الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وسبعة وأربعون - ١٢ فبراير ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وسبعة وأربعون - ١٢ فبراير ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

المرأة الإيرانية بين النظام البهلوي البائد والثورة الإسلامية..

45 عاماً من التحول المتسارع والمستمر

الوفاق / وكالات - عانت المرأة التي تشکٌل نصف المجتمع الإیراني، کثیراَ فی ظل الثقافة الغربیة الفاسدة التي فرضت هیمنتها على المجتمع في ظل النظام البهلوي البائد. بید أن الثوره الإسلامیة انتشلت المرأة من الانحطاط الأخلاقي وأنقذتها من التدني الثقافي، وزجٌت بها فی مختلف میادین الحیاة وألقت على عاتقها مهام ومسؤولیات إلى جانب مسؤولیتها کزوجة و أمّ، تمارس نشاطها فی أجواء تحفظ لها کرامتها وتصون شخصیتها الإنسانیة دون أن یقلل من دورها و تأثیرها وریادتها.
في علم النفس، هناك مصطلح يقول: "يجب مقارنة كل شخص بماضيه ". وبناءً عليه، يجب مقارنة وضع النساء في الدول الإسلامية بماضيهن، وليس بوضع المرأة في الدول الغربية. ينبغي شرح الوضع الاجتماعي للمرأة الإيرانية عبر تقسيمه إلى فترتين قبل الثورة الإسلامية وبعدها.
 المرأة الايرانية في العهد البهلوي البائد
اعتمد النظام البهلوي البائد لتطوير وتحديث إيران نموذجاً مبتوراً  من النموذج الغربي الذي كان ينحصر في إطار مظاهر المدنية الغربية، وشكلت النساء جزءًا من هذا التطوير وفق هذا النموذج الذي لم يُمثل كامل النموذج الغربي ولا يمت بصلة إلى واقع المجتمع والمرأة الإيرانية.
كان من الطبيعي أن هذا النموذج لم يكن عملياً ولا مقبولاً؛ لهذا السبب، لم يحقق نجاحاً واسعاً على مستوى المجتمع الإيراني، من جهةٍ أخرى كان نموذجاً غير مكتمل لإمرأة غربية، ووفقاً للدكتور علي شريعتي، بدلاً من تقديم النساء الغربيات العالمات تم  تقديم نجوم هوليوود وممثلات ومغنيات وغربيات، كنموذج للمرأة الغربية الناجحة، من جهةٍ أخرى لم يكن لنموذج الدعاية لنظام الشاه مكان بين الجماهير. لأنه حتى النموذج الكامل للمرأة الغربية، الذي كان له مزايا كبيرة، كان غريباً على المجتمع الديني في إيران ولم يقبله غالبية الناس، ناهيك عن النموذج غير المكتمل الذي  أدخله النظام.
ومع ذلك، فقد دعم النظام البهلوي البائد دائماً هذا النموذج ونشره. واجه هذا النموذج، الذي كان تركيزه الأساسي على إظهار الحضارة الغربية، عقبة خطيرة داخل البلاد، فقد كان مخالفاً بشدة لتعاليم الإسلام . لهذا السبب، نشأ منذ البداية صراع خطير بينه وبين الدين، شكل ذروته منع الحجاب.
جلب منع الحجاب الإجباري الكثير من الظلم والمعاناة للنساء الإيرانيات، لكن في النهاية، وعلى الرغم من كل تلك المشقات والمعاناة والضغوط، لم ينجحوا بفرضه وجوبهوا بمقاومة مجتمعية أفشلت مشروعهم.
اتخذ النظام البهلوي البائد مثل هذه الإجراءات المعادية للدين، بينما أظهر النظام نفسه مخلصاً تماماً للإسلام، وحتى الشاه "محمد رضا" اعتبر نفسه أن لديه مهمة خاصة من الله لتنمية إيران وتقدمها.
تغييب هوية وثقافة المرأة الإيرانية
في الواقع، أصبح وضع المرأة في المجتمع سيئاً بسبب فقدانها هويتها وأصالتها وبسبب تأثير الغرب، ومن جهةٍ أخرى لم تستفد من العلم والثقافة وحقوق الإنسان التي يتم توفيرها هناك إلى حدٍ ما.
كما انخدعت بعض النساء بالإصلاحات الشكلية وخاصة ًأولئك اللواتي يدورون في فلك النظام ولم يفهمن سبب السلوك الاحتجاجي لعامة الشعب، وخاصةً النساء ومشاركتهن في انتفاضة الشعب.
والجدير ذكره أنه بعد سقوط النظام البهلوي البائد، أدركت عناصره الرئيسية إلى حدٍ ما أن المسار الذي سلكه كان خاطئاً. كما قال الشاه "محمد رضا" في مقابلته في منفاه في القاهرة، رداً على سؤال عما إذا كان يشعر بأي ندم. قال: "ربما تأخرت في تقسيم ممتلكاتي بين المحرومين، ربما لم يكن من الضروري اضطهاد علماء الدين بهذه الشدة، ربما يجب عدم تحديث البلاد بهذه السرعة ووفقاً للعصر الحالي. أيضا، لا ينبغي أن أقبل الثقافة الغربية القاسية والبذيئة. كان يجب أن أمنع المشروبات الكحولية وأغلق بعض الملاهي ودور السينما وأقاتل بقوة أكبر ضد المخدرات ".
حتى لو كان هذا الندم حقيقياً، فقد حدث متأخرا لدرجة أنه لم يعد مفيداً، ومع انتصار الثورة الإسلامية، ظهر منظور جديد يهيمن على المجتمع الإيراني، وكان أهم جانب منه الاعتماد على تعاليم الإسلام والشعور بالثقة بالنفس تجاه الغرب، وفي ضوء وجهة النظر هذه استطاعت المرأة الإيرانية أن تستعيد مكانتها الصحيحة.
نقطة التحول مع الثورة الإسلامية
اتخذ الرأي الذي انتشر بعد انتصار الثورة الإسلامية حول وجود المرأة في الساحة الاجتماعية سمتان أساسيتان: أولاً، لم يُفرق بين المرأة والرجل في الساحة الاجتماعية، وتم توفير إمكانية التواجد والنشاط في المجالات الاجتماعية المختلفة كحق من حقوق الرجل، كما أنها تُحسب من حقوق المرأة أيضاً.
قال الإمام الخميني (قدس) مؤسس جمهورية إيران الإسلامية بأن الإسلام قد أشرك النساء في جميع الأمور مثل الرجال، ومثلما يشارك الرجال في جميع الأمور، يجب أن تشارك المرأة أيضاً. والنقطة التي يجب مراعاتها في هذا السياق هي أنه بعد الثورة الإسلامية، تم التأكيد على التواجد الاجتماعي للمرأة في مختلف مجالات المجتمع الإسلامي والتأكيد عليه كحق للمرأة، ولكن من زاويةٍ أخرى، كان يعتبر أيضا واجباً، ووفقًا لمسؤولية جميع أبناء المجتمع في الحفاظ على النظام الإسلامي وحمايته، فإن ذلك واجب شرعي، واعتُبرت المرأة تقوم بهذا الواجب مثلها مثل الرجل. لهذا السبب، لطالما أكد الإمام الخميني(قدس) على "رجال ونساء هذا البلد كلهم حراس الإسلام". و"المشكلة ليست مشكلة الحكومة. إنها الإسلام، بمعنى أنه يجب على الرجال والنساء في هذا البلد الدفاع عنه"، "يجب أن تتدخل المرأة في المصير الأساسي للحكم في البلد."
أمّا السمة الثانية لهذا الرأي فهي طبيعتها الدينية وتمسكها بالتعاليم الإسلامية. لهذا السبب، تم تحديد الوجود الاجتماعي للمرأة وفقاً لقواعد وأنظمة محددة مستمدة من الإسلام. من هذا المنطلق، اضطرت النساء، أثناء وجودهن في المجتمع، إلى احترام بعض المحرمات، لا سيّما فيما يتعلق بالرجال. وكان أهم جانب في ذلك هو ارتداء الحجاب واللباس الإسلامي، وكان من المتوقع أيضاً أن "تظهر المرأة المسلمة أن الحجاب لا يتعارض مع الحياة الاجتماعية". وهذا يعني، من ناحية، المشاركة النشطة والحضور في المجتمع، ومن ناحية أخرى، مراعاة قدسية الشريعة.
ومع ذلك، اعتبر البعض بعض القوانين بمثابة قيد على المرأة وعاملاً من عوامل التمييز؛ بينما في وجهة النظر أعلاه، لم يتم وضعها لخلق القيود، ولكن فقط لحماية مصالح المجتمع. وفي إشارة إلى هذه المسألة، أكد الإمام (قدس): "كما أن الله (سبحانه وتعالى) له قوانين تحد من الرجال من حيث عدم السماح للفساد، كما أن له قوانين خاصة بالنساء،كل ذلك لصالح النساء، جميع الشرائع الإسلامية لصالح المجتمع."
في الواقع، قيل إن هذه القوانين، التي قد تبدو محدودة في بعض الحالات، هي فقط للحفاظ على كرامة المرأة وشخصيتها السامية وخلق منصة مناسبة لتحقيق أهم دور للمرأة، أي دورها التربوي في تنشئة جيل للمستقبل، ومن الطبيعي أنه لهذا الغرض، لم يتم فقط رفض الحرية في شكلها الغربي الفاسد الذي تم الترويج له خلال فترة النظام البهلوي، ولكن تم اقتراح وجهة نظر أخرى حول الحرية، مستمدة من الإسلام. هذه الحرية الممنوحة للمرأة كانت "للمحافظة على الحجاب والشرف وخدمة الوطن والإسلام مع الرجل".
أدى التغيير في النظرة العامة إلى الحقوق الاجتماعية للمرأة ووجودها في المجتمع بعد انتصار الثورة الإسلامية إلى تغيير هائل في مجال التواجد الاجتماعي للمرأة. تحولٌ استمر حتى اليوم، وأخذ عملية متسارعة.
اختفاء العقبات للمشاركة مع تأسيس النظام الإسلامي
عند دراسة هذا التطور العملي، يجب ملاحظة عدة نقاط أساسية: أولاً، تسببت وجهات النظر المختلفة التي أُثيرت بعد انتصار الثورة الإسلامية في تمتع مجموعة أكبر من النساء بمختلف جوانب الحقوق الاجتماعية؛ نظراً لحقيقة أنه في مجتمعات مثل المجتمع الإيراني، يكون للحكومات دائماً دور وحضور مهمين في معظم المجالات الاجتماعية؛ لذلك، فإن أي نشاط في هذه المجالات سيكون وثيق الصلة بالحكومة وآرائها وخططها.
ففي زمن النظام البهلوي البائد، تسببت هذه النقطة في امتناع غالبية النساء الإيرانيات عن المشاركة في مختلف المجالات الاجتماعية التي تأثرت بشدة بالنظام بسبب معتقداتهن الدينية والتقليدية. على سبيل المثال، تتطلب المشاركة في المجالات الفنية مثل السينما والمسرح والموسيقى وما إلى ذلك، أو مجال الرياضة والترفيه، قبول الأجواء السائدة في تلك المجالات، إذ تم بذل الجهود لتتماشى مع وجهات النظر ونماذج من النظام، كان من الطبيعي أنه في مثل هذه الأجواء كان وجود النساء الإيرانيات المؤمنات مستحيلاً عملياً. لكن بعد انتصار الثورة الإسلامية، ومع تأسيس الجمهورية الإسلامية فإن معظم النساء الإيرانيات لم يكن لديهن أي عقبات أو مشاكل للمشاركة في مختلف مجالات المجتمع، ولهذا السبب، اتسعت جوانب تواجد المرأة الإيرانية في الأنشطة الاجتماعية.
ميثاق حقوق ومسؤوليات المرأة
بعد الثورة الإسلامية اتسع جداً نطاق الحقوق الاجتماعية للمرأة في إيران. ويمكن رؤية شكله الأوسع في ميثاق حقوق ومسؤوليات المرأة في الجمهورية الإسلامية، الذي وافق عليه المجلس الأعلى للثورة الثقافية في عام 2003، والذي يغطي مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك الصحة، والحقوق الثقافية، والحقوق الاقتصادية،
والسياسة.
ولقد شهد المجتمع الإيراني  في مراحل وأزمنة مختلفة  زيادة في تمثيل النساء في المناصب الإدارية، ففي برنامج التنمية تمت الموافقة على تخصيص 30٪ من المناصب الإدارية في الدولة للنساء، وطالبت هيئة الإدارة والتوظيف الهيئات الإدارية بالدولة بزيادة نصيب المرأة في المناصب الإدارية.

البحث
الأرشيف التاريخي