الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثمانية وتسعون - ١٣ مايو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثمانية وتسعون - ١٣ مايو ٢٠٢٤ - الصفحة ۸

قصة إنشاء أكبر مستشفى لزراعة الأعضاء في العالم في شيراز

ابوعلي سينا الشيرازي

الوفاق / خاص

إعداد: محمد حسين عظيمي - فاطمة حبيبي

وكان بعض الزملاء المقربين يسخرون مني قائلين: عليك أن تعالج الاسهال والاستفراغ، مافائدة زراعة الكلى؟ ولم أكن أعلم هل يقولون ذلك حسداً أم شفقة؟ ولكنه غالباً كان حسداً، ولكنني لم أعرهم أهتماماً، وفي عام 1990 ذهبت إلى أمريكا لدراسة تخصص زراعة الكبد. وقد قمت بإجراء أربعة عشر عملية زراعة كبد في الأسبوع في مستشفى بيتسبرغ فكنت غالب الوقت إما في غرفة المتبرع أو في غرفة المتلقي. لقد كان الأمر صعباً للغاية، لكنني تمكنت من تجربة أنواع مختلفة من عمليات زراعة الكبد لأشخاص مختلفين. ونظراً لخبرتي في زراعة الكلى، فقد اكتسبت فهماً جيداً لعملية زرع الكلى ـ و فهمت حالات عدم قبول جسم المريض لكلية المتبرع والالتهابات وتعرفت على أنواع الأدوية.
بقيت هناك مدة عام وعدت بعدها إلى ايران لاجراء عمليات زراعة الكبد ولكنني كنت بحاجة إلى فريق من المتخصصين حيث لم يكن بالامكان اجراء هكذا عملية بمفردي وكان على الفريق الوقوف لمدة سبع إلى ثماني ساعات ليتمكن من زراعة الكبد. لذلك، بعد عام، عدت إلى أمريكا مع فريق طبي لتعلم العمل الجماعي لزراعة الكبد. وبعد عام عدنا إلى ايران لاجراء أول عملية زراعة كبد. وحتى ذاك اليوم كان قد تم اجراء عملية واحدة من هذا النوع في آسيا حيث تمت في تركيا، وربما كان أحد أسباب ذلك هو فتوى علماء السنة الذين قالوا بحرمة عمليات زراعة الكبد
ولكننا كنا قد تجاوزنا ذلك في هذا المجال؛ حيث أصدر الامام الخميني رحمة الله عليه عام 1986 فتوى تقضي بأن التبرع بأحد أعضاء الأشخاص المصابين بالسكتة الدماغية لامشكلة فيه، وقبل ذلك بعشر سنوات أصدر فتوى مفادها أن زراعة الأعضاء لامشكلة فيها شرعاً إذا كان من شأنها انقاذ حياة شخص من موت محقق. وكانت أول عملية زراعة للكبد قمنا بها لشخص قد دخل في غيبوبة بشكل كامل، فقررنا اجراء العملية لعل الحظ يحالفنا ويحالفه ونتمكن من اعادته للحياة مجدداً.
كان ذلك في شهر مايو من 1993م عندما قمنا بتعقيم أيدينا لإجراء أول عملية زراعة كبد. أجرينا العملية في مستشفى نمازي. وتمت عملية الزراعة بنجاح، لكن المريض توفي بعد أسبوعين من عملية الزراعة بسبب سوء حالته. وبعد شهر واحد مباشرة، أجرينا عملية الزرع الثانية، لشخص لا أزال أذكر اسمه، فقد كان مدرساً واسمه علي زارع، عمره تقريباً ثلاثين عاماً. لقد مرت بضع سنوات على بدء زراعة الكبد في إيران، وقد كانت لدينا مخاوف أخرى ولم يكن مستشفى نمازي قادر على الاستجابة لجميع متطلباتنا. وفي عام 2001 قررت أن أطلق مستشفى متخصص لزراعة الأعضاء بمساعدة المتبرعين والخيرين، فحددت له عدة مراحل. الأولى كانت مركز غسيل الكلى. فأخذنا الأرض من المحافظة حيث خصصوا عدة هكتارات من الأراضي في صدرا لمستشفانا. ثم تطوع الحاج رضا إبراهيمي للعمل وتولى كامل تكلفة بناء المركز وتجهيزه. كان هناك ثمانين سريراً لغسيل الكلى تعمل ثلاث أو أربع نوبات يومياً ويمكن أن تتيح المجال لعمليات ثلاثمائة شخص وهذا يعني أنه أصبح أكبر مركز لغسيل الكلى وأكثرها تجهيزاً في البلاد.
وقدمنا خدمة النقل المجاني للمرضى المحتاجين. ففي كل صباح، كانت هناك ثلاث حافلات صغيرة تذهب إلى المنزل وتأخذهم على متنها وتعيدهم بعد غسيل الكلى. كانت تكلفة غسيل الكلى مجانية تقريباً بمساعدة التأمين والجهات الخيرية، حتى أنهم كانوا يدفعون تكاليف الغذاء للمرضى. أما المرحلة الثانية فكانت إنشاء مستشفى تدريبي متخصص في زراعة الكبد بدأناه في عام 2016.يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي