الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وسبعة وثمانون - ٢٩ أبريل ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وسبعة وثمانون - ٢٩ أبريل ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

صحوة وتحولات الفكر الغربي

طوفان الأقصى.. مقاطعة ثقافية تهزم الكيان الصهيوني

الوفاق/ طوفان بعد طوفان،  "طوفان الأقصى"، عملية الوعد الصادق والعالم ينهض ضد الكيان الصهيوني المحتل، فالشعوب الغربية تشهد ثورة وعي يجتاح العالم بأكمله، وثورة ثقافية ومقاطعة ثقافية للكيان الصهيوني وكل مَن يدعم الظلم والجور، وفي هذه الأيام نشهد طوفان الطلاب الأمريكيين دعماً لغزة، كما شهدنا قبلها ومازالت تستمر الدعوة للمقاطعة الثقافية ومواجهة الكيان الصهيوني.
بقدر ما كانت عملية "طوفان الأقصى" وتداعياتها مفاجأة كبرى فلسطينياً وإقليمياً وعالمياً، فقد شهدت قضايا فلسطين والأمة والكيان الصهيوني والعالم تحولات مهمة تاريخياً وإستراتيجياً، بعد أكثر من قرن من الصراع العربي الصهيوني، والكفاح الفلسطيني لأجل تحرير الأرض وإنهاء الاحتلال والمظلومية التاريخية، وما وقع منذ الحرب العالمية الأولى من ظلم فادح لشعب فلسطين وإهانة بالغة للأمة.
وبعض هذه التحولات كان نتيجة تراكم تاريخي لكفاح الأمة في سبيل النهوض والتحرر، بل هناك تحول أو ربما إنهيار في نموذج إستراتيجية الكيان الاستيطاني التي كانت قائمة على الردع بأقصى وأقسى العنف والعدوان والمفاجأة وخوض المعارك على أرض الخصم (العرب).
لكن عملية "طوفان الأقصى" نقلت المعركة إلى عقر دار الكيان الصهيوني والغرب الإمبريالي ليس فقط جغرافيا بل أيضاً ثقافياً وأخلاقياً وإنسانياً. فقد شهد العالم صحوة كبرى تناصر قضية فلسطين، وسردية الحق الفلسطيني شملت العالم الثالث والجنوب العالمي وعواصم أوروبا وأميركا الشمالية، بل حتى مدنه الصغيرة.
وهذا يطرح بقوة أسوأ كوابيس الصهاينة، وهو نزع الشرعية عن الكيان الصهيوني وترذيلها أخلاقيا، وخاصة لدى أجيال الغرب الشابة. فقد تصدر الحراكات والمظاهرات جيل جديد من اليهود في الغرب نشأ في عائلات صهيونية راسخة لكنهم تمردوا على السردية الصهيونية لصالح سردية الحق والعدل.
طوفان ما بعد الطوفان
أطلقوا على 7 أكتوبر طوفان الأقصى.. ولم يتوقع أحد أن يكون حجم هذا الطوفان بحجم 11 سبتمبر 2001 ولكن قرأه الغرب على أنه "حطين" ثانية وهم يعلمون ما جرى بعد حطين فهرعت الدول السبع صاحبة مشروع "الدولة" في العالم الإسلامي إلى إرسال جنودها وبوارجها وجنودها لمنع نمو هذه الصحوة..
طيارات ودبابات وكاسحات وصواريخ وزنانات ومسيرات ودراون ونصف مليون جندي وجسر جوي من واشنطن إلى تل أبيب.. والسنوار في مقره حيث يقود المقاومة يمارس هوايته في صيد الأفاعي.. والثعالب.. أعضاء الكابينت مجلس الحرب في عاصمة الشيطان وعلى مدار ستة أشهر والجيش الذي لا يقهر يقصف بجنون بكل ما لديه من حقد وكراهية لأنه غير قادر على تحقيق أي من أهداف جنونه. وتواصل القوة المتجبرة حربها على غزة غير مبالية بالقانون الإنساني ولا بمحكمة العدل الدولية ولا بقرارات القمم الإسلامية والعربية والأوروبية، فهي مطمئنة ان لا أحد يستطيع ان يعاقبها، فتشن حربها اللاأخلاقية على فلسطين مدعية انها تريد تحرير الوطن مواصلة كذبتها..
