الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة واثنا عشر - ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة واثنا عشر - ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

رئیس منظمة نهضة محو الأمية في ايران للوفاق:

إيران رائدة في حركة محو الأمية وأنموذج عالمي

 

محمد حسين اميدي
على الرغم من هجوم الاستكبار العالمي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعقوبات الظالمة عليها ما زال يزداد تقدمها وعظمتها  يوماً بعد يوم، إذ أنها صنعت وما زالت الكثير من الإنجازات وفي كافة المجالات خاصةً في المجالات العلمية وغيرها مما أثار قلق الغرب وزاد من ضغوطهم ومؤامراتهم وعقوباتهم ضد الشعب الايراني تحت ذرائع مختلفة. وإن من أهم الإنجازات التي تحققت في العقود الأربعة الماضية هو تحسين المستوى العلمي للمجتمع، وزيادة معدل الإلمام بالقراءة والكتابة،  وللتعرف على تفاصيل هذه الإنجازات وبمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس  نهضة محو الأمية في إيران التقت صحيفة الوفاق مع  معاون وزیر التربية والتعلیم في الجمهوریة الاسلامية ورئيس المنظمة  الدكتور علي رضا عبدي، وجرى الحوار التالي:

الأمية في ايران قبل الثورة
يُشير الدكتور عبدي إلى:" إن لمحو الأمية في إيران تاريخ طويل، وفي شكلها الحديث، بدأت المنظمة المسؤولة رسمياً عن تعليم الكبار عملها عام 1936م، ولكن بعد خمس سنوات، في عام 1941م، تم حلها بسبب عدم كفاءتها.
ويكمل  معاون وزير التربية والتعليم حديثه بالقول:"عندما قامت الثورة الإسلامية عام 1979، كان حوالي 47% من الشعب الإيراني متعلمين. ادعى النظام البهلوي العمل على توسيع محو الأمية والتعليم على مستوى البلاد، لكنه لم يحقق نجاحاً كبيراً في هذا المجال، وهذا لا يعني أنه لم تكن هناك برامج للقضاء على الأمية في العهد البهلوي، فقد تم تنفيذ برامج مختلفة للقضاء على الأمية منذ التعليم الأساسي عام 1953م حتى تأسيس فيلق المعرفة عام 1962م، ولكن لم يتحقق ذلك رغم التكاليف الباهظة. وبشكلٍ عام، فشلت هذه البرامج لأنها لا تعتمد على القوة الشعبية وجهود الناس".
تشكيل  نهضة محو الأمية بأمر
الإمام (قدس)
يُشير  رئيس  منظمة  نهضة محو الأمية إلى أنه:"وبعد أقل من عام من انتصار الثورة، في 28 ديسمبر/ كانون الثاني من العام 1979م، صدر المرسوم التاريخي للإمام الخميني(قدس) بتأسيس نهضة محو الأمية على  أساس حركة شعبية وتعبوية وجهادية ومنسقة ومتحدة على محور العلم والمعرفة، لقد استجاب الشعب الإيراني بفعالية كبيرة مع مرسوم الإمام (قدس). لقد أمر الإمام(قدس) بتأسيس نهضة محو الأمية بهدف تعليم القراءة والكتابة للبالغين والأطفال الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى المدارس في المناطق المحرومة. وبعد صدور أمر الإمام(قدس) تشكلت النواة المركزية لحركة نهضة الأمية بحضور ممثلين عن وزارة التربية والتعليم وجهاد البناء ورجال الدين والجهاد الأكاديمي، وكانت تتم إدارتها على شكل مجالس وكانت هذه المؤسسة مسؤولة عن تنظيم المحاضرات المتعلقة بالأمية. وفي اليوم الذي صدر فيه هذا المرسوم، كان أكثر من نصف سكان جمهورية إيران الإسلامية البالغ عددهم حوالي 35 مليون نسمة أميين، وكانت نسبة الأمية أعلى بكثير في المناطق المحرومة والريفية. ومن وجهة نظر مؤسس الجمهورية الإسلامية، كان من الضروري أن يفهم الجميع قضاياهم الخاصة، ويجب على الجميع تحقيق الاستقلال الثقافي الكامل والانفصال عن الثقافة الأجنبية."
