مقابلة مع المهندس عبدالرضا يعقوب زاده مصدّر شاشات مراقبة العلامات الحيوية «سعادت» إلى 50 بلد

العلامات الحيوية للشعب

 


أجرى الحوار:
بجمان عرب
شاشة مراقبة العلائم الحيوية
الوفاق/خاص - تستخدم شاشة مراقبة العلائم الحيوية للمريض في أجزاء مختلفة، ولكن عندما بدأنا العمل عليها كانت تستخدم فقط في قسم ICU وكان استخدامها بشكل محدود أيضاً. وعملها هو أنه عندما يكون المريض فاقداً للوعي أو داخلاً في غيبوبة ولا يستطيع التحدث عن أعراضه مثل الألم قبل السكتة الدماغية، يقوم الطبيب بمراقبة علاماته الحيوية ومستوى الأوكسجين في دمه عن طريقها. وقد كان سعر الشاشة 25 – 30 ألف دولاراً، ولم يتمكن الأطباء من شرائها، وقد تم شراء عدد قليل جداً منها من قبل  المستشفيات الخاصة جداً لأقسامها الخاصة. وكانت منطقة شهرري كلها فيها أربعة أقسام ICU وقد قمنا نحن بتركيب أربعة أخرى. ولم يكن لدينا ICU في المدن الصغيرة أبداً. وفي ذاك الوقت كان إذا ما تعرض أحد الأشخاص لحادث في المدن الصغيرة يأخذونه لغرفة العمليات وبعد إجراء العملية يذهبون به إلى القسم، فإذا تحسن حاله يذهب إلى منزله وإن لم يتحسن فإنه يموت، لأن عمل ICU هو المراقبة بعد العملية ولم تكن موجودة في ذلك الوقت، أما الآن فإن مستشفى الغدير وحدها تحتوي على أكثر من 100 شاشة، 20 – 30 منها ICU وأيضاً لديه CCU وعشرين واحدة منها في قسم الاسعاف.
أي أنكم إذا مشيتم في مستشفى الغدير، فسوف ترون شاشاتنا في أقسامه المختلفة وكذلك في كل مكان. فقد بدأنا في الإنتاج، وخفضنا الأسعار، وكانت الجودة عالية، واستولينا على الأسواق واحدة تلو الأخرى. لقد قاموا بوضعها في وحدات CCU، ثم وضعوها في post CCU و post ICU ثم قاموا بتثبيته في قسم الاسعاف واستمر الأمر على هذا النحو. وفي غضون 10 سنوات، وصل المتابعون إلى حصة سوقية قدرها 60%. وجزء آخر منها يباع من قبل أشخاص آخرين، مثل الآخرين الذين لا ينتجونها، فإنهم يأتون بها من الصين ويقومون ببيعها. صحيح أن المواصفات والمعايير الفنية التي لدى أولئك الآخرين لا يملكونها، لكن في بعض الأحيان وعندما يكون الشراء من قبل مؤسسات حكومية، فإنهم لايهتمون للمواصفات بل يسألون عن سعر الآلة أو سعر الشاشة. ولذلك فإنهم عادة ما يربحون المناقصات، فنحن يمكننا إلى حد ما تخفيض أسعارنا مع الجودة العالية، ولكن الآخرون يخفضون السعر أكثر فأكثر حتى يفوزوا بالمناقصة.
الجرأة في قلب عدم الشهرة
في مجال صناعة السيارات، فإنك لن تكون مبدعاً عندما تنتج شيئاً تمكن أحد قبل حوالي 20 عاماً من انتاجه، ولكن عندما تصنع سيارة مثل x6 ولم يصنع أحداً شبيهها قبل bmw فهذا مايسمى بالاختراع والابداع ليقوم الآخرون بانتاج نسخ مشابهة لها. ولكن في الحقيقة أن هذا الصنف من السيارات قد اختارته شركة bmw، وإن قامت شركة غير معروفة بصناعة السيارة الرياضية x6 لما لاقت هذا الاستقبال من قبل الجمهور. ولكن بما أن bmw هی التی اخترعتها فقد لاقت استحسان واستقبال الجميع وقامت الشركات الأخرى بصناعة نسخ مشابهة لها. وقد واجهنا نفس هذه المشكلة بالنسبة لمنتج آريا، فقد قمنا بوضع تصميم أولي لشاشتنا لا يملكه البقية وكان هذا الامر يحتاج إلى شجاعة وجرأة قوية، فلم يكن هناك نسخة مشابهة لجهاز آريا الخاص بنا. وکان لفترة طويلة يتمتع بمزايا كبيرة مقارنة بجهاز فيليبس.
 فمثلاً كان حجم الشاشة أكبر، وتحتوي على بارامترات أكثر، ووزنها أقل، واستهلاكها أقل من فيليبس التي بدأت قبلنا بخمس سنوات، وكانت تعتبر العلامة التجارية الأولى للمعدات الطبية في العالم. وإن هذا ليس أمراً بسيطاً.  لقد كان مشروعاً مهماً للغاية، حيث تفاجأ العديد من الأجانب، عندما رأوا مواصفاته الفنية، بأن لدينا القدرة على تصميم وإنتاج مثل هذا الجهاز. وفي تلك المرحلة، وجدنا أخيراً الشجاعة والجرأة لإنشاء منتج لم يصنعه أحد آخر قبلنا.
یتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي