معرض كاريكاتير طوفان الأقصى في العالم العربي
الكاريكاتير الإيراني طلقات بوجه الكيان الصهيوني
موناسادات خواسته
لغة الفن لغة الجميع.. هي اللغة التي لا تحتاج إلى شرح كثير ومفصّل ويفهمها الجميع في مختلف أنحاء العالم، وعندما يحدث حادث أو يبرز موضوع ويتطرق الجميع إليه، نشهد أنه عادة أول ما يقوم بردة فعل تجاه القضية هم الفنانون وخاصة رسّامي الكاريكاتير بما أن لغته سهلة وتوصل المعنى بسرعة، وهذا ما حدث بعد عملية "طوفان الأقصى" البطولية، وكذلك الجرائم التي قام بها الكيان الصهيوني. شهدنا طلقات الرصاص تُطلق واحدة تلو الأخرى، في ساحة الفن، كما في ساحة الوغى.. وأخذ الفنانون ورسّامو الكاريكاتير أقلامهم وريشتهم كسلاح في يدهم وقاموا برسم كاريكاتيرات تزيح القناع عن الكيان الصهيوني المجرم، فأُطلقت طلقات الكاريكاتير بوجه العدو الصهيوني بسرعة، وشهدنا ردّات فعل سريعة خاصة من قِبل الفنانين الإيرانيين في مختلف أنحاء البلاد، وكان منها لوحة كاريكاتيرية تحت عنوان "فرار الجرذان" التي قام برسمها الفنان الإيراني القدير حسن روح الأمين وهي تمثّل جنود الكيان الصهيوني عند فرارهم بعد عملية طوفان الأقصى. الحركة التي بدأت في إيران من مختلف النشاطات بموضوعات متعددة، لم تكن قليلة وتزداد يوماً بعد يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم، وهي أبرز مثال لـ "حبة حبة تصبح قبة"، فهذه الحركات المتواصلة في إيران والعالم كأنهار تلتحق بعضها ببعض وستصبح فيضاناً عظيماً تجرف المحتل الصهيوني.
الكاريكاتير
كما ذكرنا للكاريكاتير دور هام في عالم الفن، وكما يعتقد الفنان ومدير بيت الكاريكاتير الإيراني سيد مسعود شجاعي طباطبائي أن الكارتون والكاريكاتير لغة عالمية، إنها لغة مفهومة للجمهور، وقال في حوار سابق مع "الوفاق": الكاريكاتير بسبب استخدام الفكاهة، يمكن أن ينقل رسالة أكثر فعالية، وفي نفس الوقت، هذه الفكاهة التي أقدمها هي فكاهة نبيلة وساخرة، وهي في الواقع فكاهة تقوم بإفشاء وكشف الحقائق.
معرض طوفان الأقصى
تحدثنا سابقاً عن بعض النشاطات الفنية في إيران وما قام به الإيرانيون من إنشاد أشعار ورسومات فنية وعروض مسرحية وغيرها لإيصال صوت الشعب الفلسطيني المظلوم، و كان منها معرض "طوفان الأقصى" للكاريكاتير الذي أقيم قبل فترة في إيران وهو مجموعة من أعمال أبرز الفنانين الإيرانيين في مجال الكاريكاتير وهم: سيد مسعود شجاعي طباطبائي، محمد حسين نيرومند، ومازيار بيجني، الذين واجهت أعمالهم إقبالاً كبيراً.
أما المعرض تخطى الحدود ولم يقتصر عرض هذه اللوحات الجميلة فقط في إيران، بل نشهد حالياً إقامة المعرض تحت نفس العنوان في العراق، حيث تستضيف كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة، هذه الأعمال، وذلك بجهود القسم الدولي بمركز فنون الثورة الإسلامية (حوزه هنري).
انطلق هذا المعرض يوم الخميس 4 يناير/ كانون الثاني بحضور رئيس كلية الفنون الجميلة في البصرة وطلبة هذه الكلية وأعضاء هيئة التدريس ومجموعة من الفنانين من محافظة خوزستان.
إقبال كبير وورشات فنية
وعلى هامش إقامة المعرض في البصرة، تحدث احمد طُرفي أحد مسؤولي القسم الدولي في "حوزه هنري" الذي كان حاضرا هناك، لـ "الوفاق" عن الأجواء السائدة على المعرض وقال احمد طُرفي: واجه المعرض إقبالاً كبيراً من قبل طلّاب كلية الفنون الجميلة، حيث أنهم قاموا بزيارة المعرض والتوجه إلى اللوحات الفنية والرسومات الكاريكاتيرية التي تم عرضها فيه.
