ريم الرياشي.. الاستشهادية الاولى في كتائب القسام
الوفاق / وكالات - هي ابنة الـ 23 من العمر، وأوّل استشهادية في صفوف كتائب القسّام. من حيّ الزيتون في مدينة غزّة. متزوجة وأم لولدين الاوّل بعمر عامين ونصف، والثاني بعمر العام والنصف فقط عند شهادتها.
اختيار مناسب
كانت ريم الرياشي، كغيرها من النساء والفتيات في غزة، قد سعت منذ سنوات للقيام بعملية استشهادية، طالبت بذلك كثيراً، وألحت في الطلب، لكن كتائب القسام كانت ترفض إقحام النساء في العمليات العسكرية، وقد سبقتها حركة فتح، وحركة الجهاد الإسلامي في ذلك، ولم توافق على إقحام النساء إلا بعد أن أحكمت القوات الإسرائيلية حصارها على قطاع غزة، حتى تعذر على شبان كتائب القسام الخروج من القطاع، لتنفيذ عملياتهم، فاتصلت الكتائب بريم الرياشي بعد الحصول على موافقة زوجها، ووضعت الخطة، وأجريت التعديلات بعد الزيارة الميدانية التي قامت بها ريم لمعبر بيت حانون (حاجز إيرز).
بدون ارتباك
في صباح يوم العملية شدت ريم الرياشي الحزام الناسف حول وسطها، وساقها، وسارت على عكازين، وتحركت حتى وصلت إلى هدفها في حاجز “إيرز” الصهيوني. سارت ريم وسط المخاطر الصهيونية، فما إن مرت عبر جهاز الفحص الإلكتروني، حتى أعطى إشارة بوجود مواد معدنية مع ريم، فما كان منها إلا أن قالت للجنود بكل جرأة وثقة: إن قطعة من البلاتين مزروعة في ساقها وهي سبب حدوث الإشارة من الجهاز الإلكتروني، فما كان من الجنود إلا أخذوها إلى غرفة التفتيش الخاصة ليقوموا بفحص أمني خاص لها، فسارت وسط الجنود بشكل طبيعي، ودون ارتباك، أو اضطراب، فلما لاحظت كثرة الجنود حولها، واعتقدت أنها فرصة مناسبة وأن صيدها أصبح ثميناً، ضغطت على الزر المخصص لتفجير الحزام الناسف، فتحول جسدها إلى أشلاء متناثرة، وقتلت أربعة من الجنود الصهاينة، وجرحت عشرة آخرين، وبذلك أسقطت النظرية الأمنية الصهيونية التي توقعت (إسرائيل) أنها أعادتها من جديد، بعد التخلص من العمليات الاستشهادية في العمق الفلسطيني المحتل عام 1948م.
شهادة خاصة
وفي تفاصيل العملية، تمكّنت الاستشهادية "الرياشي"، حوالي الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الرابع عشر من شهر كانون الثاني / يناير من العام 2004، من دخول معبر "بيت حانون" شمالي قطاع غزّة مضلّلة الاجراءات الأمنية للاحتلال لتفجّر الحزام الناسف المجهّز في جسدها وسط تجمّع الجنود، ما أدى الى مقتل 4 منهم وإصابة 10 آخرين. كانت هذه العملية مشتركة بين كتائب القسّام وبين كتائب شهداء الأقصى.
سلّم الاحتلال جزءًا من جثمانها لعائلتها فيما احتجز جزءًا آخر منه في مقابر الأرقام لغاية منتصف العام 2012 قبل أن يسّلم الأشلاء الكاملة.