الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وعشرة - ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وعشرة - ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

رئيس دير الروم الملكيين الكاثوليك في رام الله للوفاق:

المسيحيون متجذرون في فلسطين شركاء في المعاناة والمقاومة

الوفاق/ خاص
عبير شمص
تضرب جذور المسيحيين العرب عميقاً في أرض فلسطين، استقبلتهم هذه الأرض المقدسة على مر العصور، وتُعد الغالبية العظمى للمسيحيين الفلسطينيين والتي تقدر أعدادهم في العالم بستمئة ألف، ذوو جذور محلية يتكلمون اللغة العربية ولديهم تاريخ عريق يربطهم بالكنيسة الأم. ويواجه المسيحيون تحديات عدة هي في المحصلة النهائية تحديات تواجه المجتمع الفلسطيني ككل؛ وهم يتشاركون مع أبناء وطنهم في مواجهة ومقاومة المحتل الصهيوني، وهم رغم تناقص أعدادهم، إلا أنهم لعبوا أدواراً مهمة في التاريخ الفلسطيني الحديث، إذ كان منهم القادة والمثقفون والمناضلون والمؤثرون في الحياة العامة. وها هم  اليوم يعلنون إلغاء احتفالات عيد الميلاد في  فلسطين تضامناً مع أهلهم في قطاع غزة ، فها هي  مسقط رأس السيد المسيح (ع) بيت لحم والتي عادةً ما تكون مكتظة بالمصلين والزائرين من مختلف أنحاء العالم في أعياد الميلاد، غير أن هذه السنة ستغيب عنها الاحتفالات مع استمرار العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ، فقد اتُّخذ القرار باقتصار الاحتفالات على الشعائر الدينية، إلى جانب تنظيم فعاليات تهدف إلى إيصال رسائل احتجاجية رافضة للعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، إذ إنّ أنظار العالم تكون مركّزة على مهد المسيح(ع) في هذه الفترة من العام. ضمن هذا السياق وللتعرف على واقع المجتمع المسيحي في فلسطين ومواجهتهم للكيان الصهيوني واعتداءات مستوطنيه، حاورت صحيفة الوفاق رئيس دير الروم الملكيين الكاثوليك في رام الله الأب عبد الله يوليو، وكان الحوار التالي:

