والتقارير تشير لوجود إحتكاك بين كييف وأقرب حلفائها..
الوعود الغربية لأوكرانيا تتبخّر.. والدعم في خبر كان
بدأت كييف تفقد الدعم الغربي الذي كانت تتلقاه من الدول الغربية، كما فقدت الثقة في الوعود الغربية، خاصة بعد عجزها عن تحقيق أي اختراق على الجبهة وتكبدها خسائر فادحة. ويشهد الكونغرس الأمريكي مناقشات منذ عدة اشهر حول إقرار موازنة السنة المالية 2024، والتي بدأت في البلاد في الأول من أكتوبر. ولتجنب الإغلاق (تعليق عمل الحكومة الفيدرالية)، اعتمد أعضاء الكونغرس مرتين مشاريع لتوسيع تطاق تمويلها مؤقتا. ومن أجل تجنب الإغلاق الحكومي مرة أخرى، وافق أعضاء الكونغرس على مشروع قانون جديد لتمديد التمويل لبعض الهياكل الحكومية حتى الأول من مارس، والبعض الآخر حتى 8 مارس. ولم تتضمن مشاريع القوانين التي تم التوصل إليها بين الجمهوريين والديمقراطيين مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا.
ورغم أن البيت الأبيض يواصل مناشدة أعضاء الكونغرس تزويد كييف بالأسلحة معلنا الحاجة "الماسة والعاجلة" لدعم كييف، فإن الولايات المتحدة ليست لديها حتى الآن إجابة واضحة لأوكرانيا. وقد بات مصير أوكرانيا اليوم يعتمد على كيفية حل مشكلة المهاجرين على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، يطالب أعضاء الكونغرس بإجابات "على أسئلة بالغة الأهمية" وشرح الهدف النهائي واستراتيجية واشنطن بالنسبة لأوكرانيا.
اشتداد الخلافات بين كييف وحلفائها الغربيين
وتراجع اهتمام الدول الغربية بأوكرانيا من جانب الولايات المتحدة على خلفية الخلافات بين كييف وشركائها الغربيين. وقد كشفت تقارير إعلامية غربية عن وجود تناقضات بينهما منذ عدة أشهر، وكتبت وكالة "بلومبرغ" عدة مرات عن هذه الخلافات وكانت آخر مرة في 11 يناير، وهو نفس اليوم الذي أصبح معروفا فيه أن الولايات المتحدة توقفت عن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا. وكشفت الوكالة أن الجهود التي تبذلها واشنطن "تشير إلى وجود احتكاك بين أوكرانيا وأقرب حلفائها"، وقد برز ذلك من حقيقة أن الهجوم المضاد الذي دعمته الدول الغربية "لم يؤد إلى اختراق كبير".
وبحسب الوكالة، يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق أيضا بشأن الخلافات بين الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي والقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، والتي "تعرقل تطوير استراتيجية جديدة" لكييف. كذلك أفادت صحيفة "الإيكونوميست" نقلا عن مصدر رفيع المستوى في الحكومة الأوكرانية، أن الخلافات بينهما تحولت إلى مواجهة مفتوحة بسبب فشل الهجوم المضاد للجيش الأوكراني.
وكشفت التقارير الإعلامية منذ فترة عن "تصدع" العلاقات بين واشنطن وكييف، وفي مارس الماضي، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أنه بعد أكثر من عام من الصراع المسلح، تزايدت خلف الكواليس الخلافات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا حول أهداف القتال وكانت نقاط التوتر المحتملة تلوح في الأفق حول مسألة كيف ومتى سينتهي الصراع. وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن كانت غير راضية عن مطالبة أوكرانيا المستمرة بإمدادات جديدة. وعلى الرغم من أن الإدارة تفهمت "رغبة كييف اليائسة في حماية نفسها"، إلا أن البيت الأبيض لا يزال غير راض عن عدم إظهار زيلينسكي الامتنان الواجب.
الفساد ينخر نظام كييف
بالإضافة إلى ذلك فإن أحد العوائق الرئيسية في علاقات كييف مع الدول الغربية هو الفساد في أوكرانيا، والنظام في كييف مطالب بتحقيق نتائج حقيقية في مكافحة الفساد، وهذا على وجه الخصوص، يحدد مدى السرعة في قدرة الدولة على تلقي المساعدة الغربية. لكن حتى الآن تتلقى كييف تقييمات لأنشطتها منخفضة للغاية، وكتبت صحيفة "بوليتيكو" أن الاتحاد الأوروبي، على وجه الخصوص، يصف أوكرانيا بأنها "دولة
فاسدة للغاية".
قوات كييف خسرت 500 مركبة عسكرية
ما يفاقم الأمور بالنسبة لكييف الخسائر الكبيرة التي تتلقاها على خطوط الجبهة، حيث أكد قائد القوات الهندسية في الجيش الروسي يوري ستافيتسكي أن قوات كييف خسرت خلال الهجوم المضاد، أكثر من 500 مركبة عسكرية على خطوط الدفاع الروسية، بما فيها دبابات ليوبارد. وأشار الفريق ستافيتسكي، في مقابلة مع صحيفة "كراسنايا زفيزدا" (النجم الأحمر)": "خسائر العدو في نظام الحواجز الهندسية الذي تم إنشاؤه، وفقا للبيانات المؤكدة فقط، بلغت أكثر من 500 وحدة من المعدات العسكرية والخاصة، منها أكثر من 180 وحدة خلال الهجوم المضاد، بما في ذلك دبابات ليوبارد ومركبات المشاة القتالية برادلي ومركبات أخرى قدمها الغرب.
وأوضح أنه في مناطق مسؤولية مجموعات القوات في جميع المحاور، قام مهندسو القوات المسلحة الروسية، من أجل زيادة استقرار الدفاع والحد من حركة القوات الأوكرانية أثناء الهجوم المضاد للعدو، بتجهيز سريع لنظام فعال للغاية من العوائق
الهندسية.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الخميس، القضاء على أكثر من 860 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 91 مسيرة أطلقتها قوات كييف على مختلف المحاور خلال الـ 24 ساعة الأخيرة. وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في 9 يناير الجاري، أن خسائر القوات الأوكرانية خلال العام الماضي تجاوزت 215 ألف عسكري، مضيفا أن نظام كييف يواصل بتوجيهات من الغرب دفع جنوده إلى الموت، فيما لن يغير ذلك شيئا على الأرض ولن يفضي هذا إلا إلى إطالة أمد النزاع.