رسّام أهل البيت (ع) «مهدي فرّخي» للوفاق:
السيدة فاطمة الزهراء(س) الكلمة التي يحتاجها المجتمع
الوفاق/ خاص
موناسادات خواسته
يصادف اليوم ميلاد سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء(س) التي هي قدوة لجميع الأحرار من النساء والرجال.. سيدة عظيمة الشأن لها مكانة رفيعة وهي بنت رسول الله(ص)، وزوجة أميرالمؤمنين(ع) وأم الأئمة عليهم السلام، هي الزهراء(س).. هي الحوراء.. هي الكوثر.. هي النور.. هي التي لها ميزات خاصة بأهل بيت النبوة.. ميزات لا تُعد ولاتُحصى، وخلال التاريخ تحدث عنها الكثيرون، ولا نريد تكرار المكرر، بل نبارك ميلادها المبارك، الذي سُمي في إيران باسم عيد الأم، ويحتفل الجميع بهذا اليوم المبارك، وقد عبّر كل شخص عن حبّه لسيدة نساء العالمين بطريقة ما، ومنهم الفنانون.
الفن مجال واسع ومرهف وله مجالات مختلفة، ويُقال بأنه سبعة فنون، وإحدى هذه الفنون الجميلة التي تحاكي الإنسان، هو فن الرسم، وعندما تكون الريشة بيد الفنان ويتم رسم اللوحات الجميلة، تترك أثرا خالدا نابعا من روح الفنان اللطيفة، وكل فنان حسب ما يحبه يقوم برسم لوحات بموضوعات مختلفة حسب الأحداث التاريخية أو المعاصرة أو الأشخاص الخالدين، وما أجمل الرسم عندما يكون عن أهل البيت عليهم السلام، ويحس الرسّام بأن هناك إتصالا روحيا مع الشخصية التي يقوم برسمها. على أعتاب يوم ميلاد السيدة فاطمة الزهراء(س)، إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع أحد رسّامي لوحات أهل البيت عليهم السلام، وهو السيد "مهدي فرّخي" الذي له لوحات عديدة وجميلة عن السيدة فاطمة الزهراء(س)، فبداية نقدّم لكم نبذة عن هذا الفنان، ثم نتطرق إلى نص الحوار.
رسّام أهل البيت عليهم السلام
ولد مهدي فرّخي في مدينة تربت حيدرية عام 1980 م. أكمل دراسته على مستوى الدبلوم في الأدب ونجح خلال سنوات نشاطه الفني في الحصول على الإجازة الفنية من الدرجة الأولى - ما يعادل الدكتوراه - في مجال الرسم من الجامعة "وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي".
تم تقديم فرّخي كنموذج فني في مؤسسة النخبة الوطنية بإبداعه في فن الرسم واختراع أسلوب "الرسومات الحديثة"؛ وفي عام 2008، تم تسجيل هذا الأسلوب في المكتبة الوطنية الإيرانية. تظهر أعمال مهدي فرّخي إرادة التغيير والتحول ولها سمات خاصة ومبتكرة في فن الرسم.
مثال واضح على التحول وإمكانية تطور الرسم الإيراني على أساس التغيرات الاجتماعية. ويتجلى إخلاصه لأهل البيت عليهم السلام بشكل واضح في أعماله، ومعظم لوحات فرّخي الأكثر أهمية محفوظة كتبرع في متحفي العتبة الرضوية المقدسة، ومرقد السيدة فاطمة المعصومة(س).
مهدي فرّخي هو مبتكر أعمال ذات مواضيع مثل الإستشهاد والتضحية والحب والصداقة والمـُثـُل الأبدية والوطنية والاجتماعية، وقد ميّز نهجه في المفاهيم والموضوعات الاجتماعية أعماله عن غيره من الرسّامين في عصره.
التدريس في جامعتي "سورة" و "شاهد"، قام بتأليف وإعداد كتب "على جناح السماء"، "في نهر الشمس"، "لاهوت العشاق"؛ تحكيم وإدارة المهرجانات؛ وإقامة المعارض الفردية والمشاركة في المعارض الجماعية المحلية والأجنبية التي تُعد جزءاً آخر من أنشطة فرّخي في المجالات العلمية والفنية والثقافية.
كما أنه من خلال مشاركته في المسابقات الفنية، حصل على أكثر من عشرين عنواناً كفنان مُختار ومنتخب في المهرجانات الوطنية والدولية.
