الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وتسعة وسبعون - ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وتسعة وسبعون - ٢٠ أبريل ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

في إطار الصراع بين باكو ويريفان

كيف تحول جنوب القوقاز إلى ساحة منافسة بين باكستان والهند؟

الوفاق/ تمثل توسعة العلاقات العسكرية والدفاعية بين جمهورية أذربيجان وباكستان، وأرمينيا والهند تداعيات مهمة لتحالف القوى السياسية والتوازن بعد حرب قره باغ الثانية. ومع ذلك، فإن عدم اعتراف باكستان بالكيان الصهيوني حال دون تشكيل «تحالف رباعي» مع حلفائها الاستراتيجيين الثلاثة تركيا و الكيان الصهيوني وباكستان. وبعد هزيمتها في الحرب وسط حالة عدم الرضا عن حليفها التقليدي روسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO)، ترى أرمينيا الهند وفرنسا  كخيارات استراتيجية جديدة، وتركز التعاونات بين أرمينيا والهند على «التوازن الناعم» (الاقتصادي والترانزيتي) بدلاً من «التوازن الصلب» (العسكري والأمني)، مقابل العلاقات الثلاثية بين جمهورية أذربيجان وتركيا وباكستان في جنوب القوقاز.
الخلفيات
تشكلت المقاربات المختلفة لباكستان والهند في جنوب القوقاز، خاصة في النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وكانت باكستان ثاني دولة بعد تركيا تعترف بجمهورية أذربيجان كدولة مستقلة. علاوة على ذلك، على الرغم من قطع تركيا واليمن والسعودية علاقاتها الدبلوماسية مع أرمينيا بسبب نزاع قره باغ، فإن باكستان هي الدولة الوحيدة التي لا تعترف بأرمينيا. وتحولت مماثلة الوضع القانوني والإقليمي لقره باغ وكشمير إلى محور تعاون رئيسي بين باكو وإسلام آباد في الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز (NAM) ومنظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقًا). وفي الوقت نفسه، تابعت الهند وأرمينيا دبلوماسية منسقة في المنظمات الدولية للدفاع عن مبدأ «الحكم الذاتي» للأرمن في ناغورنو كاراباخ والهنود في كشمير.
وعززت كل من باكستان والهند تفاعلهما مع جنوب القوقاز خلال حرب قره باغ في عام 2020. ودعمت باكستان أذربيجان خلال الحرب وشاركت بانتظام في تدريبات عسكرية مع أنقرة وباكو المعروفة الآن باسم «الأخوة الثلاثة». وفي يناير 2021، وقع الطرفان إعلانًا ثلاثيًا في إسلام آباد. ولم تغير لا حرب 2020 ولا الحرب التي استمرت يومًا واحدًا في سبتمبر 2023 والتي أدت إلى عودة ناغورنو كاراباخ والمناطق المحيطة بها بالكامل إلى جمهورية أذربيجان، موقف باكستان تجاه أرمينيا. وبينما تعمل تركيا وأرمينيا على تطبيع علاقاتهما، واستأنفت أرمينيا والسعودية علاقاتهما الدبلوماسية بعد ثلاثة عقود، لا توجد أي إشارة إلى اعتراف باكستان بأرمينيا. وفي الوقت نفسه، تطور أرمينيا المنهزمة في الحرب وغير الراضية عن روسيا ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي تعاونها مع الهند.
التداعيات
 كان لتصاعد المنافسة الاستراتيجية بين الهند وباكستان في جنوب القوقاز تداعيات هامة فيما يتعلق ببيع الأسلحة والمعدات الدفاعية ونقل التكنولوجيات العسكرية إلى أرمينيا وأذربيجان. وبينما كان الكيان الصهيوني وتركيا الموردين الرئيسيين للأسلحة لأذربيجان، ازداد دور باكستان باستمرار على مدى العقد الماضي. ووفقًا للتقارير، أجرت الجيوش الباكستانية والأذربيجانية تدريبات مشتركة منذ عام 2016 ولديها اتصالات أمنية استراتيجية واسعة النطاق. ويتلقى الطلاب والضباط العسكريون الكبار، بالإضافة إلى الطيارين وقوات العمليات الخاصة في الجيش الأذربيجاني، تدريبهم في الكليات والمراكز العسكرية الباكستانية.
وعلى الرغم من عدم التأكيد رسميًا، فقد ورد أن مستشارين عسكريين باكستانيين شاركوا في حرب قره باغ الثانية وقدموا استشارات تكتيكية بشأن العمليات في مرتفعات قره باغ. ويبدو أن الخبرة الباكستانية في القتال في المناطق الجبلية في كشمير استُخدمت لاحتلال مدينة شوشا الاستراتيجية في منطقة ناغورنو كاراباخ.
