قصة إنشاء أكبر مستشفى لزراعة الأعضاء في العالم في شيراز

ابوعلي سينا الشيرازي

الوفاق / خاص

إعداد: محمد حسين عظيمي - فاطمة حبيبي

وأثناء عمليات كربلاء ذهبنا إلى مستشفى الامام الحسين (ع) لمدة ليلتين وكنت ارغب بالاستراحة قليلاً ولكن في تلك الليلة كان الهجوم قد بدأ، كنا على بعد 2 كيلومتر من الجبهة وكنا نرى مدينة تأكلها النيران من هذه المسافة، وكأنما الوقت ليس ليلاً، فقد كان كل مكان مضيئاً. كانت أصوات الرصاص والقنابل تملأ المكان وكانوا يأتون بالجرحى للمستشفى، وقد كان عدد الجرحى مرتفعاً لدرجة أننا لم نتمكن من الذهاب من هذه الغرفة إلى الغرفة المجاورة لتبديل ملابسنا، وفقط كنا نبدل قفازاتنا. كانت هناك خمس غرف عمليات في المستشفى، وكان ذلك الوقت الوحيد الذي لم يخرج فيه أحد الجرحى بدون عمل جراحي. لقد بقينا هناك 20 يوماً ولكننا لم ننم حتى 20 ساعة، حتى وصلتنا برقية شكر من قبل الإمام الخميني (ره). وعندما التقيت بالدكتور ملك حسيني، قررت دخول مجال زراعة الأعضاء. لقد درسنا الجراحة معاً وتخرجنا معاً وأصبحنا أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة معاً.
قمنا أنا والدكتور ملك حسيني، الذي بدأ عملية زراعة الكلى، وكنت أنا رئيس مستشفى نمازي في ذلك الوقت، بتجهيز قسم زراعة الأعضاء معاً وبدأت حياة الزراعة لدينا. وكانت أول عملية قمنا بها هي عملية زراعة كلية ومن ثم زراعة كبد، وقبل ذلك كانت مجموعات من إيران قد ذهبت للتدريب على زراعة الكبد، لكنها لم تتابعه لصعوبة العمل. والمجموعة الوحيدة التي استطاعت الاستمرار هي مجموعتنا التي أصبحت معروفة بفضل الله.
الخلايا الربيعية
الدكتور حسين بهاروند، العالم الذي كان الوسيط في نقل المعرفة المتعلقة بالخلايا الجذعية إلى إيران، وهو خريج جامعة شيراز. وبدأت نشاطاته وزملاؤه في مركز رويان بانتاج حيوانات المحاكاة وتحول هذا المركز إلى أحد أكبر مراكز علاج العقم في العالم، وفي كل عام يأتي عدد كبير من الأزواج المصابين بالعقم من مختلف دول العالم إلى إيران لعلاج مرضهم بواسطة علماء هذا المركز يعمل الدكتور بهاروند حاليا على إنشاء مركز رويان لعلاج العقم في مستشفى ابن سينا، كما يقوم بالتدريس لطلاب ما بعد الدكتوراه في هذا المركز. وقد حصل الدكتور بهاروند في السنوات الأخيرة على العديد من الجوائز على مستوى العالم، والتي يمكن ذكر منها: فوزه بجائزة اليونسكو العالمية في مجال العلوم البيولوجية لعام 2014، فوزه بلقب واحد من العشرين شخصية المؤثرة في الخلايا الجذعية في العالم المقدم من قبل موقع The Niche في عام 2017، وكان من بين واحد في المئة من الباحثين الأكثر اعتماداً في العالم في عام 2019، كما فاز بالجائزة الدولية للأكاديمية العالمية للعلوم في عام 2019. إلا أن الدكتور بهاروند لا يعتبر نفسه شخصاً ذكياً ويعتقد أن السر الوحيد للنجاح في الحياة هو مواصلة العمل الجاد حتى الموت.
ويروي الدكتور بهاروند ذكرى في هذا الصدد: "عندما كانت ابنتي في المدرسة الثانوية، أخبرتني ذات مرة أنه في أحد الأيام في المدرسة، اجتمع بعض طلاب الرياضيات وناقشوا ما يريد كل منهم القيام به مستقبلاً. لتأتي إليهم إحدى طالبات المجال التجريبي، ويقول زملاؤها إنها تحب علم الوراثة وتريد متابعة دراستها في مجال علم الوراثة. بدأت ابنتي أيضاً بالحديث عن علم الوراثة، حتى وقفت تلك الفتاة مذهولة، كيف تعرفين كل ذلك؟ ليقول أصدقاء ابنتي: "والدها يعمل في رويان". فنظرت تلك الفتاة لابنتي بحسرة قائلة: رويان؟! ذاك المكان الذي تجتمع فيه النخب؟ وعندما أخبرتني ابنتي بذلك ضحكت ولم أعرف ماذا أقول ولكنني فرحت كثراً لكوننا أصبحنا مصدر الهام وأمل للطلاب. وبالطبع، فقد أجابتها ابنتي إجابة جميلة جداً: "لا توجد نخبة في رويان؛ بل هناك فقط الناس الذين يسعون جاهدين حتى الموت."

 

البحث
الأرشيف التاريخي