الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة وسبعون - ١٣ أبريل ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة وسبعون - ١٣ أبريل ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

ناشطة إعلامية فلسطينية للوفاق:

الجوع والتهجير والقتل لن تمنعنا من الحياة في غزة

لم تغب طقوس عيد الفطر في قطاع غزة، على الرغم من ويلات الحرب الوحشية التي يخوضها جيش الاحتلال الصهيوني ضد أهالي غزة للشهر السابع على التوالي، في رسالة صمود وتحدي من الغزيين للاحتلال وشركائه. فقد صمّم الغزّيون على الاحتفال بالعيد رغم تواصل طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين. ولقد اعتاد الفلسطينيون على استقبال عيد الفطر بالأكلات الشعبية والزينة والملابس الجديدة، وزيارة الأرحام وتقديم العيديات للأطفال، وعلى الرغم من غياب غالبية طقوس العيد بسبب الحرب؛ إلا أن سكان القطاع ما زالوا متمسكين بما تبقى منها. لكن هذه السنة اختلف احتفال أهل قطاع غزة بالعيد بسبب الحرب الهمجية التي شنها الاحتلال الصهيوني عليهم، ولكي نتعرف على أجواء العيد وقبله شهر رمضان المبارك، التقت صحيفة الوفاق الناشطة الإعلامية الفلسطينية الغزاوية الأستاذة رهام القيق لتخبرنا عن تجربتها ومشاهداتها في غزة، وكان الحوار التالي:

الوفاق/ خاص

عبير شمص

 