 وبلا شك، أن الحرب التي استمرت 44 يومًا قربت باكستان من أذربيجان وحليفتها تركيا. وعُقدت أول مناورة عسكرية مشتركة بين تركيا و جمهورية أذربيجان وباكستان في سبتمبر 2021. كما وقعت أذربيجان وباكستان اتفاقية لشراء قاذفات JF-17 Block-III المقاتلة التي تم تصنيعها بشكل مشترك من قبل الصين وباكستان. وستشتري جمهورية أذربيجان مقاتلات صنعتها باكستان بقيمة 1.6 مليار دولار. ويشمل العقد أيضًا التدريب للطيارين والوصول إلى الذخيرة للقاذفات. في حين تعاني أرمينيا بشدة من عدم التوازن في القوة الجوية، فإن إضافة هذه المقاتلات الصينية الباكستانية إلى المقاتلات الصهيونية والتركية، فضلاً عن أنظمة الصواريخ والطائرات المسيرة، ستعزز قوة سلاح الجو الأذربيجاني بشكل أكبر.
في الوقت نفسه، طورت أرمينيا علاقاتها العسكرية والدفاعية مع الهند. وعندما زار سورين بابيكيان، وزير الدفاع الأرميني نيودلهي في أكتوبر 2022، ارتفع دعم الهند لأرمينيا بسرعة من خلال توريد أنظمة مدفعية هندية وصواريخ مضادة للدبابات وذخائر بقيمة 245 مليون دولار أمريكي. وذكرت وسائل إعلام هندية أن أرمينيا طلبت 3 نسخ من نظام صواريخ بيناكا الصاروخية المتعددة الإطلاق. وبموجب عقد بقيمة 250 مليون دولار، طلبت أرمينيا نسخًا من أنظمة بيناكا Mk-1 (مدى 37.5 كم)، وبيناكا Mk-1 المحسنة (45 كم)، والموجهة بيناكا (75 كم).
ومن الجدير بالذكر أن أرمينيا هي أول مشغل أجنبي لنظام آكاش للدفاع الجوي المتحرك المتوسط المدى. واستمرارًا لهذا الاتجاه، طلبت أرمينيا في نوفمبر 2023 نظام مكافحة الطائرات المسيرة زين (ZADS) الذي طورته الهند. وهذا النظام المضاد للطائرات المسيرة صُمم لتوفير الحماية الشاملة ضد هجمات الطائرات المسيرة ويعزز دفاع أرمينيا الجوي المتعدد الطبقات متعدد الأجهزة الاستشعارية ضد طائرات بايراكتار التركية TB-2 التي لعبت دورًا محوريًا في حرب قره باغ الثانية. لذلك، تتحول الهند إلى شريك رئيسي لأرمينيا في التعاون العسكري والتقني. وكانت روسيا في السابق تؤدي هذا الدور حيث شكلت أكثر من 93٪ من أسلحة وعتاد القوات المسلحة الأرمينية في الفترة من 2011 إلى 2020. ومع ذلك، على الرغم من الاتفاقيات العسكرية الهامة بين أرمينيا والهند، وعلى عكس جمهورية أذربيجان وباكستان، لم يجر بينهما أي تدريبات عسكرية مشتركة حتى الآن.
كما تأمل أرمينيا في تكثيف تعاونها مع الهند و إيران في ممر الخليج الفارسي-البحر الأسود من خلال وجودها في ميناء تشاباهار الترانزيتي في جنوب شرق إيران بالقرب من الخليج الفارسي. تشارك الهند أيضًا في ممر النقل الدولي الشمالي-الجنوبي (INSTC) مع إيران وجمهورية أذربيجان وروسيا، مما يشير إلى أن للهند نهجًا أكثر توازنًا نسبيًا تجاه باكستان في جنوب القوقاز.  
تحالفات جنوب القوقاز
تغيرت تحالفات القوى السياسية والتوازن في جنوب القوقاز بشكل ملحوظ بعد حرب قره باغ الثانية، وعجلت الحرب الروسية الأوكرانية هذه العملية. وعلى الرغم من أن البنية الجيوسياسية الجديدة للمنطقة غير مستقرة، إلا أن الهند وباكستان لاعبان جديدان في هذا التحول. ولا شك أن دورهما ونفوذهما في المنطقة أقل بكثير من روسيا وتركيا ويواجهان قيودًا وتحديات واضحة. فبينما جعل امتناع إسلام آباد المتشدد عن الاعتراف بأرمينيا من باكستان، إلى جانب تركيا و الكيان الصهيوني، حليفًا استراتيجيًا لجمهورية اذربيجان خلال العقود الثلاثة الماضية، إلا أن عدم اعتراف باكستان بالكيان الصهيوني حال دون تشكيل «تحالف رباعي» لباكو مع ثلاثة من حلفائها الاستراتيجيين. وتعكس المناورات العسكرية لباكستان وتركيا وأذربيجان في سبتمبر 2021 هذا الوضع. علاوة على ذلك، سيمنع العدوان الصهيوني على غزة على الأقل في المستقبل القريب تشكيل تحالف ثلاثي بين أذربيجان وتركيا و الكيان الصهيوني.
في الوقت نفسه، تبحث أرمينيا عن حلفاء استراتيجيين جدد، وتعتبر الهند وفرنسا أهم خيارات يريفان. ودافع نيكول باشينيان رئيس الوزراء مؤخرًا عن عقود أسلحة أرمينيا مع فرنسا والهند، وشدد على ضرورتها لأمن البلاد وللدفاع عنها.

 

البحث
الأرشيف التاريخي