سيرة شهيد
الشهيد القائد أبو منتظر المحمداوي.. قائد عمليات منظمة بدر
الوفاق /وكالات - مسيرة إستثنائية قل نظيرها، تحفل بالشجاعة والإيثار، لرجل قضى حياته في دروب الجهاد والتضحية والانصهار بحب الوطن، إنه الشهيد "أبو منتظر المحمداوي”، المجاهد الذي التحق بطلائع المجاهدين في الأهوار في ثمانينات القرن الماضي وكان أحد قادة العمليات النوعية ضد نظام "الطاغوت"، إذ امتاز بعنفوانه وصبره واشتياقه للشهادة منذ تلك الفترة حتى تاريخ 13 من تموز 2015 حين التحق بركب الشهداء أثناء عمليات تحرير مناطق الأنبار من تنظيم داعش الاجرامي.
فما هي أبرز المحطات في مسيرة هذا الشهيد القائد؟
هو الشهيد حاتم اسود محمد المعروف بـ "أبو منتظر المحمداوي" من مواليد محافظة ميسان العام 1967. هاجر الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مطلع الثمانينات، والتحق بقوات بدر في العام 1984م، عُرف عنه في تلك المرحلة مواصفات استطلاعية رفيعة المستوى، من خلال تمكنه من عبور التضاريس الجغرافية المختلفة رغم الظلام الدامس، كما امتاز بالشجاعة الاستثنائية حيث كان يقترب من النقاط الخطرة بدقةٍ عالية، ما أهله ليتولى مسؤولية الاستطلاع في
أحد المحاور.
كان أحد أبرز مؤسسي مقر العمل في الداخل، ضد الأهداف التابعة لنظام صدام البائد، كما كان من المشاركين الفاعلين في الانتفاضة الشعبانية في ميسان، وهو يُعتبر مؤسس العمل الجهادي في منطقة "أهوار العمارة"، وأحد القادة الميدانيين الذين نفذوا العديد من العمليات حتى سقوط نظام صدام، وكان من المبادرين الى تنفيذ العمليات ضد الاحتلال الأمريكي والبريطاني، بحيث أشرف على العديد من العمليات ضدهم، كما شارك في معركة الدفاع عن سوريا، والمراقد المقدسة فيها، بوجه الحرب التي شنت ضدها من قبل أمريكا وحلفائها منذ العام 2011 وما بعده.
قيادة عمليات منظمة بدر
أمّا بعد اجتياح مجموعات تنظيم داعش الإرهابي للعراق خلال العام 2014، فكان من أوائل القادة الذين تسلموا مسؤولية إعداد الصفوف الدفاعية لمنع استكمال تنظيم داعش سيطرته من جهة، ولاحقاً في إعداد المجموعات الهجومية لتحرير البلد، إذ تولى قيادة العمليات في منظمة بدر.
وفي إحدى العمليات في قاطع سامراء، تعرض لحادث سبب له كسر في إحدى رجليه، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة مهامه في قيادة العمليات، فسرعان ما عاد إلى تولي هذه المسؤولية وهو متوكئ
على عكازه.
العروج الملكوتي
استشهد الحاج أبو منتظر أثناء معركة تحرير مدينة الفلوجة، وقد كان لاستشهاده أثره البالغ في تشجيع قوات الحشد ودفعهم باتجاه استكمال تحرير كل محافظة صلاح الدين، وقد شارك في تشييعه القادة الشهداء الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.