تبدأ الأستاذة القيق بإخبارنا عن حال الغزيين في عيد الفطر، فتقول: «استقبل أهل غزة العيد بالدموع فهناك من فقد زوجته وأطفاله أو من فقدت إبنها أو زوجها، فنجد أطفالاً بلا أم وأب وهناك من بقي وحيداً لا يحمل إلاَ الحزن والألم. هذا العيد أتى والناس نازحين في الخيام.. لا الحال حال ولا العيد عيد».
شهر رمضان يختلف عن سابقاته
منذ بداية الحرب منذ سبعة أشهر تم قطع الكهرباء والماء عن قطاع غزة، وهذا أدى إلى تضييق الخناق على أهله مما اضطر السكان إلى الوقوف في طوابير طويلة لساعات كثيرة للحصول على الماء أو الخبز بالإضافة إلى الطهي على الحطب لعدم وجود غاز الطهي.
بهذه الأجواء تقول الأستاذة القيق تم استقبال شهر رمضان المبارك الذي اعتاد الغزّيون فيه على التجمع مع جميع أفراد العائلة واستقبال الشهر الفضيل، ولكن شهر رمضان هذا العام كان مختلفاً، فلم يجتمع أهل غزة في منازلهم كما جرت عادتهم، بعدما أضحت الخيام مكان سكنهم المؤقت بسبب الحرب التي تسببت بنزوح معظم سكان غزة وشمالها إلى مناطق الوسط والجنوب، حيث بلغ عدد النازحين من منازلهم حوالى مليوني نسمة، معظمهم موجود في مراكز الإيواء وخيام النزوح التي شيدت بالطرقات والشوارع.
كما تُشير الأستاذة القيق إلى الارتفاع  الكبير بالأسعار الذي وصل إلى مئة بالمئة في السلع الأساسية هذا مع عدم  توفر دخل مالي لأكثر من ٨٠٪ من سكان قطاع غزة، إذ أن أغلبهم يعتمد على العمل بالمياومة، وبسبب ظروف الحرب فقدوا أعمالهم، وكذلك لم يستطع الموظفون من قبض رواتبهم بسبب عدم توفر سيولة في البنوك».
وتلفت الناشطة الإعلامية القيق إلى أن الاحتلال قد اعتمد على تجويع سكان قطاع غزة خصوصاً في شمالها، كما أن المساعدات التي تدخل لا تسد احتياجات السكان وهي قليلة حجماً ونوعاً ويتم تحديد الشحنات ونوعيتها وكميتها من قبل الاحتلال رغم أن معبر رفح مصري فلسطيني ولكن يتحكم الاحتلال بكل ما يدخل منه من مساعدات».
وتُشير الأستاذة القيق إلى أن المؤسسات الدولية أعلنت أن قطاع غزة يعاني من المجاعة وخصوصاً منطقة الشمال التي لم تدخلها المساعدات منذ بداية الحرب وكذلك أية بضاعة للتجار مما سبب بنفاذ البضائع من الأسواق ، فصنع السكان الخبز من علف الحيوانات وأكل العشب، وسبب فقدان الطعام موت العديد من الأطفال جوعاً».
المساعدات المغمسة بالدم والقهر
تُشير الناشطة الإعلامية القيق بأنه: «هناك بعض الدول مثل الامارات العربية المتحدة والأردن والولايات المتحدة الأمريكية قامت بإلقاء المساعدات من الجو عبر الطائرات، ولكن وقع معظمها إما بالبحر أو في مناطق نائية يصعب الدخول إليها، ممكن أن تكون نواياهم طيبة وليس لديهم وسيلة إلاّ هذه، ولكن كان لها تأثير نفسي سيء على أرض الواقع، للأسف هناك من استشهد لسقوط المساعدات فوقه وهناك مساعدات أخرجها الصيادون من البحر وهناك من أخذ الفتات منها، وبعضهم شرع يفصل الرز عن التراب الذي اختلط  به بعد ارتطامه بالأرض ليطعم عائلته، هذا غير الساعات الطويلة التي قضاها الناس بالانتظار وهي تركض خلف هذه الطائرات لحاجتها للطعام والمساعدات، لذا نتمنى أن تدخل المساعدات في المرات القادمة بطريقة أكثر انسانية وأن تصل للناس بطريقة لا تهينهم، وتلفت الأستاذة القيق بأنه هناك من تم قتله من قبل الاحتلال وهو بانتظار المساعدات وكان ثمن كيس الطحين الدم».
وتكمل الأستاذة القيق حديثها عن المساعدات المقدمة لأهالي غزة فتوضح:»هناك العديد من الدول العربية والإسلامية قدمت مساعدات للشعب الفلسطيني في فترة الحرب وتم ادخالها عبر معبر رفح وكانت إحدى هذه الدول الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر الهلال الأحمر الايراني حيث ركزت المساعدات على توزيع الخبز والمياه والتكيّات لتوفير الطعام للصائمين، وقد ساعدت هذه المساعدات كثيراً النازحين بسبب تراجع دخلهم وانعدامه كما قلنا، وارتفاع الأسعار، فهم لم يجدوا قوت يومهم لولا هذه المساعدات والناس تلقتها بصدرٍ رحب».
تهجير ونزوح فاق المعقول
