قصة إنشاء أكبر مستشفى لزراعة الأعضاء في العالم في شيراز

ابوعلي سينا الشيرازي

الوفاق / خاص

إعداد: محمد حسين عظيمي - فاطمة حبيبي

على بعد 15 كيلومتر في الشمال الغربي من شيراز، يوجد هناك مستشفى يبعث مستواه العلمي كل مواطن في شيراز على الافتخار وكأنه تاج براق. لقد حاول الدكتور سيد علي ملك حسيني لفترة طويلة بناء مركز مستقل لزراعة الأعضاء. وقد اكتسب الفهم الصحيح عن مجال زراعة الأعضاء وظروف البلاد تجاهها خلال سنوات من الطب التخصصي وملاقاة المرضى الذين يحتاجون لزراعة الأعضاء. وكان يدرك أكثر من أي شخص آخر حاجة المجتمع إلى وجود مستشفى متخصص في مجال زراعة الأعضاء. وعندما طُرحت فكرة بناء مثل هذا المستشفى من قبل شخصية بارزة مثل الدكتور مالك الحسيني، لاقت ترحيبا كبيراً من قبل زملائه ورفاقه.
وقد رشّح مسؤولو المحافظة مدينة صدرا حديثة الإنشاء لبناء هذا المركز فيها، وبمساعدة مجموعة "خيران سلامت" الخيرية وخاصة الحاج رضا إبراهيمي الذي تولى بناء وتجهيز قسم غسيل الكلى، تم البدء في بناء المستشفى. وقد تمت العمليات التنفيذية لمستشفى ابن سينا لزراعة الأعضاء بجهود أهالي ومحسني المحافظة وتم تشغيلها على عدة مراحل. وبدأ العمل في مركز غسيل الكلى بالمستشفى الذي يضم 80 سريراً في عام 2006 لكن هذه كانت فقط البداية. وبتقديم المساعدات بمئات المليارات من التومان من قبل المنظمات الخيرية، تم الانتهاء من المرحلة الثانية لبناء المستشفى، والتي تضمنت افتتاح وتشغيل المبنى الرئيسي بسعة 600 سرير، في أبريل 2016. كما تمت إضافة مبان إضافية مثل مركز ابن سينا للتعليم العالي للعلوم الطبية وكليات الطب وطب الأسنان والمساجد والقاعات الرياضية والأقسام السكنية للطلاب بشكل تدريجي.
مستشفى اين سينا لزراعة الأعضاء، هو حالياً أكبر مجموعة خيرية دولية تختص بالتدريب والبحث والعلاج في مجال زراعة الأعضاء جنوب البلاد، تستقبل العديد من المراجعين من جميع أنحاء البلاد ومن البلدان المجاورة أيضاً.  كما يعد هذا المركز محوراً للتعليم والبحث في مجال زراعة الأعضاء، والذي يتمتع بسمعة جيدة عالمياً، وقام بتدريب الأطباء الذين أنشأوا مراكز زراعة الأعضاء تحت الإشراف المباشر لمؤسسة ابن سينا الطبية بعد عودتهم إلى مدنهم أو بلدانهم.
لم أكن أهتم لما يقال...
الدكتور سيد علي ملك حسيني، هو جراح وعضو الهيئة التدريسية في جامعة شيراز للعلوم الطبية، وقد أجرى أول عملية زراعة كبد في إيران لشخص حي ولقّب بأبو علم زراعة الكبد في إيران. وحصل ملك حسيني على جائزة الجمعية العالمية لزراعة الأعضاء في سبتمبر 2020 لتأثيره المتميز في تطوير المعرفة في مجال زراعة الأعضاء. كما حصل على أعلى جائزة طبية في العالم في 11 اكتوبر 2023.
كما يصف سيد علي حياته القاسية، والتي يملؤها الجهد والاجتهاد، فيقول: "ولدت في عام 1949م إحدى القرى التابعة لمحافظة بوير أحمد، وفي ذلك الوقت كان يوجد في بوير أحمد خمس أو ست مدارس ابتدائية، قامت بتدريب رجال الدين في المنطقة ليصبحوا معلمين في هذه المدارس. لم تكن لدينا وسائل تواصل ولم يكن من الممكن للأولاد أن يتابعوا دراستهم بعد الصف السادس، وكنا نعاني الفقر والحرمان، ما يعني أنه لم يكن لدينا حتى خبز القمح لنأكله؛ فكثيرا ما كنا نأكل خبز البلوط، وهذا لم يكن حالنا نحن فقط بل حال كل أهالي المنطقة، والحدث الذي غيّر مجرى حياتي كان وجود عمي.يتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي