الكاتب الفلسطيني «مصطفى اللداوي» والإعلامي اليمني «محمد الزبيدي» للوفاق:
الإعلام هو الصاروخ والبندقية والدبابة
فلسطين هي البوصلة والقضية الأولى في العالم، خاصة بعد الأحداث التي تجري فيها، والجرائم التي يقوم بها الكيان الصهيوني من جرائم وإبادة جماعية أمام أعين الجميع، وفي ظل هذه الظروف سنحت لنا الفرصة لكي نجري حواراً مع الكاتب الفلسطيني مصطفى اللداوي الذي يقاوم بقلمه وكلمته ومقالاته القيّمة الشهيرة، وكذلك الإعلامي اليمني محمد الزبيدي من تلفزيون المسيرة اليمنية، الذي قال: «نقدّم ما لدينا من ادبيات تتعلق بثقافتنا وأفكارنا ورؤانا، نحاول أن نشارك الآخرين ما لديهم من أفكار ورؤى». فاغتنمنا الفرصة وسألناهما عن دور الإعلام والكلمة في دعم القضية الفلسطينية، وتحدثا لنا عن نشاطاتهم وما يعتقدان به، وفيما يلي نص الحوار:
الوفاق/ خاص
موناسادات خواسته
الإعلام جبهة متقدمة في مواجهة العدو
بداية تحدثا لنا عن دور الإعلام في دعم القضية الفلسطينية، فقال الدكتور مصطفى اللداوي في هذا المجال: نحن نعتقد أن الإعلام ضروري في مواجهة ومقاومة العدو الصهيوني، نعتقد أن الإعلام وحده جبهة متقدمة في مواجهة العدو، الإعلام لايقل قوة وأثراً وفعلاً عن الصاروخ والبندقية والدبابة في مواجهة العدو الصهيوني، ولهذا ينبغي علينا نهتم بهذا الجانب ولا نقصّر فيه، لأن العدو الصهيوني يريد أن يحتكر الصورة والرواية، ولا يريد لأحد أن يسمع عن جرائمه ومذابحه التي يرتكبها في قطاع غزة، والقدس والضفة الغربية، ويريد أن يرتكب مجازره بصمت، ويريد في الوقت نفسه أن يشوه صورة المقاومة، وأن يتهم المقاومة الفلسطينية بأنها ارهاب وداعش، لكن الحقيقة أن العدو الصهيوني هو الذي يمارس فعل داعش وفعل الإرهاب، ولهذا على الدول العربية والإسلامية أن تهتم بهذا الجانب، إن لم تكن تستطيع أن تقاتل بالسلاح، وإن لم تكن تستطيع أن تمدنا بالمال، عليها أن تقاتل معنا في مجال الإعلام، أن تفضح وتنفي الرواية الصهيونية، وأن تنشر المظلومية الفلسطينية، وأن يرى العالم حجم الجرائم الصهيونية، وأن تقول للعالم أن هذا الكيان الذي يدعي أنه تعرّض للإبادة والهولوكوست، هو الذي يمارس الهولوكوست اليوم في فلسطين المحتلة، ولهذا موضوع الإعلام موضوع مهم للغاية وينبغي أن نستخدمه بكل الوسائل الممكنة، نحن نمتلك فضاءا واسعاً، نمتلك أقماراً صناعية، ونمتلك آلاف المحطات التلفزيونية، وآلاف الإذاعات والفضائيات، ولدينا المواقع الإلكترونية، علينا أن نستخدمها جميعها، إلى جانب أن لا نستخدمها فقط في اللغة العربية أو اللغة المحلية، وإنما علينا أن نوجّه الخطاب بالصوت والصورة، الصورة أبلغ من الكلمة وعلينا أن نوجهها الى الغرب، بلغاته الإنكليزية والفرنسية، والإسبانية والبرتقالية، ليعلم العالم حجم الجريمة، نحن كعرب ومسلمين مسؤولون وسنحاسب إن قصّرنا في هذا الجانب الذي ربما غير مكثف كثيراً لكنه مؤثر للغاية، وعلينا أن لا نتأخر عنه
إن شاءالله.
الإعلام عنصر حاسم في المعركة
أما السيد محمد الزبيدي أعرب عن رأيه وقال: دور الإعلام في دعم القضية الفلسطينية، مهم وأساسي، خاصة في هذه المعركة التي برّزت الجبهة الإعلامية، كجبهة أساسية متقدّمة والتي تفوق الجبهة العسكرية والميدانية، نحن آمنا بأن الإعلام في هذه المرحلة هو عنصر حاسم بالمعركة، وأن الهزيمة في الجبهة الإعلامية هي هزيمة في بقية الجبهات، لكن بفضل الله كانت الجبهة الإعلامية بالنسبة للمقاومة ومحور المقاومة، ولجبهة غزة كانت متقدمة، بدليل أن الرواية الصهيونية سقطت والسرديات الصهيونية فشلت، والكيان الصهيوني فشل في إقناع الآخرين برواياته، وهذا إن دلّ، فإنما يدل على أن طرف المقاومة استطاع أن يُقنع العالم والآخرين، بالرواية التي لديه وهي الرواية الفلسطينية، رواية الحق، والرواية المنصفة، رواية العدل، وهذا يُشير في حقيقة الأمر على الأهمية الكبرى التي يحملها الإعلام، الصوت الإعلامي نقل الصوت والصورة كان له مسار أساسي في تحقيق النصر الذي اليوم حاصل، ومازالت هذه المعركة قائمة، الطرف الآخر يراهن على الشائعات والكذب، والتضليل والترويج لروايات مضللة وكاذبة، وبالتالي يجب علينا أن نركز على اليقظة والإستمرار والمثابرة، وعلى الإبداع وتقديم ما لدينا من رؤى وأفكار وتصورات بشكل أكثر إبداعية، بما يسقط كل الروايات والسرديات التي يمكن أن يذهب بها الطرف الآخر.
لا ندّخر أي وسيلة من وسائل المقاومة
أما فيما يتعلق بدور الكلمة والمؤلف في دعم القضية الفلسطينية يقول الكاتب الفلسطيني الشهير مصطفى اللداوي: أنا أعتقد أنه ينبغي أن لا ندّخر أي وسيلة من وسائل المقاومة، نحن يجب علينا أن لا نختصر المقاومة بالسلاح في الميدان فقط، مواجهة العدو الصهيوني تحتاج إلى كل الوسائل الممكنة، إلى السلاح والمسيرات والمظاهرات وكذلك إلى الإعلام، أنا أعتقد أن الكلمة المسموعة أو الكلمة المكتوبة مؤثرة، العدو الصهيوني الآن أصبح يواجه تغييراً في الرأي العام العالمي، هذا التغيير لم يكن عبثاً، ولم يكن مجاناً وإنما نتاج الصورة والكلمة، في الأيام الأولى من العدوان، كان العالم كله مع الكيان الصهيوني، ولكن اليوم العالم في أغلبه ضد الكيان الصهيوني لأنه قرأ وسمع، ولهذا كلّ منّا الآن يمتلك منصة اطلاق، لديه حساب على الفيسبوك، وتويتر، وواتساب، وبقية المواقع الإلكترونية، هذه كلها يجب أن تُسخّر في المعركة، ويجب أن يكون لدينا اليقين أن هذا السلاح مؤثر، لا نستهتر به، رُبّ صورة مثل صورة أخونا «وائل الدحدوح»، في غزة الذي قتل العدو الصهيوني زوجته وأبناءه، انتشرت في كل مكان، وصور الأطفال الصرعى التي تنتشر والعالم يراها، فالقلم مهم، والعدسة مهمة، والصوت كذلك مهم.
كل شيء ينطق بغزة
أما حول نشاطات الإعلام اليمني وما يقوم به في تغطية الأخبار حول غزة، يقول الإعلامي اليمني محمد الزبيدي: نحن حوّلنا كل شيء في إعلامنا إلى غزة، كل شيء ينطق بغزة، أخبار وتغطيات تلفزيونية كلها غزة، حتى الفلاشات غزة، كلمات السيد القائد عبدالملك لا تخلو من غزة بنسبة 90 في المئة، كل شيء هو لصالح غزة، لأننا نؤمن بقدسية هذه القضية، ونؤمن بعظمة وقدسية موقفنا الساند والمدافع لهذه القضية، ولهذا نحن نؤكد دائماً ثباتنا في هذا الموقف، رغم كل التحديات التي تدور وتُحاك حولنا، التي وصلت الى مستوى عدوان أمريكي بريطاني على هذا البلد. نحن نؤمن بالفكرة التشاركية وتقديم ما لدينا من رؤى وأفكار للآخرين، ونؤمن بأن ما لدينا والذي هو مبني أساساً على الرؤية والثقافة القرآنية، والوعي القرآني، هو شيء مهم في هذه المعركة، لأن معركة هذه المرحلة هي معركة ذات بُعد ديني، إذا لم يحضر القرآن في هذه المعركة ونحضر بوعي قرآني عالٍ لن نستطيع ولن نتمكن من أن ننجز انتصاراً بالشكل الحقيقي والمطلوب.
«الوفاق» جزء من سلاحنا
وأخيراً يوجّه اللداوي خالص التحية لصحيفة «الوفاق» التي تؤازر القضية الفلسطينية، يقول: «الوفاق» هي جزء من سلاحنا، وجزء من أدواتنا في مواجهة العدو الصهيوني، هذا الجهد الذي تبذله الوفاق ضمن جهود الجمهورية الإسلامية في ايران لدعم ومؤازرة القضية الفلسطينية، جهد مبارك، فكل التحية ليس فقط للوفاق، بل للعاملين في الوفاق ولكل العاملين في الإعلام بالجمهورية الإسلامية.
وعبّر الزبيدي عن شكره وامتنانه بالقول: نتمنى أن يكون إعلامنا على وعي أعلى وأكبر يستشعر خطورة هذه المرحلة، وحساسية دور الإعلام في هذه المرحلة، لأن الإعلام كما قلنا بات سلاحاً مهماً بل هو عنصر حسم بهذه المعركة، حينما نمتلك الإعلام والقدرة على إيصال الصوت والصورة بشكل مطلوب، نحن نُنجز انتصاراً يُساعد المجاهد في الميدان أن يُحقق الحسم في ذلك الميدان.