الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • شهید القدس
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وتسعة وخمسون - ٢٨ فبراير ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وتسعة وخمسون - ٢٨ فبراير ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

هل سيسلك يحيى السنوار طريق أبي جهاد؟


الوفاق/ خاص
حميد كاظمي
قبل يومين أشاعت وسائل الإعلام الصهيونية خبراً على مواقع التواصل الاجتماعي مفاده أن يحيى السنوار رئيس حركة حماس دخل إلى مصر عبر جنوب غزة، وتم هذا الإجراء في إطار مفاوضات الأسبوع الماضي في القاهرة بحضور قيادات الموساد والشاباك، ووليام بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية، وعباس كامل، وماجد فرج، ورؤساء المخابرات المصرية والمنظمات ذاتية الحكم. إلا أن مصادر فلسطينية مقربة من المقاومة نفت هذا الخبر، كما أن الصهاينة الذين كانوا قد نشروا هذه الإشاعة بأنفسهم بهدف إثارة حرب نفسية، قد نفوا هذا الخبر أيضًا. لكن اللعبة الإعلامية هذه، كانت بمثابة تذكير بالتاريخ بالنسبة للفلسطينيين.
منذ أن بدأت مفاوضات إنهاء الصراع في نوفمبر الماضي، واصل الصهاينة تأكيدهم على رحيل قيادات حماس، وخاصة يحيى السنوار، وهو ما يذكرنا بنهج الصهاينة في حرب لبنان. وفي يونيو 1982، بدأ الكيان الصهيوني حملة برية لاحتلال لبنان، الذي كان في ذاك الوقت قاعدة لقوات منظمة التحرير الفلسطينية، بذريعة اغتيال سفيره في لندن شلومو أرجوف على يد منظمة التحرير الفلسطينية وقام بمحاصرة بيروت خلال فترة قصيرة وبالتزامن مع حصار بيروت، جرت مفاوضات سياسية لوقف الصراع، وأخيراً تقرر خروج قادة منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.
لكن بعد قبول هذا الشرط، وعد ياسر عرفات قادة منظمة التحرير الفلسطينية بمواصلة النضال وأن الخروج من بيروت لا يعني نهاية الحرب، لكن هذه كانت المرة الأخيرة التي قاتلت فيها منظمة التحرير الفلسطينية الصهاينة كقوة منظمة.
إن ابتعاد القادة العسكريين لمنظمة التحرير عن فلسطين واتجاه قيادات مثل خليل الوزير(أبو جهاد) إلى مصر واليمن وتونس والجزائر أصبح مقدمة لانتهاء النضال المسلح وبدء محادثات المصالحة في أوسلو، التي نصت على أن يتخلى الفلسطينيون عن القضية الفلسطينية مقابل وعد بتشكيل حكومة داخل حدود 1967. وفي الوضع الراهن يسعى الكيان الصهيوني إلى تكرار تجارب 1982، وبعد فشله في تحقيق الأهداف الأساسية المتعلقة بغزة بعد 7 أكتوبر، طالب برحيل قيادات حماس مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى من فلسطين. هذا في حين أن الصهاينة لم يحققوا أهدافهم على أرض المعركة ووصفوا انسحاب قادة حماس من غزة بأنه شرط مسبق لوقف المذابح
بحق المدنيين.
وبالطبع فإن طلب الكيان الصهيوني هذا هو في الواقع تراجع واضح عن الأهداف الأساسية المتمثلة في تحرير الأسرى والقضاء على حماس خلال العمليات البرية. وبعد 4 أشهر من الغارات على قطاع غزة والعمليات البرية بعدة فرق مسلحة، لم يتمكن الصهاينة من تحقيق أهدافهم ويسعون اليوم إلى إبعاد قادة حماس تمهيدا لوقف إطلاق النار عبر مفاوضات مختلفة في باريس والقاهرة. وفي الواقع، يريد الصهاينة أن يوهموا العالم عن طريق وسائل الإعلام أنهم قضوا على حماس من خلال إقناع قادة حماس بالخروج من غزة، وكان الصهاينة قد جعلوا القضاء على حماس وتحرير الأسرى من أهم أهدافهم. ومن ناحية أخرى يريد الصهاينة بهذه الحيلة السياسية إزاحة يحيى السنوار من مركز صنع القرار كما فعلوا بخليل الوزير، بحيث يقومون بعد رحيل هذه الشخصية القيادية أولاً باغتيالها ثم تنفيذ خططهم بالاحتلال الكامل لغزة والقضاء على المقاومة الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، فإنهم ليسوا فقط في المفاوضات السرية يؤكدون على الشرط المسبق لخروج يحيى السنوار من غزة، إنما أيضًا في وسائل الإعلام يحاولون ممارسة الضغط النفسي على حماس من خلال نشر أخبار كاذبة عن تحقيق الأهداف التي لم يتمكنوا من تحقيقها على أرض المعركة في المفاوضات أخيراً. وذلك في سياق أنه بعد 42 عاماً، يعيش الشعب الفلسطيني الواقع المرير، وهو أن مشكلة الكيان الصهيوني ليست في يحيى السنوار أو خليل الوزير بل أنه يسعى إلى القضاء على الشعب الفلسطيني واحتلال هذا البلد. وفي هذا الإطار، لم تتحقق كافة الجهود السياسية الرامية إلى تشكيل دولة فلسطينية مستقلة مقابل الاعتراف بالكيان الصهيوني، وكانت عملية 7 أكتوبر نتيجة لمواجهة
هذا الواقع المرير.
وبالطبع، في التجربة اللبنانية عام 1982 أيضاً، فإن رحيل قيادات منظمة التحرير الفلسطينية لم يكن يعني نهاية احتلال بيروت، وحتى بعد رحيل قيادات فتح واصل الصهاينة احتلالهم. حتى أنهم ارتكبوا مجازر صبرا وشاتيلا ضد النازحين، وقد تمكن لبنان من تحرير أراضيه ليس بفضل المفاوضات السياسية، بل كان ذلك نتيجة عقدين من النضال والمقاومة من قبل حزب الله.

البحث
الأرشيف التاريخي