حرس الثورة يؤكد خلال مراسم تشييع مُهيبة للشهيد السيد رضي موسوي:
«طوفان الأقصى» تخطيط وتنفيذ فلسطيني بالكامل
شيّعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم أمس الأول، القائد بحرس الثورة الإسلامية العميد سيد رضي موسوي، الذي سقط شهيداً الإثنين المنصرم، إثر عدوان صهيوني على ريف العاصمة السورية دمشق.
وأقيمت مراسم التشييع في ساحة الإمام الحسين عليه السلام شرقي العاصمة بمشاركة جماهيرية واسعة، ثم ووري جثمان الشهيد الثرى لاحقا شمال العاصمة.
قبيل مراسم التشييع أقام قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، صباح أمس الأول، صلاة الجنازة على جثمان الشهيد العميد رضي موسوي، وقدّم سماحته تعازيه لعائلة الشهيد وثمّن جهاد الشهيد العميد رضي موسوي الدؤوب في مسار المقاومة، داعيا للشهيد بعلو الدرجات وأن يكون مع الأولياء والصالحين.
المشيعون المشاركون في هذا الحدث، رفعوا أعلام المقاومة، مردّدين شعارات منددة بالكيان الصهيوني، داعين للردّ على جرائمه. واعتبر المشاركون في المراسم أن العدو الصهيوني يشعر بالضعف وعدم القدرة على فعل شيء، وذلك جليا في اعتداءاته الوحشية على الشعب الفلسطيني واغتيالاتهم المتكررة، وآخرها اغتيال العميد رضي موسوي. ودعا المشاركون الحكومة للردّ الحازم، وألا تدع تلك الجريمة تمر بسلام لتأخذ بثأر الشهيد رضي موسوي، لأنه خسارة كبيرة للبلاد، كما قام عدد كبير من وسائل الإعلام الداخلية والخارجية بتغطية المراسم.
وشارك في المراسم عدد كبير من المسؤولين وقادة القوات المسلحة وحرس الثورة الاسلامية، وألقى كل من القائد العام لحرس الثورة اللواء حسين سلامي، والنائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر، وزينب سليماني ابنة الشهيد سليماني، كلمات في المراسم.
الشهادة فخرنا
كما ردّد المشاركون في مراسم التشييع شعارات "الموت لإسرائيل والموت لأمريكا" و "لبيك ياحسين" و"الشهادة فخرنا"، ورفعواً صوراً لشهداء الدفاع عن المراقد المقدّسة وصور الشهيد سليماني والشهيد رضي موسوي وغيرهم من الشهداء الأبرار.
وكان المستشار العسكري القيادي بحرس الثورة العميد موسوي، مسؤولا عن تقديم الدعم اللوجستي لجبهة المقاومة في سوريا، حيث شارك في كل مراحل الدعم خلال الحرب على سوريا، وعرف بمساندته للشعب الفلسطيني ومقاومته.
وأقيمت مراسم الوداع لجثمان الشهيد العميد رضي موسوي مساء الاربعاء، في مبنى معراج الشهداء بالعاصمة الايرانية طهران، وشارك في مراسم وداع جثمان الشهيد المدافع عن المراقد المقدسة العميد رضي موسوي، أسرة الشهيد وجمهور غفير من أبناء الشعب، مساء الاربعاء، في مبنى معراج الشهداء بطهران.
"طوفان الاقصى" عملية فلسطينية
وأمام حشد المشيعين، توعّد قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي، بالثأر لدم الشهيد موسوي، مُشدّدا على أن الحرس مؤسسة قوّية تتبنّى ما تفعله، ولا تهاب أي عدو. وأكد اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري، أن عملية طوفان الاقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ضد الاحتلال في السابع من إكتوبر/تشرين الاول، هي فلسطينية بالكامل.
وأضاف اللواء سلامي في كلمة بمراسم تشييع جثمان الشهيد " رضي موسوي" الخميس في طهران، أن عملية طوفان الأقصى تمّ التخطيط لها وتنفيذها من قبل الفلسطينيين، ولم يتدخّل أي تيار من خارج فلسطين في خلق هذا النصر المبهر وفي إيجاد هذا الطوفان العظيم، إذ إن المسألة كانت فلسطينية بالكامل.
