مقابلة مع الكاتبة والمخرجة سمية ذاكري

«اكلانتين» والآلاف من القصص الفخرية غير المصورة

 

أجرت المقابلة
مريم حنطه زاده
كم من الصور تمت اعادة انشاءها؟
إن الصور المتعلقة بالعملية صور حقيقية بالكامل، فهناك بعض الصور لتدريب المغاوير عند الشاطئ حيث أردنا أن نلتقط بعض الصور لهم أثناء التدريب لكن  أحدهم قال إن هذه الصور تمت اعادة انشاءها عند ميناء أنزلي فطلبناها منه وأعطانا أياها. وهذا كان أسهلها أما أصعبها فقد كان العثور على الأرشيفات وقد استغرق وقتاً طويلاً وكذلك اقنتاع الأشخاص بالبحث مجدداً في أجهزتهم الخاصة وتنقيب الملفات الصورية. فقد كان علي أن أطمئن من وجود الصور الحقيقية للقصة التي أوثقها وإلا علي أن أفكر بإعادة انشاء الصور ولكن بفضل الله تم العثور على الصور وبذلك أصبح بإمكاني قص قصتي استناداً على الصور والذكريات الخاصة بها.
هل كان للأشخاص الذين تحملوا العناء وساعدوكي وتعاونوا معك رد فعل معين؟ وكيف كان؟
نعم لقد كان لديهم رد فعل كبير، فقد فرحوا كثيراً واستقبلوا الفكرة استقبالاً كبيراً وحتى أمير سياري نفسه فقد قام بتقديم الشكر الجزيل لي بعد عرض الفيلم الوثائقي ولأن قصة هذا العمل وهذه المهمة التي تم انجازها منذ بضع سنوات والتي لم يهتم بها أحد، قد رويت. وقد كان رد فعل هؤلاء الاشخاص لامثيل له سواء عناصر القوى البحرية أم الاشخاص الذين أجريت
معهم المقابلات. ويمكنني أن أروي لكم أحد هذه المواقف الذي لربما يكون مثيراً بالنسبة لكم، فبعد عرض فيلم اكلانتين بحوالي عامين، أرسل لي شخصاً رسالة قال فيها: أنا مدين لك جداً، وأنا أحد المغاوير في البحرية وأسكن في مدينة بندرعباس، على مدى عامين ذهبت مراراً لخطبة فتاة وكان والدها يرفض ويقول أنا لاأعطي ابنتي لعسكري وخصوصاً إن كان من البحرية وقال أنه وتلك الفتاة أرادا بعضهما ولكنهما لم يتمكنا من الوصول لبعضهما البعض، ولكن عندما رأى والد الفتاة فيلم اكلانتين الوثائقي بمحض الصدفة على التلفاز، اتصل بي مباشرة وقال: "إن كانت هذه هي القوى البحرية، تعال مباشرة لخطبة ابنتي وسأوافق، لم أكن على دراية ببطولاتكم فأنتم بذلتكم كل ذلك في سبيل بلدكم". وقال أنه تزوج من تلك الفتاة وأنه مدين لي وللفيلم الوثائقي. لقد بكيت عندما وصلتني تلك الرسالة؛ وأيضاً راسلتني زوجات هؤلاء العناصر وقالت لي إحداهن أنني أفتخر بكون زوجي من عناصر القوى البحرية منذ شاهدت هذا الفيلم الوثائقي، وأخرى قالت: بعد أن شاهدت فيلم اكلانتين أصبح زوجي بطلاً في نظري ولن أتذمر بعد الآن من كثرة ذهابه في مهمات؛ فقد كنت أسمع سابقاً ولكنني لم أكن أعرف الأعمال البطولية التي يقومون بها.
هذا يعني أنه حتى أكثر الأفراد قرباً من أبطال هذه القصة لم يكونوا على دراية بأهمية وصعوبة أعمالهم فما بالنا من بقية الناس
نعم إنه كذلك تماماً، فعندما تم عرض الفيلم الوثائقي "38 درجة مئوية تحت الصفر"، تمت دعوة الأشخاص من الذين شرحوا قصة الفيلم الوثائقي مع عائلاتهم لعرض الفيلم، وعندها بدأت ابنة أحد هؤلاء الاشخاص بالبكاء قائلة كنت أعلم أن والدي يقوم بأعمال مهمة ولكنني لم أكن أعرف أنه بطل لهذه الدرجة، فمن الآن تغيرت نظرتي لوالدي وأصبحت أحبه بطريقة مختلفة. فإن ردات الفعل هذه تمنحني شعوراً عظيماُ وتشجعني حقاً.
وإن سرد ردات الأفعال المتعلقة بالفيلم الوثائقي أمرًا مهمًا أيضًا لأنه يوضح أنه إذا تطرق صانع الأفلام الوثائقية إلى قضايا مهمة حقًا، على الرغم من صعوبة ذلك، وتمكن من أداء عمله بالشكل الصحيح، فسوف يقدم للناس والمجتمع آثاراً أيجابية. ومن خلال سرد هذه الأمور، ستصبح الانتقادات المتعلقة بعدم الحضور الجاد للناس أفضل وتكتسب معنى وتصبح ذات أهمية.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي