الدفاعات الجوية تعترض مسيّرات صغيرة في أجواء البلاد..
فشل صهيوني ذريع أمام معادلة الردع الإستراتيجي
الوفاق- بعد أيام من التهديد والوعيد والتلويح بشنّ ردّ عدواني على معادلة الردع التي رسّختها الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام العدو الصهيوني على خلفية تصاعد اعتداءاته وانتهاكاته بحق مصالح البلاد في الخارج، وفيما هدّد كبار المسؤولين والقادة العسكريون في ايران من أن أي اعتداء على أراضي البلاد سيقابل بردّ مدمّرٍ، إكتفى "نتن ياهو" وزبانيته بشنّ عملية تحليق لبعض المسيرات الصغيرة في بعض مناطق البلاد، أسقطتها الدفاعات الجوية الإيرانية بكل سهولة.
حيث تمكّنت الدفاعات الجوية الايرانية في محافظة اصفهان وسط البلاد من إسقاط عدة مسيرات صغيرة بمضادات أرضية على ارتفاع منخفض جداً، لم تجد أي صعوبة في إسقاطها وفشلت في إلحاق أي ضرر بأراضي ومنشآت البلاد، لا سيما أنها لم تستهدف اي منشأة نووية أو عسكرية أو ذات طابع حسّاس.
وبحسب المصادر سمعت أصوات 3 انفجارات في مدينة أصفهان بعد أن تصدت المضادات الارضية لأجسام مشبوهة في أجواء أصفهان قرب قاعدة عسكرية شمال غرب المدينة.
وأفادت بعض المصادر المحلية، صباح الجمعة، بسماع دوي انفجار في مدينة قهجاورستان شمال شرقي مدينة أصفهان. وتقع مدينة قهجاورستان قرب مطار أصفهان والقاعدة الجوية الثامنة التكتيكية التابعة للجيش.
كما ان نشاط الدفاعات الجوية طبيعي تماما وفي حالة تأهب بنسبة 100%.
إعتداء هزيل
مصادر رسميةٌ أعلنت من جانبها أنّ التصدي للمسيّرات لم يتم بأنظمة دفاع صاروخية بل بمضادات أرضية على ارتفاع منخفض جدا ما احدث اصوات انفجارات. كما اكدت عدم حصول اي هجوم صاروخي من خارج البلاد، وهو ما يؤكد أن العدو الصهيوني خائف من الدخول في حرب مفتوحة مع القوات المسلحة الايرانية التي كانت ستُذيقه ويلات الردود المباركة.
المصادر أشارت أيضا إلى إنّ الوضع في محافظة اصفهان ومنشآتها النووية آمنٌ بالكامل كما اكدت عدم حصول اي انفجارات بأي منشأة حساسة في مدينة تبريز شمال غربي البلاد فيما نفت ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن عقد اجتماع المجلس الاعلى للامن القومي الايراني. وأكدت مصادر أنه لم تتعرض أي منشأة في أصفهان الى أي حادث ولم تشهد المدينة أي انفجار.
تعليقات عسكرية
وعقب سماع دوي بعض الاصوات في اصفهان، صرح القائد العام لجيش الجمهورية الاسلامية اللواء "عبد الرحيم موسوي" بأنه تم استهداف عدد من الاجسام الطائرة.
واشار القائد العام لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية اللواء "عبد الرحيم موسوي" الى ان الانفجار الذي سمع صباح الجمعة في سماء أصفهان كان ناجما عن تصدي أنظمة الدفاعات الجوية واستهدافها لجسم مشبوه والذي لم يتسبب في أي أضرار او خسائر. وأضاف اللواء موسوي بأن الخبراء المعنيين يقومون بالتحقيق في أبعاد الموضوع وسيطلعون الرأي العام بالنتائج التي يتم التوصل اليها.
وصرح القيادي في الجيش العميد ميهن دوست، بأن صوت الانفجار في أصفهان ناجم عن تصدي الدفاعات الجوية لجسم مشبوه، ولم تسجل اي خسائر وأضرار. وعقب سماع صوت قوي شرق أصفهان، صرح العميد ميهن دوست بأنه عند حوالي الساعة الرابعة من صباح يوم الجمعة، تم تفعيل الدفاعات الجوية لقاعدة "شكاري 8" الجوية في الجيش الإيراني بأصفهان لاعتراض جسم مشبوه، وقد سمع صوت قوي من الجهة الشمالية الشرقية لأصفهان.
