الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة عشر - ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة عشر - ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

الكاتب والمحلل السياسي الأردني للوفاق:

العلاقة بين بايدن ونتنياهو ليست حميمة ويشوبها شك وريبة

ضمن أجواء الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية أجرت صحيفة الوفاق مقابلة مع الدكتور منذر الحوارات العبادي، الكاتب والمحلل السياسي الأردني ومساعد المدير العام لشؤون المرضى ومدير قسم الطوارئ في موسسة ومركز الحسين للسرطان حول تزامن الإنتخابات واستمرار الحرب بين حماس والإحتلال الصهيوني. وفيما يلي نص الحوار:

نظرا إلى أن إدارة بايدن تحدد الشهر القادم موعداً لإنهاء "كثافة" العدوان على غزة هل يعتبر تزامن الموعد بين العمليات العسكرية الإسرائيلية والانتخابات الداخلية للحزب الديمقراطي صدفة أم هناك علاقة معنوية؟
أولاً الولايات المتحدة تشترك في الهدف الأساسي مع" اسرائيل" وهو القضاء على حماس وإطلاق الرهائن، حيث أعطت المهل العديدة لإتمام المَهمّة وشاركتها في العمليات العسكرية استشاريا كان أو لوجستيا على الأرض بوجود خبراء حقيقييين، لكن حتى الان لم يتحقق أي من الهدفين بشكل صارم، عمليات اطلاق رهائن تمت بواسطة مفاوضات إطلاق بعض الرهائن.
وثانيا حماس لاتزال موجودة رغم كل ما حصل، وإسرائيل دمّرت البنية التحتية لغزة وقتلت الناس وشرّدتهم وهذا اساسا اساء لسمعة الولايات المتحدة ولكن لاتزال الولايات المتحدة تعطي المهلة ثم المهلة لحكومة الإحتلال حتى تقوم بإنهاء عمليات في غزة، صحيح أنه برزت بعض الخلافات إلى العلن ولكن لا يزال القضاء السياسي والعسكري والإستراتيجي الأمريكي يعطي" إسرائيل" الضوء الأخضر وتتمتّع به حكومة الإحتلال.
بدون شك سيكون الرئيس الأمريكي منشغلاً بالإعداد لها لأن هذه الإنتخابات مصيرية حقيقة. في حال عدم الإستعداد لها وانشغال بقضايا أخرى عنها وعدم حسمها لقال انه سيبدأ رأي العالم يتسائل عن ماهية التدخّل الأمريكي في الحرب في غزة وما هي نتائج هذه الحرب سوى على حكومة الإحتلال أو على الحكومة الأمريكية وبالتالي هذا سيؤدي إلى إنشغال عن الحملة الإنتخابية أو ربما تأثير عليها.
وكما قلت تأثير التزامن هو الإنشغال بالحرب وبالقضاء الخارجية عن الإنتخابات وبالتالي لا يريد أن يشغل شيئ لأنه أي خطأ بالنسبة له بالذات بتراجع شعبية الرئيس بايدن بشكل كبير ليس فقط بسبب حرب غزة، الرواية الإسرائيلية هي ساعدت الولايات المتحدة صحيح أنه في مظاهرات وغضب بعض النخب الأمريكية اليسارية بالدرجة الأولى ولكنه لم يصل إلى درجة التاثير على الإنتخابات، لاتزال المؤسسات اليهودية قادرة على اقناع رأي العام الأمريكي بأن ما تقوم به حكومة الإحتلال هو عادل وأن الدعم الأمريكي هو عادل بالتالي. التأثير على الإنتخابات لن يأتي من هنا سيأتي من مشاكل أخرى في الولايات المتحدة يتم الصمت عن حلّها وبالتالي تؤدّي إلى تاثير على الحالة الإنتخابية.