متجذرون في الأرض
يعتبر الأب يوليو بأن المسيحيين موجودون في فلسطين منذ بداية الدعوة المسيحية ، فقد انتشرت الدعوة المسيحية بعد وفاة السيد المسيح في كل بلاد الشام فلسطين وسوريا فهنالك مجموعات كبيرة اعتنقت المسيحية من القبائل العربية، فالنصارى العرب جزءٌ لا يتجزأ من هذه الأمة والأرض أرض عربية، والنصارى العرب هم من استقبلوا العرب المسلمين الفاتحين ومنذ ذلك الزمان صنعوا سوياً الحضارة العربية والإسلامية العظيمة وعاشوا معاً ودافعوا سوياً ضد أي وجود غريب وأي احتلال منذ قديم الزمان ، حاربوا مع المسلمين ضد الإفرنجة المحتلين وصنعوا مع المسلمين تاريخاً عربياً مجيداً وكانوا مع الثورة العربية الكبرى ووقفوا  ضد الانتداب الفرنسي وحالياً هم مع إخوانهم المسلمين يواجهون المحتل الصهيوني فبالتالي هم جزءٌ أصيل من هذه الأمة والشعب".
ويكمل حديثه بالقول بأن :"العرب المسيحيين الفلسطينيين متواجدون في كل أرض فلسطين التاريخية في مناطق الجليل والضفة الغربية وفي المدن الساحلية ، وبلغت نسبة المسيحيين قبل إنشاء الكيان المؤقت تقريباً ثلاثين  بالمئة من سكان فلسطين، أمّا اليوم فعددهم تقريباً تبلغ  نسبتهم تقريباً الواحد في المئة".
واقع الوجود المسيحي
ويلفت الأب يوليو:"  لسوء الحظ تناقصت أعداد المسيحيين العرب في فلسطين وهي حالة منتشرة في كل المشرق العربي وأهم أسبابها الاحتلال الصهيوني في فلسطين وعدم الاستقرار والضيق الاقتصادي والمؤامرة المستمرة  الهادفة إلى تهجير الشعب الفلسطيني، فالبعض يريد أن يكون وجود الطوائف المسيحية مؤقتاً في هذه الأرض".
ويُشير:" في كل مناطق الضفة الغربية المسيحيون موجودون في مدينة رام الله  وقراها متل الطيبة وجفنة وبيرزيت وفي رفيديا في منطقة نابلس وفي مدينة جنين ، وفي مدينة القدس المحتلة وفي بيت لحم وبيت جالا، يتمركز معظمهم في تجمعات في بيت لحم وبيت جالا وقليل منهم في منطقة جنين ونابلس".
أمّا بالنسبة للأماكن المقدسة المسيحية، فلسطين كلها أرض الأنبياء، بالتالي هذه  الأرض تذكرنا بالأديان السماوية، وأهم الاماكن بالتحديد كنيسة المهد في بيت لحم مكان ولادة المسيح (ع)، وفق ما يقول الأب يوليو.
المسيحيون مكون أساسي من مكونات المجتمع الفلسطيني
يوضح الأب يوليو بأن:"  ليس هناك مجتمع مسيحي، فالمسيحيون جزءٌ من مجتمع عربي فلسطيني، ويجب أن  يكون العرب المسيحيون هكذا وأن لا يمتازوا اجتماعياً عن باقي سكان فلسطين، وبالتالي يقدر ما هم يعيشون كعرب يواجهون المشاكل نفسها التي يواجهها المسلمون، فالاحتلال يريد الأرض بدون شعب".
ويتابع حديثه بالقول:" وبالتالي بقدر ما هم يعيشون  كعرب يواجهون المشاكل نفسها التي يواجهها المسلمون، فالاحتلال يريد الأرض بدون شعب وبالتالي أصبح الذهاب إلى الأماكن المقدسة ليس سهلاً بوجود الحواجز والسواتر الترابية"، وكذلك يضيف:" بقدر ما المسيحي عربي ويتصرف كفلسطيني وعربي فبالتالي وجوده غير مرغوب فيه على أرض فلسطين لأن الاحتلال يريد الأرض بدون شعب فهناك مؤامرة كبيرة تستهدف تهجير المسيحيين ولكننا صامدون جنباً إلى جنب مع إخواننا المسلمين دفاعاً عن شعبنا وعن مقدساتنا ووطننا".
ويتابع الأب يوليو بشرحه:" الاحتلال لا يريد عرباً إن كانوا من المسلمين أو المسيحيين، بالتالي الصراع عابر للوجود والسيادة. وعندما تكون هناك مناسبات دينية من الصعب التوجه إلى الأماكن المقدسة وخاصةً مدينة القدس المحتلة لأنها أصبحت مفصولة عن بقية الأراضي الفلسطينية بوجود الحواجز والمعابر وغيرها والتفتيش الذي يستمر لساعات طويلة، كما أن الدخول إليها يحتاج تصريح خاص يصعب الحصول عليه، فالمعاناة  مشتركة في هذا السياق عند المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين ".
حرب غزة عرت وكشفت الاحتلال
يشير الأب يوليو بأن:" حرب غزة عرت الجميع فقد عرت سياسة الاحتلال الذي يريد الأرض بدون شعب، وبالتالي كان هناك محاولة تهجير وإبادة شعب واستهداف ممنهج للتدمير والقتل، فالمُحتل لا يُميز بين المستشفى ودور العبادة من الكنيسة والمسجد وهذه حقيقة الاحتلال، وإن شاء الله  بعد هذه الحرب أصبح المشهد واضحاً لدى الجميع فهنالك مسيحيون يستشهدون في قطاع غزة جنباً إلى جنب مع المسلمين كما قلت لكم وأعيد وأكرر نحن أبناء شعب واحد هو الشعب العربي الفلسطيني وأبناء أمة واحدة هي أمة العرب والإسلام والتي هي أمة مترامية الأطراف ونحن جزءٌ من هذه الأمة، وبالتالي يجب أن لا يُنظر إلى المسيحيين  على أنهم مجتمعٌ مميز أو خاص".
حرب غزة أوقفت مشاريع التطبيع
أمّا عن موقف الدول العربية الرسمية فيستنكر الأب يوليو هذا الموقف الخجول والضعيف لهم فيقول:" لقد اُتخذت قرارات في المؤتمرات العربية والإسلامية ولكن  بقيت بدون تنفيذ، إن موقف الدول العربية موقف ضعيف وخجول"، وبرأيه بأن:" حرب غزة أوقفت كل مشاريع التطبيع القائمة وأعود وأكرر هناك تقصير من قبل الدول العربية إلاّ الدول القريبة منا التي هي معنا في محور المقاومة".
وكذلك يتأسف الأب يوليو على موقف الفاتيكان الذي يعده ضعيفاً وبأنه ما زال يُهيمن الصمت عليه أمام الاعتداءات المتتالية على غزة، وهذا الصمت مخيف وشراكة  في الجريمة"، ولكن شاهدنا الساحات تتحرك في الدول الأجنبية، وأضحت جماهير وشعوب تلك البلدان تعرف الحقيقة شيئاً فشيئاً ووقفت مع قضيتنا الفلسطينية، وفق ما قاله الأب يوليو، ويضيف موضحاً بأن موقف الحكومات الرسمية موقف ضعيف جداً جداً جداً". ويتابع الأب يوليو حديثه بالتمني بتوحد الصفوف في الداخل الفلسطيني وأن يكون لدينا موقف وخطاب مشترك بين المرجعيات الروحية الإسلامية والمسيحية وإن شاء الله تتشكل مرجعية مشتركة حتى نكون صوتا واحدا ونوصل هذه الرسالة إلى الدول الأجنبية".
صوت الذين لا صوت لهم
ويختم الأب يوليو بالقول:" برأينا نتمنى أن تكون معنا دول محور المقاومة في كل شيء وتساعدنا حتى تصل هذه الرسالة إلى الجميع ونكون نحن صوت الذين لا صوت لهم، ولكي نحقق الحرية والاستقلال وصحيح نحن ما زلنا في ليل مظلم جداً ولكن بدأنا نرى بصيصاً من النور وأنا على يقين بأن إن شاء الله هذا البصيص من النور سوف يتحول إلى نور كبير قوي سيضيء العتمة على بلدنا فلسطين وعلى أمتنا
بأكملها".

البحث
الأرشيف التاريخي