الشهيد علي أكبر شيرودي: الطيار الذي جعل المستحيل ممكناً
الوفاق / وكالات
ولد علي أكبر قربان شيرودي في قرية بالا شيرود عام 1954، حيث اكتسب طيب المنبت والتربية في قرية زراعية ضمن عائلة متدينة. أمضى الشهيد شيرودي سنواته الدراسية الأولى في قريته إلى ان وصل للمرحلة الثانوية حيث انتقل إلى العاصمة الإيرانية طهران لاستكمالها. التحق بالجيش بعد الثانوية عام 1972، ثم انتقل إلى القوات الجوية حيث خضع للعديد من الدورات التدريبية للطيارين
في طهران.
كانت أبرز الدورات التي خضع لها هي دورة قيادة طائرة هيلكوبتر كوبرا في قاعدة أصفهان الجوية، حيث تخرج منها برتبة ملازم أول، وكانت المحطة الأولى التي بدأ منها تنفيذ مسؤولياته في مجال
الطيران العسكري.
الطيار الثوري
بعد انتهاء هذه الفترة، انتقل الشهيد شهرودي إلى قاعدة كرمانشاه الجوية، حيث التقى بالطيار الشهيد أحمد كشفاري وهو اللقاء الذي تزامن مع بلوغ الثورة ذروتها الشعبية. يومها، ألقى الشهيد شيرودي خطاباً في القاعدة كان محط أنظار الكثيرين وصف بالـ "ثوري الصادم".
وصفت جولاته القتالية التي خاضها بعد انتصار الثورة ومع بداية الحرب المفروضة على إيران، بالثورية الحاسمة، حيث سجل ضربات قياسية في قصف المواقع المعادية وبشكل مثير للاهتمام.
رفض التكريم
تلقى الشهيد تكريماً من القيادة العسكرية لجهوده وحرفيته في السنة الأولى من الحرب المفروضة، إذ تمت ترقيته من ملازم طيار ثالث إلى رتبة نقيب، وهو الأمر الذي لم يستسغه الشهيد الطيار فتقدم برسالة إلى قائد سلاح الجو في كرمانشاه معلناً فيها أن مشاركته في كل الحروب من أجل إحياء الإسلام والحفاظ على الدولة الإسلامية، ولم يكن له غرض سوى انتصار الإسلام، وبأوامر الإمام الخميني (قدس)، لذلك طلب إلغاء درجة التشجيع المقدمة له وإعادته إلى رتبة ملازم ثالث".
كسر الرقم القياسي في رحلات طائرة الكوبرا
عرف الشهيد علي أكبر شيرودي بضرباته المحكمة والطائلة وبمناوراته الجوية التي كان يستطيع الوصول بها إلى أقرب نقطة فوق المواقع العسكرية المعادية الخطرة، ليتمكن في الحاق أكبر قدر من الخسائر. ويذكر أنه خلال الفترة القصيرة التي قضاها في حرب "الدفاع المقدس"، تمكن من تسجيل رقم أعلى رحلة من رحلات مروحية كوبرا في العالم. حيث نجا من الاستهداف مرات عديدة، لدرجة أن مروحيته تحطمت أكثر من 40 مرة وأطلقت أكثر من 300 رصاصة على
طائرته المروحية.
استشهد الطيار علي أكبر شيرودي بعدما حشد نظام صدام حسين جيشاً قوامه 250 دبابة مجهزة بمدفعيات وقذائف هاون إضافة للعديد من الطائرات الفرنسية، حيث أجرى آخر عملية له في منطقة 28 حزيران/ مايو 1981.