قائد الثورة، مؤكدا أن مدينة طهران كانت رائدة في النشاط الثوري:
الثورة كهواء الربيع لا يمكن منع انبعاثه
قال قائد الثورة الاسلامیة آیة الله العظمى الإمام السید "علي الخامنئي": إن الثورة الإسلامية أنقذت البلاد من الانهيار التام، وأضاف: كان البريطانيون هم الذين بدأوا معارضة الدين والاستقلال في إيران. وصرح قائد الثورة الإسلامیة خلال استقباله جمعا من مسؤولي مؤتمر إحياء الذكرى 24 ألف شهيد لمحافظة طهران: إن طهران هي رمز الشجاعة والتدين واستقلال الشعب الإيراني. وكان صدح الصراخ باسم "الله أكبر" على أسطح المنازل، مبادرة من أهالي طهران.
وأشار إلى الجهود المكثفة التي بذلت في عهد النظام البهلوي البائد لتغيير الهوية الوطنية والإسلامية لطهران، وقال: رغم كل هذه الجهود، كانت طهران لاعباً ومصدر إلهام للبلاد كلها في قضايا الثورة الإسلامية وبعد انتصار الثورة.
طهران رائدة في النشاط الثوري
وأضاف سماحته: ان مدينة طهران كانت رائدة في النشاط الثوري في البلاد وملهمة للكثير من المدن الاخرى في ايران ابان الثورة الاسلامية ، وشدد سماحته، بأن علماء الدين كانوا في مقدمة حراك المجتمع الايراني خلال الاعوام الـ 150 الاخيرة وكذلك اثناء حركة الثورة الاسلامية لرفض محاولات فرض التشبّه بالغرب وقيمه وانحرافاته، وخاصة على يد النظام البهلوي البائد. وشدّد سماحته بأن شهداء مرحلة النضال الثوري وشهداء الثورة الاسلامية وشهداء فترة الدفاع المقدس، وكذلك الشهداء الذين ارتقوا في المراحل اللاحقة، هم شهداء انقاذ بلادنا الاسلامية وانقاذ العالم الاسلامي من التبعية وخطر الذوبان في ثقافة الكفر وثقافة الاستكبار الغربي ، وهم انقذوا في الدرجة الاولى ايران من الذوبان في ثقافة الكفر والاستكبار الغربي، والان اصبحتم تشاهدون تأثير ذلك في العالم الاسلامي، فنحن لم نعط الاوامر لأحد بل هذا هو تأثير الثورة الاسلامية، فكما قلت مرارا فان الثورة كهواء الربيع والهواء الطيب ولا يمكن منع انبعاثه ومنع فوحان عطر الربيع والازهار الذي يعم في باقي المناطق وينتشر، فلا يمكن منعه ، وليس ضروريا ان يقوم احد بتصديره بل انه يصدر بصورة طبيعية، واليوم تشاهدون بوادره في العالم الاسلامي.
واضاف سماحته، بأن الرحمة الالهية شملت الشعب الايراني حينما وقعت الثورة، ولولاها لكانت اوضاع ايران أشد ترديا من كافة الدول التي تعاني من التبعية ، فالثورة الاسلامية حالت دون السقوط المطلق وأنقذت البلاد.
التطورات الجارية في غزة
واشار قائد الثورة الإسلامیة في هذا الخطاب ايضا الى التطورات الجارية في غزة مُشيراً الى ان هناك قضية هامة وهي ان مواقف وتصريحات واجتماعات مسؤولي الدول الاسلامية واقوالهم بضرورة وقف اطلاق النار في غزة هو ليس ما يجب القيام به، فوقف اطلاق النار ليس بيدكم بل بيد العدو الخبيث، ولن يوقفه انكم تجتمعون وتقررون ما ليس بيدكم، ولا تقرّرون ما هو بيدكم أي قطع الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني، فانكم تستطيعون عدم تقديم الدعم والاسناد (للصهاينة) وقطع علاقاتكم السياسية والاقتصادية وهذا ما سيضعف العدو ويخرجه من الساحة، فهذا الفعل هو بيدكم وعليكم اتخاذ القرار بهذا الشأن، انهم لا يتطرقون الى هذا بل يقررون ما ليس بيدهم. لكن مع كل هذه الامور وكما يؤكد الباري تعالى: ((اِنَّ اللَهَ مَعَ الَّذینَ اتَّقَوا وَالَّذینَ هُم مُحسِنون)) .
وأضاف: إن الانتصار حتمي، وان شاء الله تعالى سيُري سبحانه وتعالى هذا الانتصار للأمة الاسلامية جمعاء وفي مستقبل ليس ببعيد، وسيفرح القلوب وان شاء الله سيفرح الباري عزوجل الشعب الفلسطيني واهالي غزة المظلومين اولا وقبل الجميع.
زيارة مرقد مُفجّر الثورة
كما زار قائد الثورة الإسلامية، أمس الأربعاء، مرقد مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني (رض)، على أعتاب الذكرى السنوية الخامسة والاربعين لانتصار الثورة الإسلامية. وقام قائد الثورة الاسلامية، الاربعاء بزيارة مرقد الامام الخميني (رض) مفجر الثورة الاسلامية وقرأ سورة الفاتحة على روحه الطاهرة، وذلك على أعتاب الذكرى السنوية الثالثة والاربعين لانتصار الثورة الإسلامية وعودة الإمام الراحل إلى الوطن. کما زار قائد الثورة الإسلامية، أضرحة شهداء السابع من تير (28 حزيران /يونيو 1981) وباقي الشهداء في مقبرة «جنة الزهراء» و أهدى لأرواحهم الطيبة ثواب سورة الفاتحة سائلاً لهم من المولى القدير علوّ الدرجات. ومن الشهداء الذين زار قائد الثورة الإسلامیة، قبورهم الشهيد "محمد أمين صمدي" الذي استشهد مؤخراً في اعتداء الکیان الصهيوني على دمشق.