ووفق رأي الدكتور عبدي بأن حركة محو الأمية هي إرث من الإمام الخميني (قدس) ويجب بذل الجهود للحفاظ عليها، وأن نهضة محو الأمية تشكلت بأمر الإمام(قدس) وتحولت فيما بعد إلى فكر وعقيدة".  
تطور عمل المنظمة
يقول الدكتور عبدي:" قامت فكرة الإمام الخميني (رض) بدايةً على تأسيس نهضة محو الأمية وفق التربية الجهادية للناس وأن تكون جزءًا لا يتجزأ من تطور الإسلام. ولم تمض سنوات قليلة حتى مایو/ أيار 1984م، وبتفكير احد التیارات السیاسية، تحول هذا الفكر الجهادي إلى منظمة، ولهذا السبب ابتعد عن هدفه الأساسي، كحركة توعوية وجهادية في التعليم". ويلفت الدكتور عبدي بأنه :"في الهيكل التنظيمي، هناك سلسلة من القواعد واللوائح التي لا يمكن للفكر التربوي أن يحكمها. وبالطبع، حتى قبل أشهر، كانت هناك محاولة لحل هذه المنظمة، ولكن الحمد لله لم يحدث ذلك، وفي رأيي أن التحدي الأكبر لهذه الحركة هو التحول من حركة جهادية إلى تنظيم". هذا وقد قدمت نهضة محو الأمية وفق الدكتور عبدي :"في الخطة السابعة لتنمية الجمهورية الإسلامية تعريفاً جديداً لمحو الأمية، واتخذ قرار بالتشاور مع نواب في مجلس الشوری الإسلامي والعلماء والمفكرين في خطة التنمية السابعة للجمهورية الإسلامية بأن تستمر الحركة في مسيرتها نحو إعادة تعريف الأمية والتدريب الدائم وتعليم معارف حدیثة. لتبدأ الخطوة الثانية من حركة محو الأمية بعد موافقة مجلس صيانة الدستور ".
مستقبل حركة نهضة محو  الأمية
يقول الدكتور عبدي بأن الحركة :"تحتاج إلى نهضة جديدة، إلى حركة جماعية ومنسقة، اليوم، ومع تطور العلوم والمعرفة وإدخال التقنيات الجديدة والمتقدمة، يجب علينا القضاء على الفجوة بين الأجيال، واتباع أفكار الإمام الراحل (قدس) وقائد الثورة، ونقل هذا التعليم إلى المناطق المحرومة وتطوير التعليم بين أبناء الشعب وكذلك  بين أفراد الأسر الذين لا يستطيعون الوصول إلى المراكز التعليمية".
ويضيف  الدكتور عبدي :"بأن النظرة اليوم للحركة بأنه يجب العودة إلى نفس روح الجهاد التي فكر فيها الإمام الراحل (قدس) في بدء نهضة محو الأمية. وبالنظر إلى جهود الدول المتسلطة في فرض أفكارها وأساليب حياتها الزائفة خاصةً على جيل الشباب، يجب أن نعلم أن مفهوم الأمية اليوم تغير مع الماضي، ووفقاً للمتطلبات الجديدة فنحن بحاجة إلى أنواع مختلفة من محو الأمية، بما في ذلك التربية الإعلامية ومحو الأمية في العلاقات الاجتماعية وغيرها، وأنه يجب علينا مواصلة مفاهيمها بمناهج  جديدة".
ويلفت الدكتور عبدي بأن :"أحد التغييرات التي يجب أن تحدث في مستقبل الحركة هو تغيير النهج التنفيذي من التعهد إلى التنظيم والرقابة. وينبغي أن تتحول حركة محو الأمية من العمل الإداري إلى العمل المنظم بين المؤسسات والحركات الشعبية والدوائر الوسطى لتطوير محو الأمية وتطوير معارف جديدة".
تقدم كبير في احصائيات محو الأمية عما قبل الثورة