السيدة الطيبة
كما ذكرنا للفنان مهدي فرخي لوحات جميلة جداً رسمها عن السيدة فاطمة الزهراء(س)، ففي ميلادها المبارك سألناه عن تأثير شخصية السيدة فاطمة الزهراء(س) على الفنانين، وخاصة على نفسه و في رسوماته، فقال: بداية أهنئ كل شيء في العالم بميلاد السيدة فاطمة الزهراء(س)، وخاصة المجتمع الإنساني، وآمل أن الأعمال التي ابتكرتها ورسمتها والتي تحمل شعار "السيدة الطيبة" و "القلب الصادق للعالم" بقدر ما أصبحت خالدة في وعيي تجاه السيدة فاطمة الزهراء(س) تبقى خالدة للجميع.
وأنا لا أعرف تأثر الفنانين الآخرين في هذا الموضوع، ولكن بالنسبة لي، كما يتضح من نجاح رسم لوحاتي الرائعة بموضوع السيدة فاطمة الزهراء(س)، فهي تعبير عن الإخلاص لعتبة هذه السيدة الطيبة المباركة، وهي الكلمة التي يحتاجها المجتمع البشري اليوم أكثر من أي وقت مضى.
شعور لا يوصف
وعندما طلبنا منه لكي يتحدث لنا عن شعوره وإحساسه عند رسم هذه اللوحات، رد علينا بالجواب: ربما لا يوجد وصف لهذا، لكن هذا هو الوضع الذي يعاني منه كل محبي أهل البيت عليهم السلام، وأنا أيضاً أقف في نفس الخط، مع الرغبة في خلق المزيد من الأعمال في هذا المجال.
رسالة اللوحات هي المودة
وفيما يتعلق برسالة اللوحات التي رسمها، قال فرخي: الرسالة التي أحب أن أشاركها مع الجمهور في أعمالي هي، أينما كنت، مهما كان منصبك ودينك، إذهب إلى الخير والمودة، وإذا اخترت اللطف والمودة، فسوف تركض إلى الله تعالى الذي لا إله إلا هو، وسوف تتحدون، وستتمكنون من إطفاء نار القسوة وعدم المساواة والحروب.
السيدة فاطمة الزهراء(س) قدوة
وحول تأثير الفنون البصرية قال فرّخي: الفنون البصرية لها خصائص بصرية ومفاهيمية، فإنها يمكن أن تكون فعالة ومؤثرة، ولكن يجب خلق إمكاناتها وطاقاتها.
وفيما يتعلق بأن السيدة فاطمة الزهراء(س) كيف يمكن أن تصبح لجيل الشباب قدوة، قال: يمكن عن طريق العلم وان نجعل من الزهراء (عليها السلام) نموذجاً مقبولاً لجيل الشباب اليوم؟ أن يكون مثقفاً وواعيا والتعريف بأحداث الدين الإسلامي.
لوحة كوثر الخلقة
وفيما بعد سألناه عن لوحة "كوثر الخلقة" التي رسمها حول ميلاد السيدة فاطمة الزهراء(س)، فقال: موضوع لوحة "كوثر الخلقة" يدور حول السيدة فاطمة الزهراء(س)؛ في هذا العمل يتدفق نهر من السماء، أي أن هناك رمزاً لنهر كوثر في هذه الصورة.
في هذا العمل صورة للزهراء(س) كسيدة واقفة محجبة، وقد عملت عليها بطريقة حديثة؛ وكان غرضي من هذا العمل هو التعبير عن حقيقة أن الطبيعة الروحية لا تصبح قديمة أبداً، ولها حياتها ونضارتها في كل عصر؛ إن حياة الزهراء(س) أكثر حيوية في عصرنا من أي وقت مضى؛ أردت أن أصور الحالة الروحية ومكانة السيدة فاطمة الزهراء(س).
وفقاً للأحاديث، فإن الزهراء(س) هي أحد أركان الخلق؛ وهي أم أئمتنا الإثني عشر، وأردت أن أصور هذا بلغة حديثة.
رسالة لنساء غزة
وأخيراً سألناه ما هي رسالتك لجميع النساء الاحرار في جميع أنحاء العالم وخاصة نساء وأطفال غزة، فقال فرّخي: كما ترون، عالم اليوم غير قادر على تحقيق العدالة، عالم اليوم غير قادر على خلق السلام، كيف لي تقديم رسالة لسيدة في الحرب في غزة فقدت أطفالها وعائلتها وبيتها؟ هؤلاء هم نساء وأطفال غزة الذين يمكنهم أن يحملوا رسالة لي ولنا وللجميع.