قصيدة دعماً لغزة
يأتي صوت الشاعر العراقي كريم يصدح من غزة:
نـحنُ في أقســى الظــروف.. لمْ نَبـــِعْ اسّـــــمَ العــربْ.. مرْحـــــباً يـــــــا أشِقــــــَّاء.. مرْحــــــباً يـــــــا أصدِقـاء.. هـا هُنـا الحَقُّ نَقيضٌ للبـُكاءْ.. نحن لا نَمـلِكُ خُبـزا ً ودَواءْ.. نحنُ جـــعـنـا.. وَجُرحنـــا.. غيرَ إنِّـا نــَحـمِـلُ الجُـــرْحَ.. بـِصـــــبْر الأنبيـاءْ.. عاصفة غزة عرت من خان ومن باع ومن قدم الخبز للأعداء وترك الطفل في غزة بلا حليب وبلا ماء.. ما بعد السابع من اكتوبر لن يكون كما قبل السابع منه.. فقد حان قطف رؤوس المنافقين والمتخاذلين والمرجفين والمستنفعين.. والفاشلين في إدارة مؤسسات مهمتها التعاضد والدعم والقتال إلى جانب شعب عربي يذبح من الوريد إلى الوريد.. وإذا الجماهير عجزت عن قطف الرؤوس فعلى الجيوش أن تفعلها وإلا ستقوم "إسرائيل" بتنفيذ مخططها..
مقصلة الأمة!!!
الصدمة الثقافية  
تمظهر الوعي الجديد في مسارات مختلفة، لكن المسار الأهم هو الصدمة الثقافية التي أحدثتها ملحمة "طوفان الأقصى" وتداعياتها الإنسانية واسعة النطاق وثورة الوعي الجديد التي طالت كل شيء. فقد امتدت نحو التعرف على الإسلام، ودراسة القرآن الكريم، والبحث فيه عن قصة الإنسان ومصيره والغاية من حياته وإجابات عن أسئلة الوجود الكبرى.
وكذلك تمثُل ما فيه من قيم الحق ومعايير العدل، والتماهي مع عدالة قضية فلسطين، ونبذ الإسلاموفوبيا والعنصرية والتوجهات العدوانية والثقافة الاستيطانية الإمبريالية تجاه العرب والمسلمين والجنوب العالمي، كما تنبئ بذلك مئات أو آلاف من مقاطع الفيديو ومنشورات منصة إكس وفيسبوك وغيرها.
طوفان الأقصى
جاء طوفان الأقصى في لحظة غياب المعنى والغاية وإفلاس قيمي واختزال معرفي وتجريف أخلاقي هائل وإفساد الفطرة التي فطر الله الناس عليها، يشهدها العالم تحت سيطرة ثقافة إمبريالية رأسمالية وسلطة فاشية ومنظومتها المعرفية المادية وعلمانية بالغة التطرف، بينما تعاني البشرية فراغاً روحياً وأخلاقياً وتتطلع إلى استعادة القيم النبيلة والمثل العليا وتبحث عن قضية حق وعدل وضمير حر لتتبناها وتناضل من أجلها، بل وتبحث عن إجابات عن أسئلة الوجود الإنساني الكبرى: من نحن؟ ومن أين جئنا؟ ولماذا جئنا؟ وإلى أين المصير؟
جاءت ملحمة "طوفان الأقصى" والصدمة الثقافية في الغرب والعالم لتكون الرد التاريخي على إرث "الحرب على الإرهاب" وموجة إسلاموفوبيا اليمين المتطرف الأوروبي والتي أطلقت بدورها ردود فعل عنصرية وكراهية على تعاطف الشارع في الغرب مع فلسطين.
وتمثل هذه التجربة مرحلة فريدة في سياق التصدي الثقافي لمنظومة الهيمنة الإمبريالية على العالم، وكسرت بعض حلقاتها، وألهمت جماهير غفيرة في الغرب آفاقا إنسانية وروحية وأخلاقية جديدة "بعز عزيز أو ذل ذليل" ولو كره الكارهون.
