الشهيد القائد خليل الوزير مهندس الانتفاضة الأولى
الوفاق /وكالات - في 16 أبريل/ نيسان 1988، اغتال الاحتلال القائد خليل الوزير في منزله بالعاصمة التونسية على يد وحدة «سييرت متكال» الخاصة التي اقتحمت منزله في تونس أطلقت عليه ثلاث رصاصات أصابت يده وصدره وقلبه.
كان الشهيد القائد ضمن دائرة رصد الاحتلال بسبب سيرته الجهادية في المقاومة، فلم يؤمن «أبو جهاد» إلا بالعمل العسكري المقاوم سبيلاً لتحرير فلسطين المحتلّة وقد كرّس حياته ليزرع «في الوعي الفلسطيني فكرة العمل العسكري واستخدام السلاح ضد العدو» (كما ورد في كتاب «أبو جهاد: أسرار بداياته وأسباب اغتياله»).
ولد خليل إبراهيم محمود الوزير
(أبو جهاد) عام 1935 في مدينة الرملة، وغادرها إلى غزة إثر حرب 1948 مع أفراد عائلته.
النشاطات العسكرية
بدأ نشاطاته العسكرية بمبادرة فردية حين رفض الصمت على تهجيره والفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية التي اجتاحها الكيان الإسرائيلي عام 1948 فعمل على تأسيس مجموعات فدائية في قطاع غزّة حيث لجأ.
تعرف الوزير على الراحل ياسر عرفات خلال زيارة الأخير الى غزّة عام 1954، وحينها كان الوزير صحافياً مسؤولًا عن تحرير مجلة «فلسطيننا» الطلابية.
على إثر نشاطه الطلابي النضالي، حاول الاحتلال اغتيال الوزير في 25 شباط / فبراير عام 1955 في عملية تفجير خزان مياه «زوهر» قرب بيت حانون، ليُبعد بعدها الى مصر حيث استكمل دراسته الجامعية في الإسكندرية وتلقى تدريباً عسكرياً في القاهرة أقامته رابطة طلاب فلسطين، وترك مصر حين بدأ العدوان الثلاثي عليها عام 1956.
اُعتقل عام 1957 بتهمة قيادة فدائيين فلسطينيين ونُفي إلى السعودية، حيث عمل مدرساً وانتقل بعدها إلى الكويت عام 1959 وحينها أسسّ مع عرفات حركة فتح وعمل على تشكيل خلاياها العسكرية السرية في الضفة الغربية ومدّها بالسلاح.
ذهب الى الجزائر عام 1963 حيث تسلّم مسؤولية أوّل مكتب لفتح هناك، ثمّ انتقل إلى العاصمة السورية دمشق عام 1965. وفي سوريا، أقام أبو جهاد مقر القيادة العسكرية لقوات الثورة الفلسطينية، وكُلف بنسج العلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين المحتلّة.
شارك في حرب الـ 1967 من خلال تنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال في الجليل الأعلى، وبعدها تسلّم قيادة مقاتلين في معركة الكرامة.
علاقة متينة مع الشهيد القائد الحاج عماد مغنية
بعد عام 1970، أصبح «أبو جهاد» يتنقل بين بيروت ودمشق، وشارك في التصدّي والعمل العسكري ضد قوات الاحتلال التي اجتاحت لبنان عام 1982، وجمعته علاقة وثيقة مع القائد في حزب لله الشهيد عماد مغنية والتي استمرت في تونس التي انسحب إليها «فتح». كان «أبو جهاد» أحد أبرز مهندسي الانتفاضة الأولى التي اندلعت في كانون الأول/ ديسمبر عام 1987م، وشارك في توجيهها ودعمها، وقد رفض مسار التسويات السياسية التي اختارها عرفات في التعامل مع كيان الاحتلال.