الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة وعشرون - ١٠ يناير ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة وعشرون - ١٠ يناير ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

بعد الفشل في غزة.. «إسرائيل» تحاول توسيع دائرة الحرب

هدى رزق
كاتبة ومحللة سياسية
لا شكّ في أن حزب الله حافظ منذ بداية الحرب على غزة، على قواعد الاشتباك مع العدو الإسرائيلي، وشكّل جبهة مساندة لغزة شغلت "تل أبيب" في محاولتها إيجاد حلول لـ"الشمال الإسرائيلي"، حيث تم تهجير أكثر من مائتي ألف إسرائيلي من مستوطناتهم، وكبّد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في عتاده وجنوده، بينما قام الأخير بتخطي قواعد الاشتباك عبر ضرب المدنيين اللبنانيين، وهو ما جعل الحزب يكثّف ضرباته من دون الانجرار إلى توسعة الحرب، نتيجة سببين: الأول مراعاة الداخل المتأزّم اقتصادياً. والثاني عدم تنفيذ رغبة الحكومة الإسرائيلية في توسعة الحرب لتطال الإقليم، وإنقاذ رئيسها الغارق في رمال غزة.
"إسرائيل" خرقت القرار 1701 أكثر من مرة قبل عملية طوفان الأقصى، إلا أنها المرة الأولى التي تقوم بها، بعد حرب عام 2006، بالاعتداء على أهم معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية، واغتيال العاروري الذي يُعَدّ من الشخصيات القريبة من الحزب ومن إيران، وينسّق باسم حماس مع الطرفين. وكان العاروري من الشخصيات الفلسطينية التي تخطت المؤامرة الإسرائيلية الأميركية التي عملت إبّان ما سُمّي "الربيع العربي"، على بثّ الشقاق بين إيران وحماس ومحور المقاومة. فقابلت قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان الاغتيال بالتعهد بالرد، بأسلوبها، بحيث لا تخدم مشاريع نتنياهو بشأن توسيع المواجهة كما يتمنى، وإنما ستذهب إلى ضربات موجعة تطال توازنات قوة الردع، وترممها.
من الواضح أنه لن يكون الموضوع محاولة احتواء تداعيات عملية الاغتيال أو توسعة المواجهة. فالحالتان تخدمان نتنياهو، والمقاومة تمتلك من الخيارات في ساحاتها ما لا تحسبه "إسرائيل". وكان سبق للأمين العام لحزب الله أن تعهّد الردّ على اغتيال أي مقاوم في الأرض اللبنانية. فكيف إذا كان جزءاً أساسياً من المحور؟
يمتلك محور المقاومة العقل الاستراتيجي، ووضوحاً في الرؤية، ومعطيات تؤهّله لرؤية الصراع، في كل أبعاده، لا سيما أن الصراع يركز على العمل ضد الهيمنة، وعلى الاستراتيجية والثبات في المواقع، واستخدام التكتيك الملائم لكل مرحلة، ويعي تماماً أنه في عين العاصفة، ولم تتوقف المؤامرات الإسرائيلية المدعومة أميركياً وغربياً، وحتى عربياً، ضد محور المقاومة. ولا يمكن الرهان على الخلاف الإسرائيلي ـ الأميركي بشأن ما بعد غزة. فالرئيس جو بايدن واضح في موقفه إلى جانب "إسرائيل". وإن كان لا يريد حرباً إقليمية، إلا أنه والبنتاغون يحاولان تثبيت الجنود الأميركيين في شرق سوريا وعند الحدود العراقية ـ السورية، ولا يريدان الانسحاب من العراق على رغم مطالبة مجلس النواب العراقي بذلك، ويقصفان معاقل الحشد الشعبي في رد على عملياته ضد الاحتلال الأميركي للعراق، بينما يقوم "الموساد" الإسرائيلي بتوسيع ضرباته لتشمل ايران، التي تعرّضت لتفجير في منطقة كرمان أثناء الزيارة الشعبية لضريح الشهيد قاسم سليماني، في حين تعمل قوى في الداخل اللبناني على دعم الطلب الاميركي بالحياد تجاه الكيان من أجل الضغط على حزب الله لتطبيق القرار 1701 والانسحاب حتى حدود الليطاني، تحت شعار حياد لبنان تجاه
قضايا المنطقة.

البحث
الأرشيف التاريخي