وأشار إلى أن اللوحات التي تم عرضها في هذا المعرض هي لوحات للفنانين الإيرانيين، ولكن لنا برامج خاصة للمستقبل إن شاءالله، وهي في مجال الفنون التشكيلية وغيرها من الفنون، وسيكون هناك أعمال مشتركة.
أما فيما يتعلق بموضوع اللوحات التي تم عرضها في المعرض قال: أقيم هذا المعرض تكريماً لعملية طوفان الأقصى البطولية، وقد تم في المعرض عرض أعمال تتعلق بقضية فلسطين وغزة، والتي تعبّر بشكل ما عن تعاطف الفنانين مع شعب فلسطين المظلوم؛ مع حفظ ونشر الأعمال القيّمة في مجال المقاومة.
وأضاف: على هامش هذا المعرض الذي افتتح بهدف تعميق الاتصال الفني بين فناني ايران والعراق، أقيمت عدة ورش عمل ولقاءات من أجل توسيع وتقوية العلاقات بينهما، منها ورشة تبادل الآراء حول المشتركات الثقافية والفنية.
جندي صهيوني ينتحر
يتم عرض لوحات مختلفة في معرض "طوفان الأقصى" ومنها لوحات الفنان سيد مسعود شجاعي طباطبائي، وإحداها لوحة "جندي صهيوني ينتحر"، حيث يقول شجاعي طباطبائي في شرح هذه اللوحة: أول كاريكاتير قمت بعمله كان عبارة عن رسم لجندي صهيوني، واخترت له هاشتاغ "طوفان الأقصى"، وأردت أن أرسم هذا الكاريكاتير بصورة جندي صهيوني يضع البندقية على خوذته، وهو يائس وكُتبت كلمة "النهاية" على البندقية، وأنه يريد إنهاء حياته، وهذا في الحقيقة المصير الحتمي للصهاينة.
قصف المستشفى
أما اللوحة الأخرى التي تم عرضها في المعرض هي لوحة عن حادث قصف المستشفى وإستشهاد الأطفال الأبرياء، ويقول شجاعي طباطبائي: وفي المشاريع التالية ذهبت إلى كشف الكواليس، وبأن مَن هو العقل المدبر وراء هذه الحادثة، والآن أدت وحشيتهم إلى استشهاد الكثير من الأشخاص، وخاصة أطفال غزة المظلومين في
حادث المستشفى.
الكاريكاتير عن المستشفى هو آخر أعمالي، وهو عبارة عن نسرين يحطّان على الأنقاض حيث ترى علامة المستشفى، النسور هي في الواقع رمز الحيوان الأسوأ، وقد استخدمت عَلَمَين ورمز أمريكا (USA) وإسرائيل هنا، لنقول إن أمريكا و "إسرائيل" تشتركان في رمز النسر، وهو أقذر وأقبح الحيوانات وأكثرها شراً ومكروها.
بالطبع أشعر بالخجل الشديد لأنه حتى النسر لا يظهر الكثير ضد وحشية هؤلاء، وعندما يستخدم الإنسان هذه الرموز يشعر بالخجل ويقول إن هذه الرموز هي رموز حيوانات ووحوش، لكن علينا أن نفعل ذلك.
حتى أنني رأيت في أعمال بعض الأصدقاء أنه حتى الشيطان يبكي، فوحشية هؤلاء الصهاينة موغلة للغاية ولدرجة أن الشيطان يبكي منها أيضاً، ولذلك علينا أن نستخدم هذه الرموز لأنها تساعد في إيصال الفكرة.
لوحات الطوفان
هذه اللوحات التي تم عرضها في المعرض، أصبحت أنموذجاً لطلاب الفنون الجميلة، حيث بيّنت كيفية إستخدام الفن للدفاع عن المظلوم وكشف النقاب عن الظالم وجرائمه، وهذه الأعمال على مستوى المنطقة هي بداية حركة جميلة كي تصبح كطوفان الفن ووحدة الفنانين للتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم ودعم غزة، وهي بإمكانها الإنتشار الواسع على مستوى المنطقة، كما حصل فيما يتعلق بنشيد "سلام فرمانده" وكان ينشده الجميع وفي مختلف البلاد، فسنشهد إقامة معارض وأناشيد ونشاطات مشتركة على مستوى المنطقة بل العالم بأجمعه دفاعاً عن غزة، وبدأت إيران تُطلق طلقات الكاريكاتير بوجه العدو الصهيوني.