مقابلة مع المهندس عبدالرضا يعقوب زاده مصدّر شاشات مراقبة العلامات الحيوية «سعادت» إلى 50 بلداً

العلامات الحيوية للشعب

أجرى الحوار:
بجمان عرب
الوفاق/خاص -  فإذا كنتم تقدمون منتجاً متوسطاً أو سيئ الجودة وتم توفير 1 بالمائة من السوق و90 بالمائة من السوق يتم تأمينه بواسطة شركة حكومية قوية، فهذه ليست مشكلة ولا تعتبر منافسة. وفي هذه الحالة لن يصدروا حكماً يكون في منفعتكم. ولكن اذا كانت قضيتكم مشابهة لقضيتي وكان حجم الانتاج والجودة مرتفعين، ولديكم تصدير وخدمات مابعد البيع ففي هذه الحالة ليست هناك حاجة لتدخل الحكومة. ويصدر الحكم بوضوح على أن تخرج من هذه الصناعة لمدة 18 شهراً، وخلال هذه الفترة لايمكنكم الاستيلاء على أكثر من 0 بالمئة من السوق، فإذا يمكننا أن نكون مؤثرين حتى على مجال اصلاح البنى بالمطالبة الصحيحة والقانونية.
ضجة على لاشئ
جاء أحد الأطباء المهاجرين إلى إيران لقضاء إجازة.فكتب تقريراً ونشره على الإنترنت وتحدث فيه بدموع وحسرة عن عقارين دوائيين لم يكونا موجودين في غرفة الطوارئ. فحزنت كثيراً وكتبت له أنك قد تحدثت عن أمر نحن نتقدم فيه قليلاً عن بعض الأماكن. فمثلاً على الأقل في حالتي الطوارئ، أننا نتقدم على أوروبا في الخطة 247. يعني أن الخطة 247، التي تم تنفيذها في إيران منذ 6 أو 7 سنوات، ويتم الان تقديم نسخ جديدة منها، لم يتم تنفيذها بعد في أوروبا. وأنا أيضاً لدي الكثير من الأمور السيئة لأحكيها عن السويد البلد الاكثر تطوراً في أوروبا ولو تحدثت لجلستم جميعاً وبدأتم بالبكاء. لكن السويديين أنفسهم لاينشرون هذه الأمور عن أنفسهم، حتى لاتصبح هناك حالة من القلق واليأس في مجتمعهم. ونحن لسنا على هذا الحد من التخلف لنتكلم دائماً عن الأخطاء أو الجودة الضعيفة لمنتجاتنا، فإن كنا سنرش السم يومياً بين الناس فالطبع سيكون هذا قاتلاً، ولن يفكروا بالعمل والتطوير على الاطلاق لأننا سنكون قد قتلنا روح العزيمة والحافز فيهم.
وحتى أنا نفسي لو كنت قبل 20 او 25 سنة أفكر في جبل المشاكل الذي كان أمامي وكل المنافسين الصينيين والكوريين واليابانيين من دون أن أعمل لبقيت اظن أننا لن نتمكن من منافستهم ولم تكن هذه المجموعة الكبرى الان موجودة. المعدات الطبية في بلدنا هي من بين البلدان الـ20 – 30 الأوائل في العالم. على الأقل في كورونا برهنا للعالم بوضوح أننا ورغم العقوبات والحصار لم نكن بحاجة مساعدة أحد وقد كانت هناك مشاكل دائمة على الكمامات الطبية فكانوا يسرقونها أحدهم من الآخر. في ذلك الوقت، كانت الدول التي لم تكن لديها معدات طبية نفسها عالقة في مأزق كبير أساساً وكانت خسائرها البشرية مرتفعة جداً، ولكن نحن كانت لدينا بنية تحتية قوية، وكان لدينا شركات تعمل في صناعة الأطقم وأجهزة الأشعة المقطعية ومولدات الأكسجين، وهي أشياء ضرورية جداً لكورونا. كما وفرنا أجهزة التنفس الاصطناعي وشاشات المراقبة الحيوية والكمامات وكل هذا بأنفسنا وكانت بلادنا من الدول الأقل تضرراً من حيث المعدات الطبية. وبعد 100 عام، لو تحدثنا عن هذا فسيكون ذلك قليلاً ولن يعرف الناس ماذا حدث تماماً.
ما فعلناه في كورونا كان عملاً عظيماً. وكان جيداً وفعالا لعلاج كورونا، وتمكنا من انتاجه بكميات كبيرة في أقل من ثلاثة أشهر وهذا يدل على أن هناك بنية تحتية  قوية من قبل. ولو لم يكن لدينا كل هذه البنى التحتية، لما تمكنا من إنتاج 3000 جهاز تنفس اصطناعي، ولو لم تكن هناك شركة بيشتاز، لما تمكنا من صنع وتصدير أدوات الوقاية من كورونا لمدة 3 أشهر. والأمر نفسه ينطبق على انتاج كبسولات الأكسجين، وشاشات المراقبة الحيوية، والأسرّة الطبية، فقد قاموا بزيادة قدراتهم أو صنع أشياء جديدة وتم حل المشكلات، ونحن مازلنا نغمض أعيننا عن هذه الأمور المهمة ونركز على القضايا الصغيرة قليلة الأهمية.

البحث
الأرشيف التاريخي