شهناز حاجى شاه.. أول شهيدة في خرمشهر
الوفاق / شهدت الحرب المفروضة مشاركة جميع فئات المجتمع الإيراني وخاصةً الشباب، رجالا ونساء، دفاعاً عن بلدهم، وشكل وجود النساء في هذه المعارك بسبب هجوم العدو الصدّامي على المدن الحدودية للبلاد دافعاً للعديد منهم إلى حمل السلاح والدخول إلى ساحة المعركة مع الرجال، وأدى ذلك إلى استشهاد 7000 إمرأة خلال ثماني سنوات من الدفاع المقدس. ويمكن ذكر مدينة خرمشهر من بين هذه المناطق الحدودية التي شاركت نسائها في معركة الدفاع المقدس، إحدى شهيدات هذه المدينة هي شهناز حاجى شاه، التي كانت حاضرة مع أخواتها الأخريات في الأيام الأولى لمعركة مدينة خرمشهر وضحت بحياتها من أجلها.
المولد والنشأة
شهناز حاجى شاه، عاملة إغاثة وطالبة جامعية ومنتسبة للتعبئة، ولدت في دزفول عام 1955م، وهي امرأة شجاعة بذلت كل جهودها في الجهاد ضد الأعداء دفاعاً عن بلدها وأهلها. عندما حصلت شهناز على شهادتها، بدأت دراسة الحوزة. لقد كان نشيطة جدًا، كان لديها طاقة لا تنضب، وشاركت في دورات تعليمية ودينية وعسكرية مختلفة. لقد اصطحبت ذات مرة أربعين امرأة إلى مدينة قم المقدسة لتعلم القضايا الدينية. وبعد بدء الحرب اصطحبت مجموعة من الأخوات إلى أحد المعسكرات للتدريب العسكري.
قدوة في الأخلاق والشجاعة والتضحية
يقول أحد المجاهدين أنه خلال الحرب شاركت الأخوات في مجرياتها وكان بعضهن أكثر شجاعة من كثير من الرجال. وكانت الشهيدة شهناز قدوةً في الأخلاق والشجاعة والتضحية بالنفس والتقوى والطهارة واحترام الذات، وكانت تقاتل كالرجال، ورغم شدة الاشتباكات، لم ير أحد شعرة واحدة منها، ولم يسمع أي كلمة سوى السلام، وعند العودة للإستراحة، كانت تبدأ بتحضير الطعام للمجاهدين وكانت لا تتعب أبداً.
اختيار الصديق
صادقت الشهيدة أصدقاء من كافة الأطياف، بل إنها في بعض الأحيان كانت تصادق من لا يشبهونها في الإيمان. وعند سؤالها لماذا تختارين المختلفين معك ؟ فكان جوابها الناس صنفان: أحدهم جماعة تستعين بها، والآخر جماعة تستغلك، وفي الحالتين فائدة. إن صداقة الأشخاص الذين يلتزمون بالقيّم أمر جيد جدًا، لكنه لا يغير كثيرًا فيهم. الأساس هو أن تكون قادرًا على اختراق قلب شخص يُعد عدوًا لك ولمثلك العليا، وأن تستطيع التأثير فيه.
معلمة متطوعة
بعد انتصار الثورة الإسلامية، لم تكن حركة محو الأمية قد تشكلت بعد، فقامت الشهيدة مع مجموعة من المتطوعات وتوجهوا إلى القرى النائية لتعليم الأطفال، وكانوا يسيرون لمسافة طويلة للوصول إلى هذه القرى البعيدة، متحملين الحر الشديد والمشقة.
جنازة مظلومة
ارتقت الشهيدة في عام 1980 م عن عمر يناهز 26 عامًا، ودفنت في مقبرة الشهداء في مدينة خرمشهر، في تلك الليلة عندما أصاب رصاص البندقية قدميها، لم تنطق سوى بكلمة واحدة: "عباءتي".