حوار مع الدكتور مصطفى قانعي حول قصة تطور التكنولوجيا الحيوية في البلاد
التكنولوجيا الحيوية ذهب...
حوار
زهرا سليمي
وعندما عادوا وكانوا قد حصلوا على التكنولوجيا، رأوا أنه من غير الاقتصادي إنتاج اللقاح. فخرجوا من باستور وبدأوا في إنتاج الأدوية البيولوجية، وفي البداية كانوا ينتجون كميات صغيرة، وتدريجياً ظهر منتجو الأدوية البيولوجية في إيران وبدأوا بالتطور. ولكن لم تكن هناك أخبار عن اللقاح، ما يعني أنهم ذهبوا لصنع اللقاح على أي حال، لكنهم رأوا أنه من الأفضل العمل في القطاع الخاص وانتاج الأدوية لذلك، فقد باستور موارده البشرية وبنيته التحتية، ولم يحصل على أي شيء مقابل الأموال التي أنفقها من أجل ذلك، لكنه كان مفيداً جداً للبلاد.
لقد كانت مهمة الدخول في مجال الأدوية البيولوجية مهمة صعبة للغاية، وكان يجب إنشاء مختبر لمراقبة الجودة في منظمة الغذاء والدواء لاختبار الأدوية، ولم يعرفوا كيفية القيام بذلك، لذلك واجه التقنيون مشاكل عديدة. وكان لا بد من اختباره وانتاجه، لكن أول عقار انترفيرون جاما أنتج على يد الدكتور مقصودي في إيران، ومن ثم بدأ إنتاج الأدوية البيولوجية. وعندما أصبحت نائب وزير البحث، رأيت أنه لا توجد تكنولوجيا في وزارة الصحة، أي أنها هي المستورد والمستهلك للأدوية، ورغم أن لديها الكثير من كليات الصيدلة، لم تتمكن من انتاج الأدوية بنفسها.
وقد طرحنا الموضوع على الدكتور مبيني في تنظيم الإدارة حيث ساعدنا في الميزانية حيث وصلت ميزانيتنا من 7 مليار إلى 70 مليار وقمنا أيضا بجلب الميزانيات بمساعدة الدكتورة سلطان خواه النائب العلمي في ذلك الوقت. وقد اجتمع وزير الصحة مع النائب العلمي وبدأنا بإنتاج الأدوية. وكانت لدينا عدة أهداف من انتاجها، إحداها خفض الأسعار، والأخرى إزالة التهديدات التي كانت تواجهنا في مجال الطب والأمن القومي، وأيضاً توظيف خريجي وزارة الصحة في مجال التكنولوجيا الحيوية. ولهذا السبب ساعدنا في بناء غرفة نظيفة (Clean room) في الجامعات، والتي تم بناؤها في شيراز، وفي جامعة الشهيد بهشتي، وفي هذه الغرفة النظيفة بدأ إنتاج الدواء، وعندما كنت هناك لمدة 4 سنوات، قمت بالترويج لهذا الموضوع بحيث كان لدينا كل يوم اكتشاف وكان رئيس الجمهورية سعيداً وكان الدعم جيداً وكان هناك شعور بالفخر بالتكنولوجيا الحيوية.
لقد تفضلتم بأن الأدوية البيولوجية أعلى قيمة ماذا يعني ذلك؟ و إلى أي مدى يكون الدواء البيولوجي أعلى قيمة؟
المثال الواضح على ذلك هو أننا كنا نستورد العامل 7 او8 لمرضى الهيموفيليا، وكان سعر جرام واحد من العامل 7 أو 8 يكلف مليون دولار، وكان إجمالي استهلاكنا 40 جراما سنويا. ولذلك فمن الواضح أننا نتحدث عن الطب البيولوجي، و ليس مصنع لصنع كيلو او طن او ما إلى ذلك، بل أنه يتم صنعه بالجرام الواحد والأسعار مرتفعة، والأحجام قليلة، ولهذا السبب تمكنا من الإنتاج في غرفة نظيفة صغيرة، وعلى أي حال عرضنا على التقنيين أننا سنساعدكم، وعلى الرغم من أنه لم يسبق أن منحت وزارة الصحة الأموال بالمليارات، إلا أنه عندما اتصلت وقلت أننا سنساعد في صنع العامل 8 و7، كان ذلك تماماً عندما كان مبتكر النوفوزيمز هو الدنمارك وكان كاهنهم قد قام بحرق القرآن الكريم؛ ورداً على ذلك قررت قطع اعتمادنا وأعلنت أنه بسبب ما فعلوه سأقوم بقطع الاعتماد، وقامت هذه الشركات المعرفية بانتاج دواء العامل السابع وتم كشف النقاب عنه وكان الجميع سعداء حيث تمكن من ترك بصمته.
يتبع...