عضو الهيئة الرئاسية لحركة أمل الحاج خليل حمدان للوفاق:
التنسيق الدائم بين أمل وحزب الله نقطة اعجاب من جميع اللبنانيين
الوفاق/ خاص
هادي معصومي زارع
أجرت صحيفة الوفاق حواراً خاصاً مع عضو الهيئة الرئاسية لحركة أمل وأمين السر العام لمؤسسة أمل التربوية في النبطية الحاج خليل حمدان حول دور المقاومة الفلسطينية في غزة والاشتباكات المستمرة في الجبهة الشمالية بين المقاومة الإسلامية في لبنان وقوات العدو الصهيوني وموقف حركة أمل من عملية" طوفان الأقصى". وفيما يلي الجزء الثاني والأخير من هذا الحوار:
برأيكم أن" اسرائيل" لن تهاجم لبنان كما فعلت في 2006؟ نعرف ان الكيان الصهيوني لايستطيع التقدم ولايستطيع البقاء لكنه يحاول الانتقام من الشعب ويريد خلق مواجهة بين جمهور المقاومة والمقاومة.
هذا صحيح، لكن السؤال هنا ما هي نتائج حرب 2006؟ حرب 2006 دمرت نصف الضاحية ودمرت قرى بالجنوب ودمرت الجسور والطرقات ولم تبقِ على مسرب الا وقصفته" اسرائيل"، لكن ماهي النتيجة؟ وماذا حققت " اسرائيل" من ذلك، هل ضعفت المقاومة؟
محمد حسنين هيكل كان يقول بأن العرب لم يخوضوا حربا مع" اسرائيل" انما خاضوا معارك ففي الحرب تكون كل الامكانيات موجودة فيها، يعني ان العسكري والجندي يقاتلان والمقاوم يقاتل، المثقف له دور والوزارة لها دور واستيعاب المهجرين له دور وكذلك الطبيب في المستشفى له دور، يعني بشكل عام، لابد من توظيف طاقات المجتمع، وقد كان يركز الامام الصدر دائماً على ضرورة الصمود وتأمين مقوماته، يعني ان يبقَ المقاوم والمزارع في ارضه وهو مستعد للتضحية ولكن عليك تأمين بعض المقومات له لكي يبقى ويستمر.
هل تقصدون أنكم تريدون القول بأن الحرب ليست أحادية البعد؟
كلا لكن الحرب هي وظيفة الجندي ووظيفة المجتمع والدولة ككل وليست وظيفة الجندي بمفرده، لم تستطع" اسرائيل" أن تخلق هوة أو شرخ بين المقاومة وجمهورها والسبب يعود إلى عملية الانقاذ السريعة التي قامت بها المقاومة من خلال البناء السريع والتعويض وما إلى ذلك. اما بالنسبة لمسألة الشهداء فكلنا مشاريع قتلى عند" اسرائيل" وما يحدث في غزة هو خير نموذج. فـ" إسرائيل" تريد ان تقول لجميع اعدائها ان من يقف في وجهي فلينظر إلى غزة، لكن غزة فقدت الاطفال وفقدت الاطباء والآمنين في منازلهم ودمرت الابراج فيها ولكن بنية المقاومة داخل غزة وحماس والجهاد لا تزالان موجودتان وتزداد قوتهما، بالرغم من أنهم ادعوا أنهم سيطروا على الوضع ولكن حتى الان هناك معارك دائرة شرق وشمال غزة.نحن نقول ان إدارة المواجهة إدارة ذكية للغاية فهناك إلى جانب المقاتل توجد امكانيات، وإلى جانب المواطن هناك امكانيات يعني أنه في لبنان اليوم، لا احد يشعر أنه لايستطيع تأمين منزل آخر إذا تم قصف منزله بل هو يعرف أنه سيبنى له منزل ويعرف ان هناك من يقف خلفه ومعه ولايسأل إذا دمر منزله، ومسألة الشهداء فإن القتلى الذين تقتلهم " اسرائيل" يومياً قبل غزة، أليس هؤلاء شهداء أو من الشعب الفلسطيني وهل هناك في أية نقطة على الارض معتقلات تعتقل الاشخاص بالآلاف وتعتقل الاطفال؟ فالانسان لايصنع الكارثة بل يحاول منعها عنا وجمهورنا يتمتع بالقناعة.
نسمع في بعض الاحيان في الاعلام أن الحركة ليست على تواصل مع الحزب من اجل عدم توفير نطاق الحرب، فهل هذا الكلام صحيح ام لا؟
أولاً هذا الكلام غير دقيق على الإطلاق فهناك تنسيق دائم بين الحزب وهناك تواصل شبه يومي بين دولة الرئيس الاخ نبيه بري وسماحة السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله بالمراسلة والمواصلة وبالتالي هناك تقدير للموقف من الطرفين وايضا ما يريده حزب الله من الرئيس بري ليس خارج قناعاته وما يريده الرئيس بري ليس خارج قناعات حزب الله، فمثلاً تحديد مستوى المعركة استنزاف الجيش وجر ثلث الجيش الصهيوني باتجاه الشمال لمساعدة اخواننا في حماس، فمن قال ان هناك نقطة خلاف؟ بل هي نقطة اعجاب من جميع اللبنانيين وحتى من هم ضد المقاومة يعجبون بهذا المستوى من التفكير في إدارة المعارك وهذا ما اذهل الصهاينة أنفسهم.