ثقافة المقاومة
لم تكن هناك قضية يتجلى فيها الحق جلياً والباطل صريحاً كما هي قضية فلسطين التي تنطوي على أبشع ما في العالم من ظلم وعدوان وأنبل ما في العالم من حق ونضال وتحرر من ربقة الاحتلال والاستيطان.
ومن أكثر ما لفت شعوب العالم، إلى عدالة قضية فلسطين، ثقافة المقاومة والصمود الأسطوري والثبات على الأرض والاستعصاء على الانهيار والتماسك الاجتماعي والتضامن الصلب بين مختلف شرائح المجتمع كما شهده العالم لدى أهالي قطاع غزة.
المقاطعة الثقافية
مقاطعة الكيان الصهيوني في مختلف المجالات الفنية والأدبية، الآن كطوفان تجتاح العالم، ويتحد جميع أحرار العالم بوجه الكيان المحتل، كما أن أخيراً شهدنا مقاطعة جائزة "القلم" الأمريكية، وغيرها.
نشهد المقاطعة الثقافية كما ذكرنا منذ فترة، وقام الفنانون بمختلف فنونهم لدعم غزة، ومنهم الفنان الإيراني مسعود شجاعي طباطبائي، بمختلف الأعمال وهي علبة الكوكاكولا التي بصورة بندقية وتستهدف أطفال غزة، وكذلك كاريكاتيرات أخرى تطرق إلى موضوع مقاطعة الكيان الصهيوني ونشرنا بعضها.
كما أننا بعد جولة على الأحداث التي صاحبت أبرز الفعاليات والمهرجانات الفنية والثقافية التي أقيمت حول العالم منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر وحتى اليوم نشهد المقاطعة الثقافية للكيان الصهيوني تتصاعد عالمياً.
في بداية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، صعد 3 فلسطينيين إلى منصة حفل افتتاح مهرجان الأفلام الوثائقية المرموق "IDFA" في أمستردام، حاملين لافتة كُتِبَ عليها "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر". شوهد مدير المهرجان يصفق أولاً، لينطلق بعدها إعصار من التصفيق داخل القاعة.
وانطلقت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من هذه الحادثة، بوصفها "علامة مبكرة لما سيأتي بعدها"، لتتحدث عن "الانطباع المتزايد في أن إسرائيل أصبحت منبوذة"، في تحقيقٍ نشرته مساء یوم الخميس، بعنوان "نحن أشخاص غير مرغوب بهم.. الشيطان تقريباً.. المقاطعة الثقافية لإسرائيل تتزايد عالمياً".
تضطر كل مهرجانات الأفلام المهمة تقريباً، إلى أن تأخذ بالحسبان المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، حتى أصبحت كل مشاركة لفيلم إسرائيلي أو فنانين إسرائيليين تشير مسبقاً إلى فضيحة محتملة.
وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن حركات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، وغيرها من المنظمات المؤيدة للفلسطينيين، تعمل اليوم بقوة وفعالية في المجال الثقافي، من خلال الضغط على مديري المهرجانات لعدم عرض أفلام إسرائيلية ومطالبة صنّاع الأفلام بإزالة الأعمال من المهرجانات التي يشارك فيها فيلم إسرائيلي وتنظيم تظاهرات وأعمال احتجاجية في المهرجانات.
ونتيجة لذلك، يفضّل مديرو المهرجانات تجنب الصداع الذي تنطوي عليه مشاركة أفلام من "إسرائيل" حتى لو لم يكونوا مناهضين لها.
المجتمع الثقافي العالمي ضد الصهيونية
وهناك أمثلة كثيرة في هذا المجال، والنتيجة أن شمس الحقيقة لا تختفي وراء الستار إلى الأبد وبعد عمليتي طوفان الأقصى والوعد الصادق، وكسر هيمنة الكيان الصهيوني، أصبح جميع أحرار العالم ومنهم المجتمع الثقافي يدعم غزة ومواجهة الكيان الصهيوني ثقافياً، والنصر قريب إن شاء الله.
البحث
الأرشيف التاريخي