صوت الانفجار في تبريز ناجم عن الدفاع الجوي
وقالت بعض المصادر المطلعة إنه خلافا لما تروجه وتزعمه وسائل الإعلام العبرية، لم ترد حتى الآن أنباء عن هجوم من الخارج على أصفهان أو أي جزء آخر من البلاد. كما نفت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، الأنباء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام الأجنبية حول الاجتماع الطارئ لهذا المجلس.
بن غفير: "فَضَحَ "اسرائيل" واستهزأ بها"
أشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية إلى أن وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير كان الأول والوحيد الذي تطرق صباح أمس إلى الهجوم الليلي المنسوب لـ"إسرائيل" بالقرب من مدينة أصفهان في إيران.
بينما تلتزم "إسرائيل" رسميًا الصمت في الوقت الحالي، كتب بن غفير على حسابه على منصة "إكس": "مسخرة" (معتبرًا أن الرد كان ضعيفًا ومخيبًا للآمال). تغريدة تحتوي على كلمة واحدة أدّت إلى إدانات من داخل الحكومة، وإلى موجة من السخرية في العالم العربي بشكل عام وفي إيران بشكل خاص.
وتتوافق التغريدة المقتضبة مع كلام سابق لبن غفير منتصف الأسبوع، ومفاده أنه "من أجل خلق ردع في الشرق الأوسط، يجب أن يصاب صاحب البيت بالجنون. من غير المسموح أن يكون رد "إسرائيل" ضعيفًا، على شاكلة تفجيرات رملية شاهدناها في السنوات السابقة في غزة. نظريات الاحتواء والتناسب هي نظريات لم تعد موجودة في العالم منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023".
وزراء كبار في الحكومة أعربوا عن غضب شديد من بن غفير، وقالوا في رد على تغريدته إنه سبب ضررًا كبيرًا للكيان. وأضاف الوزراء إن "بن غفير شخص غير مسؤول، هذا الرجل موهوم، وتصرفاته فوضوية، ويجب على نتنياهو توبيخه بشكل نهائي".
مقربون من بن غفير قالوا دفاعًا عنه إن "ما حصل الليلة هو خلاف لما تقرر في الكابينت. كل الذين يهاجمون بن غفير هم الذين هاجموه قبل السابع من أكتوبر. حينها أيضًا أعربوا عن نفس الادعاءات أنه من الأجدر عدم الهجوم. وما حصل هو عكس ما تقرر، وبن غفير مسؤول عن الكلام الذي يقوله. يجب ألا نعيش في الوهم، يكفي ما حصل لنا في السابع من أكتوبر".
من جهته، قال رئيس المعارضة الصهيونية عضو الكنيست يائير لابيد، في تطرقه إلى تغريدة بن غفير: "لم يسبق لأي وزير في الكابينت الأمني أن ألحق مثل هذا الضرر الجسيم بأمن الدولة (الكيان)، وصورتها ومكانتها الدولية. بكلمة واحدة لا تغتفر تمكن بن غفير من الإستهزاء بـ"إسرائيل" وفضحها من طهران إلى واشنطن. أي رئيس حكومة آخر كان سيخرجه من الكابينت هذا الصباح. وحتى الوزراء الذين يجلسون بجانبه ويسكتون مثل الغنم ليسوا بمنأى عن المسؤولية. هم جزء من إخفاق أمني وقيمي لا يُغتفر".
سخرية على مواقع التواصل
على عكس التقارير الأولية، أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الهجوم الأخير على مواقع القوات الجوية الإيرانية في أصفهان تم تنفيذه بصواريخ بعيدة المدى أطلقت من الطائرات، وليس من المسيرات أو صواريخ أرض-جو. وسخر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ما حدث في ايران والذي قيل انه هجوم "اسرائيلي". وفيما اثار الحادث انتقادات وخيبة داخل كيان الاحتلال عمد الاعلام العبري والاميركي الى تضخيمه ونشر اخبار مفبركة. تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور مع تعليقات ساخرة تحت عنوان "الرد الاسرائيلي"، حيث نشر عدد من رواد مواقع التواصل في المنطقة عبارات سخرية مع صور لمُسيّرات صغيرة (كواد كابتر) وهم يستهزئون بالردّ الصهيوني الهزيل. ونشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية تغريدة مرفق بصورة مزيفة حيث زعمت انها تعود "لإستهداف موقع في إيران بهجوم صاروخي في الصباح الباكر". وبعد بحث الصورة في الانترنت تبين أنها قد نشرت سابقا بتاريخ 17 أغسطس 2022 (قبل عامين) في موقع هذه الصحيفة تحت عنوان "الحرب في غزة".