الثأر للشهيد سليماني سيكون في ظرف خاص
وأستدرك أنه بالأمس متحدث الحرس الثوري تحدّث بأن عملية "طوفان الاقصى" جاءت إنتقاما لاستشهاد الحاج الفريق الشهيد قاسم سليماني، وبدوري أريد أن أقول أن هذين الموضوعين منفصلين عن بعضهما، أي أن طوفان الاقصى مستقلة عن حركتنا للانتقام لاغتيال الشهيد حاج قاسم سليماني الذي سيكون الثأر له في ظرف خاص، وفيه سنتعامل مع من أوعز وأرتكب واقعة استشهاد هذا الشهيد الكبير، والشهيد ابومهدي المهندس ورفاقه. وأعتبر أن عملية طوفان الاقصى هي ردة فعل من قبل الفلسطينيين إزاء 75 عاما من الاحتلال وإرتكاب الجرائم بحقهم ، وأن جذورها تعود للمجازر التي أرتكبت في "دير ياسين" و"كفر قاسم" والاغتيالات، وإستشهاد الشباب الفلسطينيين عبر فرق الاغتيال لعصابات الهاغاناه الصهيونية على عهد المستعمر البريطاني ومنذ عام 1945 الى الأن.
وأضاف طوفان الاقصى هي نتاج المذابح بحق الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا على يد الجزار أرييل شارون، وإحتلال وتشريد لشعب باكمله أسمه شعب فلسطين ، وردا على الاهانات التي يرتكبها الكيان الصهيوني تجاه المسجد الاقصى والهجمات التي ينفذها على بيوت المسلمين ليلا في الضفة الغربية، وأن العملية تمثل إنفجارا لامتعاض يمتد لـ 75 عاما.
جبهة المقاومة لديها ارتباط عقائدي
وأشار اللواء سلامي أن جبهة المقاومة بالرغم من أنها لديها ارتباط عقائدي مع بعضها، ولديها مبادئ مشتركة وعلى المستوى الاستراتيجي لها قواسم مشتركة قوية، الا أن أي ركن من جبهة المقاومة يعمل على أساس هويته الوطنية ايضا. ولها هوية مشتركة واحدة هي الاسلام والعالم الاسلامي، التي تربط هذه الجبهة المنفصلة جغرافيا من حيث المبادئ والاعتقاد. واستطرد أن حركة انصار الله لها هوية يمنية، وعلى المستوى العملياتي تتخذ قراراتها بنفسها وأن الموضوع لا يرتبط بنا، هي مستقلة وتمتلك الارادة والاستراتيجة والقوة. كما أن المقاومة في العراق مستقلة بالكامل وتتخذ قرارتها وكذلك في لبنان حزب الله.
نحن نعلن أي عمل نقوم به رسميا
وأستدرك صحيح أن ثمة إرتباط ايمانيا لدينا مع حزب الله ولكن الحزب يمتلك هوية لبنانية يعمل بموجبها ولكننا نحن مسلمون، وسنقف مع المقاومة الفلسطينية الى النهاية، وأقول هذا الكلام ليدرك العالم بأننا صادقون بأعمالنا ونعلن عن أي عمل نقوم به. وأضاف قائد الحرس الثوري عندما إعتقلنا الجنود الاميركيين وعندما قصفنا وكر الصهاينة في أربيل أعلنا ذلك. نحن نعلن أي عمل نقوم به رسميا دون وجل أو خوف.
وبيّن أن حركتي الجهاد وحماس تنتجان السلاح في داخل قطاع غزة، ولديهما القدرة، وأن الحرب كلما أطالوها سنواصل والمقاومة لاتنتهي، وأن الذي لديه نهاية هو الكيان الصهيوني. واعتبر أن الفلسطينيين داخل غزة وجدوا سبيل الجهاد، وجربوا تركيبة التغلب على الكيان الصهيوني، الذي من المؤكد لم يعد يستطيع توفير حياة مستقرة ليهود العالم ولا يمتلك قدرة المواصلة في مقابل شعب غزة. وأعرب اللواء سلامي عن ثقته بأن الفلسطينيين الشجعان سيتحولون باذن الله الى أجمل قصة مبهر للبشرية وأن اعداء الاسلام سيجروا الخيبة.