يوضح معاون وزير التربية والتعليم  بأنه :"قبل الثورة، كان 47% من السكان في الفئة العمرية من 10 إلى 49 سنة يعرفون القراءة والكتابة، وكان هناك فرق 23% في تطور معرفة القراءة والكتابة بين النساء والرجال، وكان هناك فرق 34% بين معرفة القراءة والكتابة في المناطق الحضرية والريفية وحالياً، لکن الآن في الفئة العمرية  نفسها من 10 إلى 49 سنة، وصل معدل معرفة القراءة والكتابة إلى 98%، ووصلت فجوة معرفة القراءة والكتابة بين الرجال والنساء إلى 6%، كما وصل الفرق بين معرفة القراءة والكتابة في المناطق الحضرية والريفية إلى 11 %".
هذا وتعتبر حركة نهضة محو الأمية وفق الدكتور عبدي، الشخص المتعلم ذلك الذي أنهى الصف الثالث الابتدائي على الأقل، ومن وجهة نظر أخرى، إذا اعتبرنا عدد السكان عام 1979م 35 مليون نسمة وعدد سكان البلاد الحالي 86 مليون نسمة، فهذه التنمية بنسبة الضعفين والنصف بينت بصورة أكثر وضوحاً وعظمة".
حركة تعليمية عالمية
يشير الدكتور عبدي إلى أن :"أحد الأعمال التي بدأت وهي ذات قيمة عالية هو تثقيف السجناء. ولا يوجد سجين أمي يدخل السجن ويخرج دون أن يتعلم القراءة والكتابة. وفي بعض الحالات، قد تكون مدة سجن الشخص قصيرة، حيث يتلقى بعضًا من دروس التعليم. وأحياناً تكون فترة سجن الإنسان طويلة، فيستمر بالتعلم ويخضع لدورات محو الأمية ويدخل الصفوف العليا في السجن نفسه."
يوضح الدكتور عبدي بأن:" الحركة حاولت منذ البداية القيام بالواجب الإلهي الذي قاله الإمام (قدس). لذلك، بغض النظر عما إذا كان الناس إيرانيين أم لا، فهي تؤدي واجبها الديني، فمنذ الماضي وحتى اليوم، كان المهاجرون الذين أتوا إلى إيران، ومنهم اللاجئون الأفغان والعراقيون، مشمولين بنشاط حركة نهضة محو الأمية".
ويوضح الدكتور عبدي:"نحن نقدّر أن لدينا مليون لاجىء أمي وذي تعليم منخفض في البلاد"، ويضيف: أن هؤلاء الأشخاص يستخدمون أيضًا فصول حركة محو الأمية، وأنه على الرغم من عمل الحركة هذا، لا تقوم المؤسسات الدولية التي تعمل في مجال محو الأمية والتعليم بواجبها تجاهنا، فإنها تقدم القليل من المساعدة لإيران".
إيران أنموذج عالمي
يقول الدكتور عبدي :"في سبتمبر/ أيلول من هذا العام، أصدر الأمين العام لليونسكو رسالة مفادها أنه في السنوات الأربعين الماضية، زاد معدل القراءة والكتابة في العالم بمعدل 18٪. بينما في جمهورية إيران الإسلامية، بلغ هذا الرقم 50%؛ وهذا يعادل 2.5 مرة المتوسط العالمي".
ويكمل حديثه بالقول :"لم يكن معدل معرفة القراءة والكتابة في بلادنا مجرد معدل للقراءة والكتابة. ومن يعتبر غير أمي في العالم يعتمد فقط على معرفته بالقراءة والكتابة، بينما وفقاً لدستور الحركة ووفقا لأمر الإمام (قدس)، بالإضافة إلى القراءة والكتابة، يجب علينا الاهتمام بالتعاليم الدينية، وقراءة القرآن الكريم وكذلك يُعد نمو الثقافة الإسلامية من بين أولى الحركات التي حدثت في مجال محو الأمية، إن تيارات محو الأمية في العالم عادة لها متطلبات اجتماعية، أي أنه إذا كان شخص ما غير متعلم فإنه سيحرم من حقوقه الاجتماعية، أمّا في بلادنا فإن تيار محو الأمية يقوم على الوعي والتقدم والتميز. ويعني أولاً أنه ينبغي تشجيع الأمي وفهم مشكلته، وثانياً، ينبغي استيعابه واستقطابه وتفوقه واجتياز مستويات القراءة والكتابة خطوةً بخطوة حتى يصل إلى مستويات أعلى".
ويختم  الدكتور عبدي حديثه بالقول: "لذلك، إحصائياً ومفهومياً، تعتبر الجمهورية الإسلامية نموذجاً عالمياً ناجحاً في مجال القضاء على الأمية، ونحن على استعداد لتبادل هذه التجارب مع الدول الأخرى".

 

البحث
الأرشيف التاريخي