ما هو تأثير هذا التزامن على الدعم الشعبي لإدارة بايدن و مشاركتهم في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية؟
بدأت حقيقة الصور التي تتسرب هناك بقيود صارمة على وسائل التواصل وعلى الصحافة الأجنبية من أنه لا تصل إلى قطاع غزة بسبب التعقيدات الإسرائيلية، والرواية التي تصل هي روايات تستطيع" إسرائيل" أن تشكّك بها وتقول أنها بالضغوط من حماس، حتى الآن أغلب الصحفيين الأجانب وكبرى مراسلي الصحف الأجنبية لم يدخلوا إلى غزة وربما لو دخلوا منذ اليوم الأول لكانوا أثّروا في رأي العالم ولكن الرواية المنقولة من داخل غزة هي رواية صحفيين فلسطينيين و هؤلاء يمكن لـ" إسرائيل" أن تقول ان روايتهم متأثّرة بالضغط الذي تمارس عليهم حماس، وبالتالي تستطيع أن تؤثر على مصداقية الخبر الصادر منهم وهو يدلل على ذلك أنها تشكّك بعدد الضحايا وعدد الشهداء الذين تم اعدامهم في قطاع غزة، وبالتالي تأثير الحرب بحد ذاته اللهم إذا تسرّبت رؤية صور شنيعة من خلال صحف أمريكية لايمكن أن تؤثر إلّا على الصحف أمريكية، تقرير كبير من صحيفة أمريكية عن الأوضاع في غزة وعن تأثير دمار شامل لتخلّف" إسرائيل" كفيل بأن يغيّر وجهة نظر لعامة في الولايات المتحدة مثل كل الصحافة في العالم الثالث والصحافة العربية أو غيره. وبالتالي الآن" إسرائيل" والولايات المتحدة يمارسان ضغطا على وسائل الإعلام وعلى ادوات الصحافة وأدوات نقل الخبر وأدوات إيصال المعلومات حتى لا تصل المعلومات الحقيقية إلى الشوارع الغربية ليروا فظاعات ما تقوم به" إسرائيل" وبالتالي التأثير لا يزال ضعيفاً وقليلاً.

إلى أي حد ستتأثر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بتزامن الموعد؟
علاقة الرئيس بايدن مع نتيناهو يفترض منها أن تكون علاقة بين شخصين وعلاقة أستراتيجية مع" إسرائيل". العلاقة بين بايدن ونتنياهو ليست حميمة ويشوبها شك وريبة بسبب كذب نتنياهو الكثير على الإدارة الأمريكية وتمسّك بما هو لمصلحة نتنياهو على مصلحة" اسرائيل".
وبالتالي جزء من الحرب هذه أصبح حرب نتنياهو حينما أرادت" إسرائيل" كدعم استراتيجي تقدمت به الولايات المتحدة فوراً ولم تتوانى والثقة بين نتنياهو وبايدن ليست كبيرة وبالتالي سيستمر تأثّر العلاقات بإستمرار الحرب لأن نتنياهو بحاجة إلى المزيد من الوقت حتى يحقق أجندته شخصيا بينما الولايات المتحدة باتت على قناعتها بأنه الكثير من الأهداف غير قابلة للتحقق وبالتالي يجب أن تحل القضية بسهولة. صحيح أنها إستخدمت الفيتو ولكن هي تحمي " إسرائيل" إستراتيجياً ولكنها على قناع بأن نتنياهو يكذب ولا يمكن أن يوثق به.

ما هو التأثير الذي يمكن أن يحدثه توقيت العمليات العسكرية الإسرائيلية على تحقيق مصالح إسرائيلية؟
أنا أعتقد ان" إسرائيل" في ٧ أكتوبر تلقّت ضربة استراتيجية وهزيمة استراتيجية لكل أجهزة التنصت التي كانت تدّعيها وتقول فيها. تحاول الان أن ترمّم ذلك وتحاول أن تعيد الهيبة وتخترع ما تسمّي عقيدة الضاحية بأن ترد بقوة عسكرية ساحقة تدميرية لا يمكن التصدي لها على المؤسسات المدنية وعلى المجتمع وعلى البنية التحتية من المستشفيات والشوارع وغيرها. ولكن هذه العمليات ربمّا تسترجع بعض السمعة العسكرية المفقودة ولكنها في الواقع ستودّي إلى نتائج عسكرية شديدة على المدى المنظور الإستراتيجي لأنه ستكتشف أن الاحتلال لم يمتلك الوسيلة للوصول إلى الهدف الحقيقي الذي يطالب به وهو حماس وبالتالي إبتدأت تقتص من المجتمع المدني في سبيل الضغط على حماس وهذا طبعا سيضعف مصداقيتها بالذات مع دول الداعم لها، حيث ليس لها مصداقية سوى في الغرب والولايات المتحدة ستضعف هذه المصداقية بالذات اذا تسرّبت الصور و الحقائق إلى العالم. ستتسرّب يوما ما لم تبقى مخفيا، ستفتح غزة وسيدخل الجميع اليها وسيروا حجم الدمار وسيروا حجم الحقد الصهيوني وحجم السعار الذي سببته آلتها العسكرية، هي تضرب الفلسطينيين المدنيين وتدمّرهم، هذا سينشر بالتالي وسيضعف مكانة ومصداقية" إسرائيل" لدى الغربيين سواء عاجلا أم آجل. وهذا سيوثر على مكانتها وعلى مصالحها الإستراتيجية.

البحث
الأرشيف التاريخي