الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وثلاثة - ١٩ مايو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وثلاثة - ١٩ مايو ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

مع استمرار الضغوط الغربية

كيف تبدو العلاقة الروسية الصينية منذ بدء الحرب الأوكرانية؟

الوفاق/ في مايو 2014، قام فلاديمير بوتين برفقة عدد كبير من وزراء حكومته ورجال الأعمال بزيارة شنغهاي. أصبح التحول نحو الشرق ضرورة ملحة بالنسبة لروسيا، حيث لم يمض سوى شهرين على ضم شبه جزيرة القرم إليها. و قام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإجراء حزم أولية من العقوبات، وبدأت العلاقات الروسية مع اوروبا و اميركا بالتدهور. تحالفت روسيا والصين في معارضة للنظام العالمي أحادي القطب وهيمنة الولايات المتحدة، كما عززت الحرب الروسية الأوكرانية من جديد التوجه نحو الشرق في روسيا، حيث تلعب الصين دورا رئيسيا.
الصين تأخذ مكان الغرب
بحلول عام 2023 - على الرغم من تهديد العقوبات الثانوية الغربية - حلت صادرات الصين إلى روسيا محل الواردات من أوروبا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وتايوان بشكل كامل. ووصلت التجارة بين البلدين إلى رقم قياسي بلغ 240 مليار دولار بزيادة قدرها 26.3% عن عام 2022. وارتفعت صادرات الصين إلى روسيا بنسبة 46.9% من عام 2022 إلى 2023، وبنسبة 64.2% من عام 2021 إلى 2023.
وبعد تجاوزها للاتحاد الأوروبي لتصبح أكبر شريك تجاري لروسيا، تصدر الصين الآن حصة كبيرة من السلع ثنائية الاستخدام والتكنولوجيا، من المعدات الإلكترونية الضرورية للطائرات المسيرة إلى روسيا.
وبشكل أدق، باعت الصين ملايين الدولارات من الرقائق والبلاريات ومعدات الملاحة وقطع غيار للطائرات المقاتلة والمعدات الأخرى الضرورية لروسيا خلال الحرب. ومكنت هذه المساعدات الكرملين في نهاية المطاف من تسريع إنتاج الأسلحة بما في ذلك الدروع والمدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة، والدفاع بفعالية ضد الهجوم المضاد الأوكراني في عام 2023. فعلى سبيل المثال، ارتفعت حصة بكين من واردات قطع غيار الآلات الروسية إلى 32% في عام 2022 ومن 80% إلى 90% في عام 2023، في حين ارتفعت واردات آلات تشغيل المعادن من الصين إلى روسيا إلى حوالي 60% في عام 2022 وحوالي 90% في عام 2023.
شراكة دفاعية
كانت الصين حليفا دفاعيا رئيسيا لروسيا منذ بدء الحرب الاوكرانية عام 2022، وتدعم موسكو بشكل مباشر وغير مباشر،و شهدت أنماط التجارة بين الصين وروسيا تغيرات ملحوظة حول زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس 2023. فقد ازدادت واردات روسيا من آلات التحكم الرقمي المحوسب (CNC) (المستوى 4) - المستخدمة لإنتاج قطع دقيقة للأنظمة التسليحية المختلفة من الذخيرة إلى الطائرات - من الشركات الصينية بشكل ملحوظ في الأشهر التي تلت قمة شي-بوتين في مارس 2023.
وفي أبريل 2022، أعلنت شركة DJI الصينية، أكبر منتج للطائرات المسيرة في العالم والتي تمتلك أكثر من 90% من حصة السوق العالمية للطائرات المسيرة الاستهلاكية، أنها ستوقف تجارتها في روسيا وأوكرانيا وتغلق متاجرها الرائدة وتوقف معظم مبيعاتها المباشرة إلى البلدين. ومع ذلك، تم إدخال كميات كبيرة من هذه المنتجات وقطع الغيار إلى روسيا عبر شبكات معقدة من الوسطاء بين عامي 2022 وأوائل 2024. وفي النصف الأول من عام 2023 وحده، تلقت روسيا شحنات مباشرة من الطائرات المسيرة من شركات تجارية صينية بلغت قيمتها 14.5 مليون دولار على الأقل.
أرسلت هذه الشركات، التي تتخذ من الصين وهونج كونج مقرًا لها، والتي لديها أنشطة وساطة قوية في تركيا، بنودًا مثل البطاريات والمراوح والمحركات - والتي تُستخدم جميعها في إنتاج الطائرات المروحية الرباعية والمتعددة المراوح - إلى روسيا حتى يوليو 2023. وتم إرسال شحنات مماثلة تقريبًا إلى شركات في روسيا لم تدرج بعد في قوائم العقوبات. بالإضافة إلى التوريد المباشر لروسيا، قامت هذه الشركات أيضًا بالتوريد لشركات في مراكز وساطة مثل تركيا، والتي بدورها صدرت منتجات مماثلة إلى روسيا. في حين أن هذه الشركات هي على الأرجح موردة لقطع غيار الطائرات المسيرة للشركات المرتبطة بالصناعات الدفاعية الروسية.
بالإضافة إلى المكونات والتقنيات ذات التطبيقات العسكرية الواضحة، زادت روسيا من وارداتها من السلع التي لا تحظرها عادة أنظمة العقوبات الدولية، ولكنها تلعب دورًا مهمًا في مساهمة بكين في جهود موسكو الحربية. فعلى سبيل المثال، زادت روسيا بشكل كبير من واردات الشاحنات الصينية الصنع ومعدات الحفر ونقل التربة، مما يساعد القوات الروسية على الانتشار والتقدم عبر الأراضي الأوكرانية المحتلة.
كما ازدادت الشحنات الصينية من ألياف الأراميد (Aramid fiber) إلى روسيا - فئة من الألياف الاصطناعية المقاومة للحرارة المستخدمة في صناعة السترات الواقية من الرصاص - بأكثر من 350% بين عامي 2021 و2022، حيث بلغت في يناير وفبراير 2023 وحدهما نصف إجمالي عام 2022 بأكمله. وأكد بوتين مؤخرًا أن موسكو وبكين يجب أن تسعيا لمزيد من التعاون في مجال التقنيات المتقدمة، من الإنتاج المشترك للرقاقات الدقيقة المتقدمة في روسيا الاتحادية إلى بناء أصول المدار العالي للفضاء.
تعاون استراتيجي
منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا، شهدت العلاقات بين روسيا والصين تطورًا ملحوظًا، حيث تعززت الروابط الاقتصادية والأمنية بين البلدين. في ظل تصاعد التوترات مع الغرب، وجد الكرملين في بكين شريكًا استراتيجيًا يمكن الاعتماد عليه، مما أدى إلى تحول جذري في محور التجارة والتعاون العسكري. بينما كانت العقوبات الغربية تهدف إلى عزل روسيا، وفرت الصين شبكة أمان اقتصادية، مما سمح لروسيا بتقليل اعتمادها على الواردات الغربية وتعزيز قدراتها الصناعية الدفاعية. هذا التحالف الروسي الصيني لم يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتد ليشمل التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والأمن السيبراني، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا سيساهم بتشكيل النظام العالمي الحالي.

 

البحث
الأرشيف التاريخي