يعني أنه كما حدث في 2006 فإن التنسيقات مستمرة يوميا بين الرئيس نبيه بري وبين السيد حسن؟
نعم موجودة، كما كان وبوتيرة أسرع والاحداث تتسارع ونحن نعتقد أنها معركة طويلة جدا لن تنتهي بيوم أو يومين، فبدورها قامت الولايات المتحدة الاميركية بوضع فيتو إزاء وقف الحرب على غزة ووقف المجازر هناك وهذا يعني ان إدارة الحرب ليست في" اسرائيل" فقط بل في اكثر من مكان في العالم. فالامين العام للأمم المتحدة يتعرض لانتقادات شديدة اللهجة من العدو الصهيوني ومن الإدارة الاميركية لأنه اراد ان يطبق المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة بأن الذي يجري سيؤدي إلى حرب كبرى وحرب كارثية فمنعوه من الحديث ومن توصيف حتى الحرب وليس فقط التضامن معها.
منذ التسعينيات وحتى اليوم وبعد اتفاقية دمشق بين حركة أمل وحزب الله رأينا أنه يوماً بعد يوم يزداد التحالف واتحاد الموقف في كثير من الملفات ومن الممكن ان توجد خلافات بسيطة وهذا أمر طبيعي لكن الملفات الكبرى والمصيرية متحدة، فبرأيكم هل هذا يأتي من رؤية الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله فقط أم يتجذر داخل الحركة والحزب؟
نحن لانريد ان نجمل الموقف أو نعطيه بعض الجماليات بل على العكس أولا يجب ان ندرس مسألة اساسية أنه اين كنا واين اصبحنا؟ كانت تنشب خلافات ومشاكل كبرى تؤدي إلى جرحى بمجرد أن هذا الفريق رفع صورة أو اخذ صورة في احتفال في احدى البلدات، فقد كان يأخذ مجال صراعات اما الان وأنت تجول في الجنوب ويمكن ان تذهب إلى البقاع أو بيروت، فهل سمعت عن توترات أو اشكاليات داخل القرى على صعيد القاعدة بين حركة أمل وحزب الله؟ بل على العكس فهناك انسجام وان عدد كبير من الجرحى وشهداء المقاومة يذهب معهم الدفاع المدني وكشافة الرسالة الاسلامية وهناك جرحى لدينا نتيجة هذا الأمر وهذا طبيعي للغاية.
الأمر الآخر، نحن وإياهم لدينا مناسبات ويكون هناك جمهورين في نفس المناسبة حتى لو لم يكن هناك خطيب لأمل أو خطيب لحزب الله يذهبون ليس على صعيد النخبة بل على صعيد القاعدة، حتى في المواساة والمواقف وغيرها. والأمر الآخر، نحن تنظيم ولسنا جمهور متروك فليس هناك موقفا اتخذته حركة أمل ولم تلتزم به وكذلك ليس هناك موقفا اتخذه سماحة السيد حسن ولم يلتزموا به وهذا يدل على ان الالتزام يعني ان رأي القيادة هو رأي القاعدة وعلى صعيد القيادة هناك انتخابات لرئيس الجمهورية، فهل تستطيع ان تميز بين موقف الحركة وحزب الله في هذا الاطار؟ فهو نفس النص ونفس الكلمة وايضا مناقشات البرلمان فهل سمعت ان هناك اشكالات في الرؤية بين نواب حركة أمل ونواب حزب الله، وداخل الحكومة هل رأيت هناك خلافات؟ فالكل متضامن وإذا خرج فريق خرج الآخر من الجلسة. مسألة القيادة والقاعدة التي يحاولون ان يزرعوها في نفوس الناس بأن المجتمع الشيعي منقسم على نفسه وهذا موقف بعض الذين يريدون ان يحجزوا لأنفسهم مكان في السياسة.
هل هذا النضوج والوعي تجذر داخل مؤسسات الحركة والحزب؟
نعم تماماً، وعادة هناك اطر تمنع أي تفلت، فعلى مستوى القيادة الأمر محسوم أنه لايوجد أي خلاف وعلى مستوى الجمهور هناك بلديات، فانتخاب البلديات والمخاتير عند الآخرين، يعني أن هناك مشادات وملاسنات وفي بعض الانتخابات يسقط قتلى اما عندنا فيجلس ممثلي حركة أمل وحزب الله في البلديات وينسقون معا، حتى ان باقي الفرقاء يقولون انتم لم تتركوا مجالا للجمهور وللمحايدين، وبالتالي فهم متفاهمين على المستوى البلدي وكذلك على مستوى المخاتير والشعائر.
فمثلاً احياء مراسم عاشوراء، فهناك اهتمام اكثر منه على المستوى الجماهيري ولم تحصل حتى مشكلة بسيطة وهناك مسيرات بالآلاف. فهل سمعتم ان هناك إشكالا حصل في احدى تلك المسيرات سواء في عاشوراء أو غيرها فهذه المناسبات جماهيرية مشتركة وحتى لو لم تكن مشتركة فلا توجد هناك أية خلاف أو احتكاكات في هذا الاطار. فالعلاقات التي يؤكد عليها الاخ الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله هي ذاتها على ارض الواقع في مواقف معينة، فلا يوجد اعلانان في الحركة ولا يوجد رأيان داخل الحزب.