروض ومشاريع البنية التحتية. ساعدت هذه الاستثمارات في دعم برنامج التنمية في جنوب إفريقيا، خاصة في مجالات الطاقة والنقل والاتصالات السلكية واللاسلكية.
التحول الإقتصادي الصيني وفرص الإستثمار
تمثل الصين، بحجمها الاقتصادي والسكاني الكبير، واحدة من أكثر الوجهات جاذبية للاستثمار. تمر البلاد بعملية مستمرة من التحول وتحديث اقتصادها، بالانتقال من نموذج صناعي إلى نموذج قائم على الابتكار والاستهلاك. تتجه السياسة الاقتصادية الصينية نحو النمو المستدام وتقدم العلوم والتكنولوجيا وتطوير الصناعات الحديثة.
يعد مشروع الحزام والطريق (OBOR) أحد أبرز المشاريع التي تجذب الاهتمام الدولي. يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية للصين مع دول أخرى في آسيا وأوروبا وإفريقيا. يوفر مجموعة متنوعة من فرص الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والنقل والسياحة. علاوة على ذلك، تنخرط الصين الشعبية بنشاط في تطوير قطاعها عالي التقنية. تعد عمالقة صناعة تكنولوجيا المعلومات الصينية مثل علي بابا وتينسنت وهواوي رواد عالميين في التجارة الإلكترونية وتكنولوجيا الإنترنت والاتصالات السلكية واللاسلكية. يمثل هذا فرصة واعدة للاستثمار في الشركات الناشئة المبتكرة وتطوير حلول تكنولوجية جديدة.
جنوب افريقيا الإقتصاد والموارد
تعد جنوب إفريقيا دولة نامية متوسطة الدخل، وهي أكبر وأكثر الاقتصادات تطورًا على القارة الإفريقية. تتمتع جنوب إفريقيا بموقع جغرافي جيد، والدرجة النسبية العالية من الانفتاح الاقتصادي تتسبب في ابتعاد الدولة تدريجيًا عن تصورات الناس للدول الإفريقية التقليدية. تعتبر جنوب إفريقيا واحدة من أكبر الاقتصادات الإفريقية ولاعبًا رئيسيًا في المنطقة. لدى البلاد إمكانات كبيرة للاستثمار، خاصة في قطاعات مثل استخراج الموارد الطبيعية والزراعة والسياحة والخدمات المالية. بالإضافة إلى ذلك، هي أكبر منتج للفلاتين في العالم وواحدة من أكبر منتجي الذهب. تخلق موارد البلاد الطبيعية الغنية بيئة مواتية للاستثمار في التعدين. هناك أيضًا إمكانات كبيرة في الزراعة، خاصة في محاصيل الأغذية وإنتاج النبيذ، بسبب الظروف المناخية وتنوع التربة.
التأثيرات الإقتصادية والسياسية
تلعب العوامل السياسية والاقتصادية أدوارًا محورية في تشكيل تطور الأسواق، لا سيما في سياقات الصين وجنوب إفريقيا. في الصين، تؤثر السياسات الاقتصادية للحكومة، مثل تركيزها على تطوير البنية التحتية من خلال مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق، بشكل كبير على فرص الاستثمار. علاوة على ذلك، تؤثر البيئة التنظيمية وسياسات التجارة في الصين على الوصول إلى الأسواق وعمليات الأعمال، مما يؤثر على ثقة المستثمرين واستقرار السوق. في جنوب إفريقيا، يؤثر الاستقرار السياسي وسياسات الحكومة فيما يتعلق بقضايا مثل إصلاح الأراضي والضرائب ولوائح العمل بشكل كبير على مناخ الاستثمار. علاوة على ذلك، يؤثر اندماج جنوب إفريقيا في التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مثل الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (SADC)، واتفاقياتها التجارية مع الدول الأخرى على ديناميكيات السوق. كما تتأثر كلتا الدولتين بالاتجاهات الاقتصادية العالمية، مثل التغيرات في أسعار السلع وتقلبات العملات والتوترات الجيوسياسية، مما يشكل بدوره مسارات تطور أسواقها. يعد فهم وملاحظة هذه التأثيرات السياسية والاقتصادية أمرًا ضروريًا للمستثمرين الساعين إلى الاستفادة من الفرص في الصين وجنوب إفريقيا.