تُشير الناشطة الإعلامية القيق بأنه:«وصلت نسبة تدمير المنازل والممتلكات في  بعض قطاع غزة إلى الثمانين في المئة، يُضاف إليها نزوح العديد من المواطنين من أماكن سكنهم بسبب القصف الممنهج  للعدو الصهيوني الهادف إلى إفراغ المدن من سكانها وجعلها غير قابلة للحياة، ولكن لا يعلم العدو بأنه لن يمنعنا الجوع والتهجير والقتل من الحياة في غزة وسنبنيها لتعود أجمل مما كانت».  
وتكمل الأستاذة القيق حديثها:«لذا رأينا نزوح العديد من سكان هذه المناطق وخاصةً في شمال قطاع غزة إلى بيوت الأقارب، وأغلبهم لجأ إلى مخيمات اللجوء التي تعرضت للقصف ولم يكن اللاجئون بمأمن، حيث استشهد العديد منهم في مراكز الإيواء التابعة لوكالة الغوث، هذا وكانت حياتهم صعبة جداً في الخيام أو في مراكز الإيواء بسبب العدد الكبير وعدم توفر الاحتياجات الأساسية مثل المياه والكهرباء وغاز الطهي وعدم القدرة على توفير الطعام والاحتياجات الخاصة سواء للنساء أو الأطفال من ملابس وحفاضات وحليب وغيرها من مستلزمات الحياة الضرورية».
وتكمل الناشطة الإعلامية القيق حديثها عبر وصفها لنا مشاهداتها للعائلات الغزية وكيف عاشت في شهر رمضان المبارك فتقول:«تستيقظ الأسرة الغزية ليس على أصوات المسحراتي للسحور بل يستيقظون على صوت القصف والتفجير الذي يخيف الأولاد الصغار فماذا ستفعل تلك الأم لكي تُهدىء من روع أطفالها وخوفهم، وتتزايد الهموم عليها فهي لا تستطيع أيضاً تأمين طعام الإفطار لهم ولا السحور، فماذا تفعل؟ هي لن تتمكن من شراء الاحتياجات الضروية لتحضير الطعام فتشرع بالبكاء، ولكنها تعود برباطة جأش لتحاول تحضير أي شيء بسيط من أجل إسعاد أطفالها،  ويُضاف إلى همومها أيضاً الحرمان من الخدمات الطبيعية للناس، فيتعين عليها وعلى أولادها الوقوف في الطابور من أجل دخول الحمام والوضوء وبعد هذه المعاناة تنام لتستيقظ وتفكر ماذا سيكون طعام الإفطار لليوم التالي، وتعود بها الذكريات إلى منزلها وحياتها قبل الحرب وكيف كانت مائدة الإفطار وعليها كل ما لذ وطاب وتتذكر من فقدت ومن استشهد ومن لا يزال مصيره مجهولاً من أفراد عائلتها والغلاء وكيفية توفير الطعام وطابور الخبز والمياه و شحن الجوالات، طبعاً تتشارك جميع أفراد الأسرة بتنفيذ هذه المهمات.
مصير مجهول للمعتقلين
تخبرنا الأستاذة القيق عن استيقاظ المواطنين على أصوات اقتحام منازلهم وخيمهم من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وجمع الهويات واعتقال الرجال والنساء مع عدم السماح لهن بارتداء الحجاب أو أخذ بعض الأغراض، ونقلهم إلى أماكن التحقيق»، فتقول :«رأيت بأم عيني عند الحاجز سيدة وبنتيها الاثنتين  تفتش وتسأل عن مصير زوجها وأبنائها العشرة، فتتصل بالصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الدولية لمعرفة مصير عشرة شباب، ويأتي الجواب من هذه المؤسسات بأننا لا نستطيع معرفة مصيرهم لأن الاحتلال يرفض الاعتراف باعتقالهم، وبعد مرور أيام يصل لتلك السيدة خبر عن وجود شهداء في مستشفى «شهداء الأقصى» لمن يرغب بالتعرف عليهم فتذهب السيدة لتجد زوجها
وأبناءها».
وهكذا هذه الحرب مختلفة عن سابقتها وفق الناشطة الإعلامية القيق، حيث يسعى الاحتلال إلى تدمير قطاع غزة على رؤوس ساكنيها وكذلك تدمير مربعات سكنية كاملة وذلك للضغط على المقاومة لتسليم الأسرى الصهاينة دون مقابل وتدمير سُبل الحياة والبنية التحتية والمدارس والمستشفيات والعيادات حتى لا يجد المواطن مكاناً للعلاج ويقوم بهجرة طوعية خوفاً على حياته في ظل انعدام الأمن والأمان وعدم توفر أي سبل الحياة لكن شعب غزة بطبعه محب للحياة، وقد شاهدنا تنظيم عدة مبادرات لصنع الكعك داخل المخيمات وكيف تم تزيينها باستقبال الشهر الفضيل وكذلك الاحتفالات بالعيد».
وتختم الأستاذة القيق كلامها:«صنع أهل غزة المعجزات لكي يواجهوا الإجرام الصهيوني وفتحت المنازل باستقبال النازحين وكذلك أغلب أهل غزة دائماً مع المقاومة لذلك نجد من يفقد ابنه أو بيته يقول فداءً لفلسطين فداء للمقاومة رغم الجرح الموجود بالقلب والجميع  يعلم بعد انتهاء الحرب سيقوم أهل غزة ببنائها أجمل مما كانت سابقاً لكن تحتاج إلى وقت وهم صبورون محبون للحياة معطائون».

البحث
الأرشيف التاريخي