كانت الصين أكبر شريك تجاري لجنوب إفريقيا لمدة تسع سنوات. ومع مرور الوقت، ازدادت العلاقة بين البلدين قوة وازدهارًا، وكان استثمار المؤسسات الممولة من الصين في جنوب إفريقيا مجالًا رئيسيًا للتعاون. اليوم، هناك أكثر من 200 شركة ومؤسسة ممولة من الصين في جنوب إفريقيا، بإجمالي استثمارات وتمويل يزيد عن 25 مليار دولار أمريكي، مما خلق 400,000 وظيفة مباشرة أو غير مباشرة للسكان المحليين في مختلف الصناعات. كانت جنوب إفريقيا دائمًا هدفًا مثيرًا للاهتمام للشركات الصينية التي تسعى لتوسيع أعمالها. وفقًا للإحصاءات، في عام 2021، بلغ إجمالي حجم التجارة بين جنوب إفريقيا والصين 54.35 مليار دولار، مع استثمارات تزيد عن 25 مليار دولار. اليوم، تستثمر الشركات الشرقية في الصناعات الجنوب إفريقية مثل الطاقة والتمويل والتعدين والطاقة المتجددة والأجهزة المنزلية والسيارات والنسيج والعقارات واللوجستيات وغيرها.
التعاون التكنولوجي ومشاريع الطاقة
تعكس الاتجاهات الحالية في الاستثمار والتمويل بين الصين وجنوب إفريقيا التعاون المتعمق والتطور الديناميكي للعلاقات بين البلدين. أولاً، هناك تعاون تكنولوجي. تتعاون الصين وجنوب إفريقيا بنشاط في مجال التكنولوجيا والابتكار. تستثمر الشركات الصينية بنشاط في الشركات الناشئة ومشاريع الابتكار في جنوب إفريقيا، خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والحلول الرقمية. يسهل مثل هذا التعاون تبادل المعرفة والتطوير التكنولوجي وإنشاء فرص أعمال وقتصادية جديدة ونمو اقتصادي. على سبيل المثال، حديقة شنتشن للعلوم والابتكار هي مشروع مشترك بين حكومة شنتشن وجنوب إفريقيا يوفر البنية التحتية والدعم للشركات الناشئة التكنولوجية ومشاريع البحث والتطوير. بالإضافة إلى ذلك، نمت شركة هواوي بسرعة كبيرة في السنوات القليلة الماضية، لتصبح عملاقًا في مجال الاتصالات في جنوب إفريقيا وتلعب دورًا مهمًا في تعزيز تكنولوجيا الجيل الخامس المحلية. عملت هواوي أيضًا مع وزارة الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية في جنوب إفريقيا لإطلاق "برنامج البذور المستقبلية". هذه مبادرة سنوية للطلاب الجنوب إفريقيين توفر فرص تدريبية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ثانيًا، مشاريع في قطاع الطاقة. تستثمر الصين بنشاط في قطاع الطاقة في جنوب إفريقيا، خاصة في مجال الطاقة المتجددة. يعد مشروع محطة الطاقة الشمسية شينا سولار ون الممول من الصين في جنوب إفريقيا أكبر محطة للطاقة الشمسية على القارة ويساهم في تنويع مزيج الطاقة في جنوب إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، من بين العديد من مشاريع الاستثمار الصينية في جنوب إفريقيا، يعمل مشروع "ديا ويند" للطاقة الشمسية بنجاح لتلبية احتياجات الكهرباء لـ 85,000 مقيم، فضلاً عن إدخال تقنيات متقدمة للطاقة المتجددة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي